Mon, Aug 6, 2012
قيل إنه تضمن هجومًا على السيستاني والمراجع الشيعيّة العليا
فيديو مسرب عن لقاء لعلاوي والهاشمي يجدد تبادل الإتهامات
الهاشمي (يمين) خلال لقاء سابق مع علاوي
ايلاف
أثار شريط فيديو مسرب عن اجتماع بين زعيم القائمة العراقية أياد علاوي والقيادي فيها نائب رئيس الجمهورية المتهم بالإرهاب طارق الهاشمي والتقط بكاميرا مخفية في مكتب الأخير موجة من التراشقات الإعلامية بين العراقية والقوى المؤيدة للحكومة أو المعادية للقائمة التي اتهمت الأجهزة الأمنية بتسريبه ودعتها إلى الالتزام بالمهنية والوطنية والتحقيق في حقيقة تسريب الأشرطة ومن يقف وراءها.
أظهر شريط الفيديو الذي يروّج له حاليًا ويبدو أنه مسجل قبل عامين في وقت هدأت فيه التراشقات بين الفرقاء السياسيين على ضوء الأزمة السياسية التي تضرب البلاد منذ نهاية العام الماضي، أياد علاوي مجتمعًا مع طارق الهاشمي في مكتبه حيث يتحدث الاثنان عن قضايا سياسية وعن اجتماع لعلاوي مع المراجع الشيعية العليا في النجف يتقدمهم المرجع الاعلى علي السيستاني لكن الشريط المسجل برداءة الصوت لم يوضح تماما تهجم الرجلين على المراجع غير أن وسائل الإعلام التي نشرته أكدت أنه يكشف "عن تجاوز شنيع لعلاوي على مقام المرجعية الدينية خلال لقاء خاص تحدث خلالها علاوي بكامل الراحة والاطمئنان ولم يكن يعرف أن الماكر الهاشمي كان يسجل له بكاميرا سرية".
ومن جهته، قال هادي والي الظالمي الناطق الرسمي لحركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة علاوي تعليقا على نشر الفيديو ان بعض وسائل الاعلام تتناقل ومن ورائها أجندات سياسية خارجية معلومة، واخرى داخلية بائسة، فيديو مزيفا، عن تهجم علاوي على مقامات المرجعيات الدينية الشريفة.
وأضاف في تصريح صحافي مكتوب تلقته "ايلاف" اليوم ان تلك الجهات التي اعتادت مواجهة أزماتها، بتزوير الحقائق، والاستخفاف بعقول الناس، لن تفلح، هذه المرة، في الافلات من مصيرها المحتوم، بعد ان اوغلت في تآمرها على القوى الوطنية الشريفة، وان فبركاتها الجديدة لن تمنحها الا اطمئنانا زائفا لنجاح مؤامراتها قبل ان تلقى في مزابل التاريخ.
وأشار إلى أنّ علاوي، الذي ينتمي الى اسرة معروفة في عراقة مواقفها الداعمة للمرجعية الدينية، لم يتردد لحظة عن النظر بعين الاحترام لدور المرجعية الدينية الوطني في التاريخ العراقي، مثمنا تأثيرها الروحي في عموم المسلمين، وكان يذكر بشكل دائم في اجتماعات الحركة وقياداتها ومن خلال وسائل الاعلام بمواقف السيد السيستاني النبيلة النابذة للتمييز بين الاديان والمذاهب، والمؤكدة على وحدة الشعب العراقي، وهو ما ينسجم مع ايمان علاوي الراسخ في حق الاعتقاد الديني والمذهبي، وبالتعددية الفكرية والثقافية، ومجمل حقوق الانسان، وهو ما يندرج في صميم فلسفة الدولة المدنية الوطنية التي تشكل عماد البرنامج السياسي لحركة الوفاق الوطني العراقي والدكتور علاوي، وتقوم على المساواة والحرية والعدل.
وقال مؤكدًا "إننا في الوقت الذي ننفي فيه ورود أية اساءة سواء كانت علنية أو في اللقاءات الخاصة، نجدد احترامنا الكبير والمتواصل لجميع مقامات ورموز المرجعيات الدينية الشريفة، وان هذه الاستهدافات التي تحاول الوقيعة بين المرجعية والسيد علاوي الذي يحتفظ معها بعلاقات طيبة صارت مصدر حسد الاخرين، لن تنال من هذه العلاقة ولا من وحدة العراقية وتماسكها، ومضيها في تبني المشروع الوطني العابر للطائفية والعرقية، ولن نتسامح ازاء الاجندات الخارجية وذيولها في الداخل في النيل من وحدة العراق وسيادته، وتلاحم نسيجه التاريخي.
ومن جهته أدان ائتلاف العراقية بزعامة علاوي ما سمّاها "ممارسات بعض وسائل الاعلام المشبوهة التي تبث أفلاماً تم تصويرها بكاميرات خفية في مكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وتسريبها من قبل أجهزة أمنية معلومة الى المواقع الالكترونية بغرض التسقيط السياسي والشعبي".
وأشار في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" ان من بين المقاطع التي تم تسجيلها شريطا تتناقله وسائل الاعلام المشبوهة عن حديث علاوي "عن سماحة السيد السيستاني ومن يستمع للحوار، على الرغم من رداءة الصوت، يجد أنه يتحدث للهاشمي عن تفاصيل حوار دار بينه وبين سماحة السيد السيستاني بعد لقائهما في النجف الأشرف، وينقل فيه استياء السيستاني من الممارسات الطائفية السياسية، والمحاصصة الفئوية، ورفضه كل أشكال التفرقة، وان الأحزاب السياسية الطائفية قد أساءت للدين والمرجعية، ويؤكد دعم المرجع الأعلى للمصالحة الوطنية".
