الخضر عليه السلام

عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينا هو على البراق وجبرئيل معه إذ نفحته رائحه مسك، فقال جبرئيل: ما هذا ؟ فقال كان في الزمان الاول ملك له اسوه حسنه في أهل مملكته وكان له ابن رغب عما هو فيه، وتخلى في بيت يعبد الله تعالى، فلما كبر سن الملك مشى إليه خيره الناس، قالوا: احسنت الولاية علينا وكبر سنك ولا خلفك الا ابنك، وهو راغب عما انت فيه، وانه لم ينل من الدنيا، فلو حملته على النساء حتى يصيب لذه الدنيا لعاد، فاخطب كريمه له فامرهم بذلك، فزوجه جاريه لها ادب وعقل فلما اتوا بها واجلسوها حولها إلى بيته وهو في صلاته، فلما فرغ قال: ايتها المراه ليس النساء من شانى، فان كنت تحبين ان تقيمي معى و تصنعين كما اصنع كان لك من الثواب كذا وكذ، قالت: فانا اقيم على ما تريد. ثم ان اباه بعث إليها يسالها هل حبلت ؟ فقالت: ان ابنك ما كشف لي عن ثوب، فامر بردها إلى اهلها، وغضب على ابنه، واغلق الباب عليه، ووضع عليه الحرس فمكث ثلاثا، ثم فتح عنه فلم يوجد في البيت أحد فهو الخضر عليه الصلاة والسلام.


المصدر :

كتاب قصص الأنبياء ، تأليف قطب الدين الراوندي