يتكون جسم الإنسان من عدة أجزاء تندمج مع بعضها لتكون البنية الجسمانية له، للجسم عدة وظائف أولها أنه الجزء المادي في الإنسان والذي يمكنه من التفاعل مباشرة مع الحياة، بحيث يمكّنه من الاتصال بالعالم كجزء منه، وهذا الجسم في دوره يتكون من أجزاء معينة تمكّنه من أداء هذه الوظيفة . ترتبط هذه الأجزاء ببعضها وتعمل بشكل منسجم على مر حياة الإنسان، منها أجزاء داخلية تكنه من مواصلة العيش ومنها الأجزاء الخارجية التي لها دور في بقاءه على قيد الحياة وإنما دورها الأساسي يكمن في ممارستها الحياة . هذا الجسد بطبيعته يؤمن الحماية لنفسه وهو بالأساس قادر بالحد الأدنى على المحافظة على أجزاءه بسلامة عبر نظام حماية مذهل، ولكنه أحيانا يقصر عن أداء على الأمر فيحتاج إلى مساعدة خارجية كالأدوية مثلا، ولكن بالأساس الجسد السليم ذو التغذية الجيدة والعناية الجيدة يقدم أداء مذهلا في الدفاع عن نفسه .
يستخدم الجسد نظام حماية ذاتي له عدة مستويات ، المستوى الأول وهو يسمى في علم الأحياء خط الدفاع الأول يتمثل في الجلد ، والشعر، جلد الإنسان مصمم ليقاوم التغيرات البيئية وفيه مسامات تفرز سوائل للحفاظ على درجة حرارة الجسم ، والشعر أو الزغب الموجود حول العينين ( الرموش )، وفي الأنف، وفي الأذن يعمل كمصاة تقوم بترشيح كل ما يلامس هذه الأجزاء، فتعلق الأجزاء الصغيرة من الغبار وغيرها بهذه الشعيرات بدل من أن تدخل إلى داخل الجسم .
خط الدفاع الثاني هو الأغشية المخاطية التي تبطن كل تجاويف الجسم، هذه الأغشية تعمل كمصائد لكل ما يتكمن من اختراق خط الدفاع الأول والدخول للجسم كشي غريب عنه، فتقوم هذه الأغشية بإحاطته وابقائه في داخلها وتخرج هذه المصائد على شكل كتل مخاطية عن طريق العطس أو غيره حاملة معها الجسم الغريب الذي دخل للجسم .
أمّا خط الدفاع الثالث فهو عبارة عن إعداد لحرب منظمة يتم فيها التخطيط للقضاء على الجسم الغريب الذي تمكّن من اختراق خطي الدفاعين الأول والثاني ووصل لداخل الجسم ، هذا الجسم الغريب قد يكون بكتيريا أو فيروس مسببة لمرض ما ، في هذه الحالة يقوم الجسم بأخذ عينة عن هذا الجسم الذي اخترقه وعلى الفور يقوم بتصنيع أجسام قادرة على الإرتباط معه على مبدء المفتاح والقفل أو المسننات وتسمى الأجسام المضادة، بالطبع في هذا الوقت يكون الجسم الغريب آخذ في التكاثر ويطلق عليه إسم موّلد الضد . ترتبط الأجسام المضادة بمولّد الضد وتعمل على تفكيكه والقضاء عليه . وبعد أن تتم هذه العملية يقوم الجسم بالإحتفاظ بأجسام مضادة من التي قامت بقتال مولد الضد هذا لتبقى على جاهزية في حال دخوله مرة أخرى، وبالتالي يكتسب الجسم مناعة ذاتيه ضد نوع معين من الفيروسات أو البكتيريا . وهكذا مع كل دخيل