Mon, Aug 6, 2012
غزو الكويت لم يكن (صداميًا) أو (بعثيًا) بل فعلاً عراقيًا مدروسًا!
بشارة: العراق (العروبي- السني ) يظل مصدر التهديد التوسعي الاستعلائي
العراق العروبي- السني، يظل مصدر التهديد التوسعي الاستعلائي، وطالما أن هذه الصيغة لم تعد مألوفة في العراق، فإن المتابعة الكويتية للشأن العراقي في ترسيخ الفيدرالية وفي دعم تطلعات الشعب الكردي في التعبير عن إرادته والحفاظ على هويته والاعتراف بأن العراق يتأسس على قاعدتين العربية والكردية، وأن أهل الجنوب هم الأقرب في الجغرافيا والأسهل في التفهم، وأكثر (جهازية) للاستثمارات وللوجود الكويتي الاقتصادي والاستثماري والثقافي.يؤكد الكاتب الكويتي وليد عبدالله الغانم على أن الغزو العراقي للكويت العام 1990 "لم يكن غزوًا صداميًا ولا غزوًا بعثيًا، بل كان غزوًا عراقيًا " بكل معنى الكلمة، داعيًا الى "عدم تزوير تاريخ الوطن ومجاملة من لا يستحق المجاملة على حساب البلد و كيانه" .
ويذهب الغانم الى أن أطماع العراق في الكويت لم تكن من افكار صدام حسين فحسب ، وأن التاريخ يشهد خلال القرن الماضي أن العراقيين لم يتوقفوا عن التفكير في الاعتداء على الكويت سياسيًا وعسكريًا ابتداء من الاعتراف بالحدود مع نوري السعيد (1932) ثم اذاعة قصر الزهور التي انشأها الملك غازي (1938) لبث الفتنة في الكويت، ثم حركة عبدالكريم قاسم (1961)، ثم حرب الصامتة (1973)، ثم الغزو العراقي (1990)، ثم الحشود العراقية المتكررة (1994) وما بعدها.
ويرصد الغانم "تحرشات" عراقية مستمرة في الكويت حتى بعد سقوط البعث العراقي في قضايا الحدود وميناء مبارك والتعويضات وغيرها .
وعلى الصعيد نفسه، يشير عبدالله بشارة الى أن الغزو غيّر كل شيء لاسيما في الكويت، حيث يظل الهم الكارثي Invasion Syndrome كامنًا في أحشاء كل مواطن كويتي وفي مؤسساته.
وينبّه بشارة في مقال له في صحيفة (الوطن) الكويتية الى أن "العراق العروبي- السني، يظل مصدر التهديد التوسعي الاستعلائي، وطالما أن هذه الصيغة لم تعد مألوفة في العراق، فإن المتابعة الكويتية للشأن العراقي في ترسيخ الفيدرالية وفي دعم تطلعات الشعب الكردي في التعبير عن إرادته والحفاظ على هويته والاعتراف بأن العراق يتأسس على قاعدتين العربية والكردية، وأن أهل الجنوب هم الأقرب في الجغرافيا والأسهل في التفهم، وأكثر (جهازية) للاستثمارات وللوجود الكويتي الاقتصادي والاستثماري والثقافي" .
ويشير بشارة أيضًا الى يقين راسخ بأن " التوسع الجغرافي عبر الجنوب هي من الأحلام العراقية العروبية السنية بجميع أشكالها البعثية والتقدمية والقومية وغيرها من المسميات".
وينتقد بشارة في الوقت نفسه هذا العام الخليج وكيف أن ذكرى الغزو لم يكن لها أي أثر، حيث يفسر بشارة ذلك الى "غياب التنسيق الإعلامي والفشل في استيقاظ الامكانيات الخليجية لاحياء الهمة الخليجية الجماعية استذكارًا للموقف الصلب الموحد والرائع الذي تجسد في العمل الخليجي الجماعي لتحرير الكويت".
ولا يرى الغانم في مقال له في صحيفة القبس الكويتية أي فرصة لأن ينسى الشعب الكويتي آثار الغزو متسائلاً " من ينسى الغدر والظلم والعدوان؟ ومن ينسى البغي والقهر والمهانة؟ ومن ينسى القتل والاسر والتشريد؟ من ينسى سرقة الاوطان وقتل الانسان وزهق الارواح؟ " .
ويذكر الغانم بأن العراق غزا الكويت "في وقت كان فيه العرب والمسلمون وفي مقدمتهم دولة الكويت، بشعبها وحكّامها، مشغولين بالقضية الفلسطينية" ، مشيرًا الى أن " النظام العراقي بقيادته وجيشه ليقدم اعظم هدية للكيان الاسرائيلي فيعتدي على الكويت واهلها، هذه الدولة المسلمة المسالمة التي شهدت لها الدنيا بأياديها البيضاء في مغارب الارض ومشارقها".
ايلاف