نتابع معكم اليوم رحلتنا بكتاب "أنا أفكر إذاً أنا ألعب" والذي تحدث من خلاله النجم الإيطالي الشهير آندريا بيرلو عن أبرز أسرار رحلته الرياضية منذ بداياته في بريشيا وصولاً لتألقه مع يوفنتوس بنهاية مسيرته في الكالتشيو واليوم سنركز حديثنا عن فوز إيطاليا بكأس العالم 2006.
بيرلو تحدث بكتابه عن مدرب المنتخب مارتشيلو ليبي وشبهه لحد كبير بكونتي من حيث الأسلوب ويقول بيرلو أن ليبي حين كان يغضب من الفريق خلال كأس العالم كان يصرخ ويقول لهم أنهم مجموعة من القذارة المثيرة للاشمئزاز.
قبل مباراة استراليا التي انتهت بهدف من ركلة جزاء لإيطاليا بالوقت القاتل قام ليبي باستدعاء اللاعبين لغرفة الاجتماعات وأنّبهم على كثرة حديثهم مع الصحافة واتهمهم بتسريب أسرار المنتخب مؤكداً لهم بأنه لا يثق بهم ويقول بيرلو أن ليبي كان غاضباً لحد بدت فيه أوردة رقبته واضحة وتابع حديثه واصفاً لاعبيه بالمشردين والجواسيس وهو يراقب ردة فعل فيليبو إنزاغي.
رغم غضب ليبي الدائم إلا أن بيرلو يملك ذكريات كثيرة مميزة عن هذا المدرب ويقول أنه لو واصل العمل معه في إنتر كان سيكون أحد أفضل أساطير النادي مثل بيرغومي أو كامبياسو كما يقول بيرلو أن مثاله الأعلى كلاعب كان لوتر ماتيوس وبدرجة أقل روبيرتو باجيو ومع جدارين كيبرين بغرفته كان من الممكن أن تتسع لصورتين كبيرتين.
بيرلو تحدث أيضاً عن المباراة النهائية وتذكر ما حدث بعد انتهاء الأشواط الإضافية وقال أنه يتذكر جيداً كيف كان ليبي يمشي باتجاهه بوقت شعر فيه أن الأجراس بدأت تُقرع وتمنى أن تكون أصوات الجماهير أعلى من صوت ليبي كي لا يسمعه وهو يطلب منه تنفيذ ركلة الترجيح الأولى ليبدأ بالتفكير بعدها بالجهة التي سيسدد إليها مع الكثير من الخوف حول إهدارها والتحول للمذنب الأول.
بيرلو يشبّه لحظات ما قبل التسديد بالمحاكمة حيث يمشي اللاعب حوالي 50 متر لوحده من منتصف الملعب حتى نقطة الجزاء ويبدو كأنه رجل مُدان تم سحبه إلى العشب الأخضر ويقول الفنان الإيطالي أنه قرر بعد ذلك ألا ينظر لبارتيز ولا للجمهور حيث كانت تصوّب أضواء الفلاشات باتجاهه متمنياً ألا يصاب بالعمى وهو يسدد الركلة.
اتخذ بيرلو قراره بالتسديد بالوسط مع رفع الكرة قليلاً كي لا يتصدى لها بارتيز بقدمه ونجح بالفعل وسجل الركلة الأولى للآزوري وباستعادة ذكريات تلك الركلة يقول بيرلو أنها بالنسبة له كانت أكثر عبقرية من ركلز الجزاء الرائعة التي سددها بمرمى إنجلترا في يورو 2012 حين لعبها بطريقة "الملعقة" أي بشكل مقوس.
ويقول بيرلو أنه عام 2012 لم يفعل كما فعل توتي عام 2000 ضد هولندا حين أخبر مالديني ودي بياجيو أنه سيسدد بطريقة امللعقة حيث يقول بيرلو أنه لم يتخذ قراره بتسديدها إلا حين رأى تحركات جو هارت الكثيرة أمامه وحينها أدرك أنها الفرصة الأنسب للقيام بها.
اقرأ أيضاً
خفايا بيرلو (1) : وعدوه بلقب الأفضل لكن لقب اليورو حرمه وبلاتر يكره الطليان