نقلا عن احدى المدونات.
هذا حوار متخيل مع الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه (ت 1900م) حول المرأة، وقد اقتبست أغلب آرائه من بعض كتبه، وقد حاولت قدر المستطاع أن أكتب رأيه كما هو مكتوب في كتبه دون زيادة أو نقصان، بل حتى علامات الترقيم والفواصل، رسمتها كما أتت، مع العلم أنه مات عازبا!
سيدي الفيلسوف ما هو رأيك في النساء؟
امممم .. قططا ما تزال النساء وعصافير أو في أحسن الحالات أبقارا.
عفوا عفوا .. لما كل هذا التحامل والشتيمة للمرأة؟
المرأة لا تريد الحقيقة، فالحقيقة آخر همها .. لا شيء تمقته المرأة وتعافه أكثر من الحقيقة، فالحقيقة أنثى وعلى المرء أن لا يغصبها!
ولكن هذا يعد استعلاء واستحقارا منك تجاه المرأة أليس كذلك؟
اغفروا لي اكتشافي..
سيدي أقدر لك اكتشافك ولكن أليس هذا يتنافى مع إنسانيتك المفرطة التي أشرت لها في كتابك؟
إن انسانيتي لا تتمثل في التعاطف مع الإنسان في وجوده بل في أن اتحمل الشعور بوجوده إلى جانبي.
آها .. إذن أنت ليس ضد المرأة فقط، وإنما ضد الرجل أيضاً؟!
ثمة بالطبع في صفوف البغال المتعلمة من الجنس الذكري عدد كاف من أصدقاء النساء ومفسدي النساء الحمق الذين ينصحون المرأة بأن تتحرر على هذا النحو من أنوثتها، وتقلد كل الحماقات التي أصيب بها الرجل في أوروبا .. ومنهم من يريد الهبوط بالمرأة إلى مستوى الثقافة العامة وجرّها حتى إلى قراءة الجرائد ومزاولة السياسة.
حسناً حسناً …. كثر الحديث واللغط حول تحرر المرأة واستقلالها، ما رأيك في ذلك؟
التمرد فضيلة العبيد.. المرأة شأنها شأن حيوان داجن رقيق، حوشيّ غريب ممتع في الغالب، لا تحتاج إلى من يحوطها ويرعاها ويحميها ويرفق بها.. تريد المرأة أن تستقل، وفي هذا تشرع في تنوير الرجال حول المرأة في ذاتها.
أفهم من كلامك أن أصوات “التنوير” بدأت وتصاعدت من المرأة؟
حتى الآن ولحسن الحظ، كان التنوّر شأن الرجال وهبة الرجال. بقي المرء بين أهله. أخيراً يحق للمرء أن يتحفظ حيال كل ما تكتبه النسوة في المرأة وأن يسأل: هل تريد المرأة أصلاً تنويراً حول ذاتها؟ هل يمكن لها أن تريد؟
ما رأيك بمساواة المرأة مع الرجل؟
أطرح السؤال: هل أقرّت امرأة يوماً لرأس امرأة بالعمق ولقلب امرأة بالعدل؟ أليس من الصحيح إجمالاً أن المرأة لقيت حتى الآن أشد الازدراء من قبل المرأة نفسها، وليس منّا البتة؟ فنحن الرجال، نتمنى ألاّ تستمر المرأة في فضح نفسها بالتنوير، وذلك على نحو ما رعى الرجل المرأة ورفق بها حين أصدر مرسوماً كنسياً يقول:
فلتخرس المرأة في الكنيسة! وعلى نحو ما أسدى نابوليون خدمة للمرأة حين أفهم مدام “دو ستايل” اللسناء جداً: فلتخرس المرأة في السياسة، وأظن أن من ينادي بهن اليوم: فلتخرس المرأة حول المرأة! إنما هو صديق حقيقي للنساء.
بوصفك فيلسوف مابعد الحداثة، كيف للفيلسوف أن ينظر إلى المرأة؟
عليه أن ينظر إلى المرأة بوصفها ملكا، بوصفها ملكية يقفل عليها، بوصفها شيئاً كتب عليه أن يخدم، وأن يجد كماله في ذلك.
قلت أن المرأة ملكية خاصة، ويجب على الرجل أن يقفل عليها، أليست هذه رجعية؟
إنها وصفة.. فيما لو كانت لها إرادة القدرة ورغبت في لعب دور السيد.
دعنا نخفف حرّ الأسئلة .. ما رأيك في حُب المرأة والرجل؟
المرأة في الحب والانتقام أكثر بربرية من الرجل.. المرأة في جوهرها لا مسالمة مثل القطة!هناك دوما شيء من الجنون في الحب لكن هناك دوما شيء من العقل في الجنون أيضا.
والمرأة المتعلمة؟
إن كان لامرأة ما ميول علمية، يكون لديها في الجنس خطب ما.
– يشاع عنك أنك كنت تركض خلف النساء، وكن يهربن منك بسبب شواربك الكثة، والغليظة. لذلك أصبت بعقدة منهن وانعزلت في كوخ تكتب آراءك الفلسفية في النساء؟
لا أركض وراء النساء ولكن السعادة أنثى..
