اللوز وفوائده الصحية المتنوعة
يتميز اللوز بالعديد من الفوائد الصحية، فاستهلاك حفنة صغيرة منه كل يوم من شأنه أن يحسن من الصحة البدنية و النفسية للشخص، و ذلك في إطار نظام غذائي متنوع و متوازن و نمط حياة صحي.
يعتبر اللوز من الفواكه المنتجة للزيت، الجزء الذي يستهلك منه مباشرة هو البذرة التي توجد بداخل الثمرة (ذات الغشاء الخشبي الصلب)، غني جدا بالدهنيات خاصة الأحماض الدهنية الأحادية الغير مشبعة، غني بالألياف القابلة للذوبان، و غني أيضا بالفيتامينات E (مضاد للأكسدة) الفيتامين B2 و الفيتامين B3. كل من الفوسفور، المغنزيوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، الحديد و الزنك، يوجدون بنسبة مهمة في بذرة اللوز، الكمية الموصى بها من هذه الفاكهة هي 4 إلى 5 حبات (أي ما يعادل حفنة صغيرة)، و هو مثل كل الفواكه الزيتية الأخرى يتميز بفوائد صحية عديدة، أثبتتها الدراسات العلمية.
اللوز، حليف التخسيس
أظهر باحثون أمريكيون1 أن الاستهلاك اليومي للوز يدخل ضمن العادات الغذائية السليمة، إذ أن أكل 10 حبات من اللوز يحفز الشخص على التغذي على أكلات أخرى غنية بالبروتينات النافعة و الابتعاد عن طعام الذي يحتوى على “السعرات الحرارية الفارغة” (الأطعمة التي تحتوي على دهون و سكريات بكمية كبيرة دون قيمة غذائية تذكر). المشاركين في الدراسة، بينهم أطفال و بالغين، اتبعوا نظاما غذائيا يضم في قائمته فاكهة اللوز. فلوحظ أنهم استهلكوا معه أغذية غنية بالفيتامين E و المغنزيوم، مقارنة مع الأشخاص الذين لم يتناولوا اللوز في نظامهم الغذائي، و ذلك لمدة 3 أسابيع. و هذين العنصرين الغذائيين (الفيتامين E و المغنزيوم) هم الأقل استهلاكا حول العالم من طرف البالغين و الأطفال على حد سواء ! تبين أيضا للباحثين أن استهلاك اللوز يغني الشخص عن استهلاك المواد الصناعية الغنية بالسكريات و يحفزه إلى التقليل من استهلاك الملح.
اللوز و الوقاية من أمراض القلب و الشرايين !
يحتوي اللوز على نسبة عالية من الدهون الأحادية الغير مشبعة، و هي ما تعرف ب “الدهون الجيدة” النافعة للقلب و الأوعية الدموية. كل 30 غرام من اللوز تحوي 13 غرام من الدهون الغير مشبعة و 1 غرام من الدهون المشبعة.
وفقا لدراسة2 أجراها باحثون في جامعة هارفارد على أكثر من 500 ألف شخص، فإن تناول 3 وجبات (قرابة 28 جرام) من هذه المكسرات، يخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية المميتة بنسبة 24%، خطر الإصابة بالنوبات القلبية الغير مميتة ينخفض بنسبة 22%، و خطر الإصابة بمرض السكري انخفض بنسبة 13%.
علاوة على مرض السكري، فإن الكوليسترول يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب و الشرايين. فقد أظهرت النتائج الموجزة ل 25 دراسة علمية3 أن تناول 67 غرام من اللوز، الجوز أو البندق كل يوم، يعمل على خفض نسبة الكولسترول الكلي بواقع 5.1% في المتوسط لدى المشاركين (بالغين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، و آخرون لديهم معدل طبيعي للكولسترول في دمهم). لوحظ أيضا أنه و من خلال الاستهلاك اليومي للوز، فإن نسبة الكولسترول السيء LDL قد انخفضت بقيمة 7.4%، في حين ارتفعت نسبة الكولسترول الجيد HDL بما يعادل 8.3%.
أخيرا، الاستهلاك المنتظم للوز (الغير مملح) يعمل على مكافحة ارتفاع ضغط الدم و ذلك لأنه يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، هذه المادة الغذائية تساعد في تنظيم ضغط الدم عن طريق التخلص من الصوديوم الزائد في الدم. في عام 2013، أظهرت دراسة4 نشرت في المجلة الطبية البريطانية على أن تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم تساعد في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. نفس الدراسة، و التي استندت إلى 22 تجربة عشوائية، أوضحت أن استهلاك مواد غنية بالبوتاسيوم يقلل من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية بنسبة 24 بالمائة.
اللوز و الحفاظ على القدرات المعرفية!
اللوز مفيد للقلب، و هو مفيد أيضا للرأس! فقد أجريت دراسة5 سنة 2015 على 447 شخص من كبار السن (متوسط العمر: 67 عاما)، أظهرت أن اتباع حمية تحوي في مكوناتها أحد المكسرات (من بينهم اللوز)، تحمي من التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في السن، تم تقسيم المشاركين في الدراسة إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تمت تسميتها “مجموعة المراقبة”، خضعت لنظام غذائي يفتقر إلى الدهنيات لمدة أربع سنوات، المجموعة الثانية خضعت إلى ريجيم البحر الأبيض المتوسط، الذي تم تكميله ب 30 غرام من اللوز يوميا، في نهاية الدراسة، لوحظ أن المجموعة الثانية تتميز بذاكرة قوية مقارنة مع المجموعة الأولى، رغم أنها (المجموعة 2) كانت تمتلك وظائف معرفية أقل فاعلية في بداية الدراسة.
إذن، النظام الغذائي “البحر الأبيض المتوسط” الذي يعتمد على زيت الزيتون، الخضر و الفواكة، اللحوم البيضاء، و الذي تم تكميله باللوز و بعض المكسرات الأخرى، كان له الدور الكبير في تزويد الأشخاص بالمواد المضادة للالتهاب، والتي تساعد على مكافحة التدهور المعرفي.