هل تكون الأمراض النفسية ناجمة عن تطور الإنسان؟
يقول الطبيب النفسي روبرت هار - الذي وضع الاختبار الموحّد لاضطراب الشخصية -، إن المرضى النفسيين قد لا يعانون من الاضطرابات العصبية، لكن قد يكون المرض مجرد آلية تطورية للبقاء.
الطبيب النفسي الذي يقف وراء اختبار "20 عنصراً"، والذي أصبح يُعرف باسم "قائمة هار للأمراض النفسية"، يقول إنه في حالة المرضى النفسيين الذين يقدرهم بـ 1% من الناس قد يكون المرض ناتجاً عن عملية تطورية.
وعلى الرغم من الدراسات على مدار عقود، فإن السبب أو الأصل المسبب للمرض النفسي لا يزال غير واضح، حيث تركز مجموعة كبيرة من العلماء في المجال النفسي على التشوّهات في بنية الدماغ ووظائفه فضلاً عن آثار العوامل الخارجية، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أنها قد تكون عملية تطورية.
في حديثه مع مجلة “ديسكفر" قال هار، "تفسير المرض النفسي كشيء تطوري أمر معقول بالنسبة لي. يمكنك نقل الجينات إلى طفل أو طفلين وتستثمر الكثير لتربيتهم. ولكننا نعرف أن علاقات المرضى النفسيين غير شخصية، ويفضلون استراتيجية وجود الكثير من الأطفال ثم التخلي عنهم".
ورغم أن معظم الناس قد لا يتقبلون هذه الحقيقة، فإن هذه النظرية توضح أن المرض النفسي ينبغي أن ينظر إليه كتكيف بيولوجي بدلاً من النظر إليه كاضطراب عصبي.
وأضاف هار، "من منظور تطوري في علم النفس قد يكون هيكل ووظائف أدمغة المرضى النفسيين مختلفة بعض الشيء، لكنها مصممة بشكل محدد للانخراط في التصرفات الجارحة. قد يكونون مبرمجين وراثياً، لكن ما الآليات المحفزة التي توقف عمل تلك الجينات؟ لا نعرف. لكننا نعرف أن العوامل البيئية أيضاً لها دورها".
يعتقد هار أيضاً أن المرضى النفسيين قادرون على الاستجابة للبرامج العلاجية ويمكنهم استخدام حالتهم للاستفادة منها لصالح رفع إنتاجية الفرد والمجتمع.
وأنهى هار حديثه بالقول، "برأيي أن المرضى النفسيين لديهم القدرة المعرفية والفكرية لمعرفة قواعد المجتمع والفرق بين الخطأ والصواب، فيختارون اتباع تلك القواعد أو تجاهلها. سيقول الناس إن هذا السلوك عبارة عن شر محض، ولكن ما معنى ذاك الكلام".
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغطهنا.