مهرجان فايساك, إندونيسيا
إذا كنت تخطط لجولة سياحي في مجموعة دول جنوب شرق آسيا واخترت أن تذهب إلى إندونيسيا فاحرص على أن تذهب إلى هناك في بدايات فصل الربيع لتحضر مهرجان فايساك(Waisak Day) الذي يتجمع فيه البوذيون من كل أنحاء البلاد لإقامة مهرجانهم الأكبر في مدينة(بوروبودور –Borobudur).
لا يقتصر حضور المهرجان على البوذيين فقط إذا يعد مهرجاناً شعبياً أكثر منه احتفالاً دينياً وتوجد العديد من المشاهد و الطقوس التي يمكن مشاهدتها وسط الاحتفالات الضخمة.
كما لا يقتصر مهرجان فايساك على البوذيين المقيمين في إندونيسيا فقط بل يجذب إليه مقتنعي أفكار بوذا من كل القارة الآسيوية و لن تفاجئ إذا وجدت هناك بوذيين من دول مختلفة كبنجلاديش, سيريلانكا, كمبوديا و تايلاند, جاءوا فقط لإحياء ذكرى هذا اليوم الذي يعتقدون أنه يوم ميلاد بوذا و كذلك يوم وفاته و اليوم الذي أدرك فيه الحكمة!!
لذا يخصص أتباع بوذا هذا اليوم لقراءة أفكاره و تبادل الشروحات حول تعاليمه ونشر مبادئه التي تحض على السلام و العدل بين البشر.
كما ينتشر في هذا اليوم توزيع الهبات و العطاءات على الفقراء و المرضى و المعاقين و كبار السن في محاولة لإشعار الجميع بالسعادة.
تختلف طقوس الاحتفال بمهرجان فايساك حسب المكان المقام فيه إلا أن الطقوس المعتادة في مدينة بوروبودور الإندونيسية تبدأ بانتظار الليلة الأولى التي يكتمل فيها القمر في شهر مايو حيث يلتقي تلاميذ بوذا المخلصين قبل الفجر في معبد المدينة الذي يعد أكبر مبنى بوذي في العالم لإقامة بعض الصلوات والترانيم.
تتبع هذه الصلوات بعض الطقوس التي يحاول فيها البوذيون إحياء تعاليم بوذا مثل الاكتفاء بأكل الخضروات و الامتناع عن أكل اللحوم في ذلك اليوم أو إطلاق سراح الطيور الصغيرة تعبيراً عن أمانيهم في أن يحصل الجميع على حريته.
تقام الاحتفالات في معبد بوروبودور الذي يقع في منتصف جافا ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثامن الميلادي ونظراً لأهميته الأثرية و الإنسانية تم ضمه إلى قائمة اليونسكو للتراث الإنساني.
لا تقتصر أهمية معبد بوروبودور على الناحية الدينية للبوذيين كونه مركز العبادة الأكبر لهم في كل العالم وإنما يحمل أيضاً قيمة سياحية متميزة بالنظر إلى تاريخه القديم و موقعه الرائع حيث يقع المعبد حول مجموعة من المناظر الطبيعية الخلابة بينما تشكل مجموعة من الجبال البركانية خلفية رائعة تضفي عليه المزيد من التأثير و الهيبة.