في عالم سادت فيه نظريات المؤامرة، وأصبحت كل طائفة تخون وتتآمر على الأخرى، وأصبح كل ماهو جديد ومنتشر مكروه ومُهاب، وفي عالم أصبحت فيه الألعاب محل للشك! أصبحت فيه وسائل التسلية وإمضاء الوقت بالنسبة لبعض العقول أنها مؤامرة عليهم وخطر لابد من حض شره، كان لابد لنا من التأكد مما نستخدم ونحاول أن نرى الصورة الكبرى من بعيد لنقرر بمعيارية هل هذا الذي نستخدمه فعلًا مُضر؟ هل موجه لتدمير شخصك وخصوصيتك؟ أم صادف انتشاره وحب الناس له فقط وبدون أية أسباب خفية؟
واليوم حديثنا سيتمحور حول لعبة انتشرت بشكل كبير جدًا فاق كل التصورات، لعبة على وشك أن يزيد عدد مستخدميها النشطين عن عدد مستخدمي موقع التواصل تويتر، لعبة أشك أن أحدًا من قارئي هذا المقال الآن لا يلعبها، وهي بالطبع Pokemon GO.
راجع أيضًا : دليلك الكامل للتعرف على لعبة بوكيمون جو Pokémon Go
الشركة المؤسسة للعبة Pokemon GO
هي الشركة المؤسسة للعبة Pokemon GO وهي شركة ناشئة كانت تابعة لجوجل، ولكن في أكتوبر الماضي عندما تم إعادة هيكلة شركة جوجل وأصبحت تابعة للشركة الأم التي يطلق عليها Alphabet أعلن جون هانك انفصال شركته عن جوجل.
في سبتمر 2015 أعلنت Niantic أنها ستشارك مع شركة Nitendo في صنع لعبة لهواتف أندرويد و iOSوهي Pokemon GO، وفي الشهر التالي أعلنت نياتيك استثمار شركة
Google و Nintendo و Pokémonبملغ 30 مليون لمساهمة في صناعة اللعبة، وفي يوم 6 يوليو هذا العام صدرت اللعبة لبعض الدول منها امريكا ونيوزيلاندا.
أكارثة هي Pokemon GO على الخصوصية؟
بعيدًا عن نظريات المؤامرة التي لا طائل منها، تداولت بعضًا من المواقع أخبارًا مفادها أن لعبة بوكيمون جو تطلب الحصول على الصلاحيات الكاملة لكثير من حسابات المستخدمين على جوجل وبالأخص هؤلاء الذين استخدموها للتسجيل في اللعبة على هواتف iOS، وبالتالي هي تحصل على امتيازات مشابه لتلك التي يمتكلها جوجل كروم و خرائط جوجل، ونظام iOS على حسابك.
وبحصول اللعبة على الصلاحيات الكاملة لحسابك على جوجل فهي بذلك تصل لمعلومات تضر مباشرة بخصوصيتك كمستخدم، معلومات لا أجد لها من وجهة نظري أية فائدة ذات نية سليمة تعود على لعبة!، اقتباسًا من موقع جوجل فإن التطبيقات التي يسمح لها بالوصول الكامل للحسابات يسمح لها بالوصول تقريبًا إلى كل المعلومات الموجودة في حسابك ولكنها لا تستطيع تغيير كلمة مرورك أو حذف الحساب أو الدفع باستخدام محفظة جوجل بالنيابة عنك ولكنها تصل إلى جهات إتصالك، تقويمك،أماكنك، ملفاتك على Google docs وغيرهم.
إذا كنت من اللاعبين لبوكيمون جو وتوجهت إلى صفحة التطبيقات المتصلة بحسابك في جوجل ستلاحظ هذا القسم الموضح في الصورة أعلاه، القسم صاحب هذا العنوان “Pokemon Go Release” هو التابع للعبة، فيكون فيه تاريخ سماحك للعبة بالوصل إلى حسابك، بالإضافة إلى تلك الصلاحيات الحاصلة عليها، وزر يمكنك من سحب الصلاحيات من اللعبة.
في الوهلة الأولى التي تلاحظ فيها هذا، قد يتوارد إلى ذهنك للحظة العلاقة القوية بين شركة نياتك وشركة جوجل، فالأولى كانت تابعة للثانية، ولكن تذكر لقد انفصلت الشركتان عند إعادة هيكلة جوجل.
قد يقول بعض المستخدمون، إذا كانت معلوماتنا موجودة من الأساس في جوجل، فما الضرر من وصول بوكيمون جو إليها؟
ببساطة إذا كانت معلوماتك موجودة في جوجل، فتلك هي جوجل! كيان ذات صيت عال يعمل الآلاف من الباحثيين الأمنيين يوميًا على سلامته، يغلقون الثغرات ويعملون على توفير كل سبل الأمان لمعلوماتك على سرفراتها، ولكن هل سيتوفر هذا القدر من الأمان على سيرفرات Niantic ؟
فأقل اختراق يحدث للعبة سيتيح للمخترق العبث بحسابك كيفما يشاء، وكونها منصة شهيرة مازالت في بدايتها ولم تكمل حتى من الزمن الأسبوعين فمرجح أن مخترقي العالم أجمع يعبثون بها الآن، يتسابقون للحصول على ذلك الكنز المخبأ داخلها، يتسابقون لإلتهام خصوصيتك!
لن ننتهي بعد!
وجب التنبيه إلى ضعف آخر في خاصية التسجيل بحساب جوجل على اللعبة، فعند وضع كلمة مرورك لا يوجد أية طريقة تمكنك من التأكد من أنك في صفحة جوجل،
حيث أن صفحة تسجيل الدخول تكون مدمجة مع اللعبة وبذلك لن تستطيع التأكد من رابط الصفحة لأنها لا تفتح في المتصفح، وهذا بالمناسبة مخالف لدليل جوجل لمطوري iOS.
قد يكون التسجيل بواسطة جوجل أمر محبب للكثير من المستخدمين(كلمة سر أقل لنحفظها)، ولكن من واجبك أن تتأكد من سلامة رابط الصفحة لأنك قد تكون ببساطة تدخل كلمة مرورك في صفحة مزورة تودي بحسابك إلى الهلاك!، وللأسف بوكيمون جو لا تسمح بذلك.. واعجبا!!
ليس ذلك وحسب، الطبيعي أنه عندما يريد تطبيق معين الحصول على بعض الصلاحيات للوصول إلى حسابك، يظهر لك خيار مشابه للصورة أعلاه يخيرك بين الموافقه والرفض، ولكن في حالتنا هنا لا يحدث ذلك، حيث تقوم لعبة بوكيمون بالموافقه على تلك الصلاحيات بشكل اوتوماتيكي بدلًا منك!، وهذا هنا انتهاك آخر صريح وواضح لك.
في النهاية إذا كنت من اللاعبين للعبة بوكيمون فأنصحك بالذهاب إلى إعدادات حسابك فورًا و حذف صلاحيات اللعبة عليه، إلى أن يتم تصليح هذه الأخطاء والثغرات، أو صنع حساب جوجل مخصص للعبة وقم بلعبها متى تشاء، وتذكر توجد قاعدة تقول “إذا لم تدفع من أجل السلعة فتأكد أنك أنت السلعة”.
هل تستخدم اللعبة معلوماتنا فيما يضرنا؟ هل توجد أعمال أخرى تجري تحت الطاولة تكون أساسها بياناتنا ومعلوماتنا؟ لا أحد يعرف.. ولكن الناس يحبون نظريات المؤامرة، وهذه اللعبة موضوع جيد ومثير للجدل.
منقول