السيدة العجوز والبذور
يُحكى عن رجـل كـان يسكن مدينـة كبيرة، كـان كـل يـوم يركب البـاص ليتوجـه إلـى عمله وكانت هناك ســيدة كبيرة في السن دائمـاً تـحـاول الجـلــوس بجـانب النـافــذة
كانت تـلك السيدة أثنـاء الطريق تفتـح حقيبتها وتـخرج منها كيسـاً ثــم تمـضي الوقـت وهـي تقـذف شيئـاً مـن نـافـذة البــاص، وكـان هـذا المـشهـد يتكــرر مـع الســيدة كـل يـــوم أحـد المتطفلين سأل السيدة : ماذا تقذفين من النافذة؟
فـأجـابتـه السـيدة : أقـذف بـذور
قـال الرجـل: بـذور!! بــذور مــاذا؟
قالت السيدة : بذور ورود ، لأني أنظر من النافذة وأرى الطريق هنا فارغـة ورغـبتي أن أســافـر وأرى الورود ذات الألـوان الجميلــــة طيلـة الطـريق
قـال الرجـل : ولكن البـذور تقــــع على الرصيف وتهرسها المركبات كما ان البــذور تحتـاج إلـى المـــاء لتنمو
قالت السيدة : نعـم ،، أنـا أعمل ما علي ،، وهناك أيـام المـطــر ستسقي هذه البــذور ثــم أدارت رأسهـا وقـامـت بعملهـا المـعتــاد ،، نـثر البــــذور
نزل الرجـل من البـاص وهو يفكـر أن السيدة تتمتع بالقليل من الخـرف
مضى الوقت ....
ويـوم من الأيـام ، وفـي نفـس مسلك البـاص جـلس نفـس الرجـل بجـانب النافـذة ورفــع بصـره فنظـر الطـريـق فـإذا تـمـلأه الورود على جـانبيه ،،
يــــاه ،، كـــم مـن الورود ،، إنهـا كـثيره ،، ومـا أجـملهـــا !!!!
تذكـر الرجـل السيدة الكبيرة السـن التي كانت تنثـر البـذور فـسـأل عنهـا بـائــع تـذاكــر البــاص الذي يعـرف الجـميـــع السـيدة الكـبيرة الســــن التي كـانت تـلقـي بـالبـــذور مـن النـافـــذة ، أيــن هــي ؟ !!
فكـان الجـواب: أنهـا ماتت إثـر نـزلـة صدريـة الشهر المــاضي عــاد الرجـل إلـى مكـانـه وواصـل النظـر مـن النـافــذة ممتعـاً عـينـاه بمنظـر الزهــور الـرائـــع
فكـر الرجـل فـي نفسـه وقـال: الورود تفتحت، ولكـن ماذا نفــع السيدة الكـبيرة الســــن هـذا العمــل؟ !! المـسكينـة مـاتـت ولـم تتمتـع بهـذا الجمـال
الآن ،، فهـم الرجــل مـا كـانت قــد عملتــه السـيدة الكـبيرة الســـــن
يـا لـهـا مـن رسـالــة جـميلــة حـقــاً ازرع جميلا اينما ذهبت فلا يضيع الجميل اينما زرع والــقِ أنت أيضـاً بـذورك ،، لا يهـم إذا لـم تتمتـع أنت بـرؤيـة الأزهـار ،، بالتـأكيـد أحـد مـا سيستمتـع بهـا ويستقبـل الحـــب الذي نثـرتـــه.
منقول