أفاقت من نومها تعلو وجهها ابتسامة ,أزاحت عنها لحافها وأرخت جسمها وأطلت من نافذتها التي بقرب سريرها
فرأت العمارات تغطي أفق السماء والشمس تحاول جاهدة ان تتسلل من بين تلك الحوائط التي تخفي ابتسامتها
فتنبهت لامر ما وتغيرت ملامح وجهها وأسرعت تجري نحو غرفة امها فأكبت بنفسها بجوار امها
واحتضنتها بقوة واخذت تبكي كما الطفلة الصغيرة .
مسحت امها بيدها على راسها وبدأت تداعب خصلات شعرها المنثور على وجهها وتسألها: ما أبكاك يا ابنتي؟
ترد الابنة: لقد راودني حلم جميل يا أمي , رأيتني أجري بين حقول القمح ألعب وابتسامة الصبح تشرق في وجهي وأشعة الشمس تدغدغ جسمي ونسيم ناعم يلاعب خصلات شعري ,كانت الفراشات يا أمي ترقص معي وأتسابق معها
على شم الأزهار المتفتحة ابتهاجا باشراقة يوم جديد , كنت سعيدة يا أمي كانت الشمس تشرق على أمل على حب
على انطلاقة تشد العزم وتبعث الروح والحياة في صدر الأرض , كن كل شيء يتفتح بابتسامة لا مثيل لها
كأني يا أمي في أرض الخيال حيث ترتسم على لوحتها أحلام منسوجة بابداع ممزوجة بالوان الأمل , متأصل فيها
احاسيس نابعة من قلوب تنتظر عناق السماء وملامسة النجوم ومجالسة القمر وقطف ورود الحب والتحليق الى الأفق مع الطيور الهائمة نحو البعيد نحو الغموض .
أليس حلما جميلا يا أمي؟
بلى يا بنيتي , هو جميل بعينيك وبعمق البحر الذي يجري فيهما وبالتماع شعاع الأمل فيهما.
فما أبكاك يا بنية؟
لقد أفقت من حلمي يا أمي على واقع غير الذي أتمناه رأيت هناك الأسوار والحوائط تعيق إشراقة الشمس وتبعد تلك الابتسامة من أن تظهر في صدر السماء ورأيتها تتكسر وتتنحى ابتسامتها في الم وحزن وتنأى بكل ما فيها عن الطريق
لماذا يا أمي لا تشرق الشمس على بيتنا ولا تعانق صباحاتي كل الزهور الذابلة على شرفتي الصغيرة.
لا يا ابنتي , لا تنظري للدنيا من الكأس الفارغة بل هناك الجزء المملوء منها يحوي صباحا جديد وأملا متجدد مع اشراقة الضياء , واحلاما تخرج من قلوب كقلبك الحالم تسافر في السماء ترتجي مستقرا لها بين النجومالشمس ستطلع حتى لو كانت تلك الأسوار كقمم الجبال فان نورها لا بد ان يشق طريقه ويصل إلى هنا حيث شرفتك وستبتسم أزهارك وستشرق كل صباحاتك بأحلامك الوردية , فأمسحي دمعك وأنطلقي نحو نهار ينتظر همتك وروائع إبداعك الذي ترسمينه في خيالك.