هناك حكمة ذكرتها في كتابك ” هكذا تكلم زرادشت ” تقول: العاشق يرتاب في كل الابتسامات! كيف تسقطها على واقعك؟
إنها حكمة النسوة العجائز! إذا ما ذهبت إلى النساء فلا تنس السوط.
من خلال أجوبتك، أجدك مصاب بالبدانة اللاأخلاقية تجاه المرأة، لماذا؟
ساخن جدا أنا ومحترق بأفكاري وكثيرا ما تختنق أنفاسي بهذه الافكار.. فضوليون حد الخلاعة.. بعينين ملؤها الشك والريبة.. صقيع يتوهج في ضحكتهم.. يودون امتصاص دمك.
بظنك ما هي المهنة المناسبة للمرأة؟
مهنتهن الأولى والأخيرة، هي إنجاب الأولاد الأقوياء!
ولكن هناك نساء لم يمتهن تلك المهنة، واستطعن أن يتفوقن على كثير من الرجال؟
أمثلة تسوّد الوجه: إذا ما استشهدت امرأة ما بمدام “رولاند” أو مدام “دو ستايل” أو مسيو “جورج ساند” بالذات، فإن ذلك ينمّ عن فساد الفِطرة من دون ذكر رداءة الذوق.
حين قلت : أنا أحمل على كتفي قدَر الإنسانية … وإذا ما قست نفسي بحسب ما أنا قادر عليه من الأعمال .. فإني سأكون مؤهلاً أكثر من أي أحد من الفانين للقب العظمة. أفهم من كلامك أنك مصاب بداء العظمة. لذلك تستصغر المرأة، منذ متى وأنت مصاب بهذا الداء؟
منذ حين كتبت لي صديقة قديمة بأنها تضحك مني الآن.
ما أكثر ما يثيرك تجاه المرأة ويجذبك إليها؟
الجمال يستعصي على كل إرادة جميلة.
إذا كان الجمال والسحر يفتنك في المرأة فلماذا تنتقم منها في كتاباتك؟!
ليس من الإنسانية أن يترفع المظلوم عن الانتقام. إنني لأنفر من اقتصاصكم إذا لم يكن عبارة عن حق تؤدونه للمعتدي، فإن من يسند الخطأ إلى نفسه لأنبل ممن يعلنون في كل آن الحق في جانبهم، وأخص من هؤلاء من كانوا حقيقة على صواب. إن أغنياء الروح لا يفعلون هذا.
من المآسي في حياتك، هو افتراقك عن صديق دربك، وسميرك في ليالٍ كثيرة وهو “فاغنر” ويقال أن سبب افتراقكما هي زوجة “فاغنر” والتي أحببتها ولم تنسهَ إلى آخر عمرك وهي التي سببت لك الجنون. حدثنا عن هذه العلاقة؟
خطوة الرجل الشريف تنطق بوقعها .. خُلق الرجل للحرب، وخلقت المرأة ليسكن الرجل إليها، وما عدا ذلك فجنون، ولا يحب المحارب الثمرة إذا تناهت حلاوتها، فهو لذلك يتوق إلى المرأة لأنه يستطعم المرارة في أشد النساء حلاوة.. إن سعادة الرجل تابعة لإرادته، أما سعادة المرأة فمتوقفة على إرادة الرجل.
في سنة 1886م أعتبر سنة حزن لك. فقد فارقتك أختك الوحيدة والتي تملي عليك حياتك إلى الباراغواي، وفارقتك تلميذتك “لو سالومي” بعد رفضها لك، وزواجها بتشارلز اندرياس. لما كل هذا الحزن على المرأة، وقد وصفتهن في مستهل أجوبتك أنهن في أحسن الحالات أبقارا؟!
في كل رجل حقيقي يحتجب طفل يتوق إلى اللعب.. تفهم المرأة الطفل بأكثر مما يفهمه الرجل، غير أن الرجل أقرب إلى خُلق الطفل من المرأة، فلتعمل النساء على اكتشاف الطفل في الرجل.
بما أنك تحدثت عن الطفل وقبل الختام هل تعتقد أن المرأة شريكة حقيقية للرجل أم وسيلة للإنجاب؟
ليس الرجل للمرأة إلا وسيلة، أما غايتها فهي لولد، ولكن ما تكون المرأة للرجل يا ترى؟ إن الرجل الحقيقي يطلب أمرين: المخاطرة واللعب، وذلك ما يدعوه إلى طلب المرأة، فهي أخطر الألعاب.
الحديث معك ذو شجون، والوقت داهمنا، كلمة أخيرة تود قولها؟
سبعة أقاويل صغيرة للنسوة:
إنْ يتوسل إلينا رجل، بطرفة عين يفرّ الضجر!
العِلم والعمر، ياللحسرة! يعززان الفضيلة الواهنة.
تكتّم وثوب أسود: حلّة فطنة لكلّ امرأة.
لمن أشكر سعادتي؟ لله … ولخياطتي.
في الصبا: مغارة بالأزهار مكلّلة. في الشيخوخة: تنين يهبّ منها.
إسم نبيل وساق جميل، ورجل أيضا: يا ليته لي!
كلام قصير طويل المعنى: جليد مزلِق للحمارة!