وأشار الائتلاف إلى أنّه في الشريط نفسه يتحدث علاوي عن لقائه مع المرجع الشيعي اسحاق الفياض الذي أبدى امتعاضه من حل الجيش واستياءه من غياب السياسة الوطنية. وقال انه بدلاً من أن تنقل المواقع الإلكترونية المشبوهة الحديث بأمانة، وتبين للمواطنين حقيقة موقف المرجعية الحكيمة من الإخفاقات الحكومية، عمدت هذه الوسائل الى استغلال الأشرطة لأغراض سياسية معلومة ومدفوعة الثمن.
وأهاب "ائتلاف العراقية بالمواطنين الى الإصغاء بدقة الى الحوار المذكور في الفيديو ولن يخفى عليهم سهولة تحريف بعض العبارات بالتقنيات الحديثة".. وطالب الأجهزة الأمنية العراقية بالالتزام بالمهنية والوطنية، والتحقيق في حقيقة تسريب الأشرطة ومن يقف وراءها من عناصر مرتزقة.
اتهامات لعلاوي بالتهجم على المراجع الشيعية العليا
وتروج وسائل اعلام مؤيدة للحكومة وقوى لها خصومات مع القائمة العراقية لشريط الفيديو مؤكدة ان الكاميرا السرية التي كان يستخدمها الهاشمي قد "كشفت عن تجاوز غير مسبوق لاياد علاوي على مقام المرجعية الدينية الشريفة خلال لقاء خاص تحدث خلاله علاوي بكامل الراحة والاطمئنان ولم يكن يعرف أن (الهاشمي) كان يسجل له بكاميرا سرية". وتوقعت ان "ثير التسجيل الجديد الذي تتناقله المواقع الالكترونية غضبا وسخطا في الشارع العراقي ولدى عموم المسلمين المرتبطين بالمرجعية الدينية بعد الاطلاع عليه".
وأشارت إلى أنّ علاوي يظهر وهو يتحدث الى الهاشمي في (الفيديو) مستهزئا بالمرجعية الدينية ومستخفا بلقائه بهم حيث تهجم على المرجع اية الله العظمى الشيخ اسحاق الفياض احد المراجع الاربعة الكبار في النجف ووصفه بالمنغولي.
وأضافت ان علاوي قال في اللقاء الذي صورته كاميرا الهاشمي السرية انه "التقى المرجع السيستاني، وكذلك المراجع الاخرين للتباحث عن مجمل الاوضاع السياسية، وقال "لولا الضغوط التي وقعت علي من نبيه بري لما ذهبت الى السيستاني، لكنه الح علي فعل ذلك"، حسب وصفه.
وأضاف انه "التقى خلال زيارته المراجع الاخرين، لكنه قال ضاحكا للهاشمي: التقيت بأحدهم وكان (......)، لا اعرف اسمه اسحاق الفياض او بشير النجفي.. انا بالحقيقة لا اعرفهم ولم ارهم من قبل". وأضافت انه جرى في اللقاء الكثير من الاحاديث التي فيها تهجم على المراجع فيما يواصل الاثنان الضحك والاستخفاف بمقام المرجعية.
وبحسب وسائل الاعلام تلك "قال علاوي في اللقاء انه التقى المرجع السيستاني، وكذلك المراجع الاخرين للتباحث عن مجمل الاوضاع السياسية وبحسب كلام علاوي فان السيستاني بين غضبه على المالكي وعلى حزب الدعوة فيما قال محمد رضا السيستاني (نجل المرجع) ان حزب الدعوة بقيادة المالكي قد شوه سمعتنا وسمعة الاسلاميين بافعاله الشنيعة.
وقالت ان "الهاشمي صور لقاء كذلك جمعه بحليفه في القائمة اسامة النجيفي "رئيس مجلس النواب" اكد خلاله النجيفي وقوعه تحت ضغط عربي تركي للمشاركة مع علاوي في قائمة انتخابية واحدة، مؤكدا عدم رغبته بالمشاركة مع علاوي، مؤكدا ان مرشحي علاوي هم من كبار السن، وغير المعروفين، وانهم سوف يتساقطون في الانتخابات وسيتمكن مع الهاشمي من ادارة التحالف.
وأشارت وسائل الاعلام هذه إلى أنّ مصدرا امنيا كشف مؤخرا عن العثورِ على كاميرا سريةٍ في منزلِ طارق الهاشمي لغرضِ ابتزاز حلفائه في وقتٍ لاحقٍ حيث يظهر وهوَ يتهيأ لاستقبالِ ضيوفهِ أمامَ الكاميرا السرية التي نصبها في مكتبهِ وفي اللقطةِ الأولى يدخلُ النجيفي وعندَ محاولته الجلوسَ في إحدى زوايا المكتبِ يسحبه الهاشمي إلى المكانِ المهيأ للتصويرِ ويجلسهُ أمامَ الكاميرا السرية ، ويحدثُ الأمرُ نفسهُ في اللقطةِ الثانيةِ ويظهرُ اياد علاوي جالسا في المكانِ المخصصِ لهُ أمامَ الكاميرا نفسها.
وأضافَ المصدر الامني انه تم العثورُ أيضاً في منزلِ الهاشمي على وثائقَ تتضمن تسجيلاتٍ صوتيةً لقياداتٍ في القائمةِ العراقيةِ من بينهم علاوي و النجيفي "يعتقدُ انه ربما كان يستعين بها لابتزازهم في وقتٍ من الأوقاتِ" على حد قوله. وتوقعت وسائل الاعلام الكشف عن تسجيلات اخرى بالصوت والصورة سجلتها الكاميرا السرية التي وضعها الهاشمي في مكتبه كما يتوقع ان تؤدي هذه التسجيلات الى ردود افعال شعبية غاضبة.