يحتوي الدماغ الإنساني على الكثير من الأجزاء ، فمنها ما هو مختص بالإحساس والشعور ، ومنها ما هو مختص في الحاجات الأساسية، وبعضها مختص بتشغيل اجهزة الجسم، أو إدراك الأساسيات التي تنقلها الحواس وترجمتها لمعارف ، يسمى الجزء المسئول عن التفكير وخصائصه بالعقل مجازاً ، فالعقل لا يمكن إدراكه وإنما هو تعبير معنوي عن عدة وظائف دماغية . ظن القدماء أن مركز الإنسان قلبه وقد اصطلحوا على وصف مكان العقل في القلب ، بينما مع تطور العلم ومعرفة ان المركز هو في الرأس داخل الدماغ ، أصبح العقل معبرا عن جزء الدماغ المسئول عن العمليات الفكرية البشرية ، وهذه العمليات تنقسم إلى أنواع ، منها القدرات العقلية وهي القدرة على التحليل والتركيب والتصنيف والاستنباط والتخيل الخ ، بينما نقسم هذه القدرات لأنواع تسمى أنواع الذكاء ، وهي التخيل ، التذكر ، الإدراك وغيرها ، يعنينا هنا قسم التذكر ، نقول عادة أن الإنسان له ذاكره على عكس الكثير من الكائنات أو له ذاكره مميزة وقوية على عكس بعضها القريبة منه ، والذاكرة هي قدرة الإنسان على استحضار أمر حصل معه في زمن ماض قصير أو بعيد ، أو استحضار أمور عايشها أو أشياء سمعها . ومن كلمة استحضار نستنتج أن الإنسان قادر على تخزين ما يمر به في دماغه، ولكن يحتار العلماء بين هل الذاكرة اخيتارية أم جبرية، وهذه الحيرة نتجت عن ملاحظة أن الإنسان قد يتذكر أمور ولا يتذكر أخرى على الرغم أحيانا من أن الذي يتذكره ربما يكون بعيد من حيث مدة انقضائه، بينما ما لا يتذكره قريب . يتميز البعض من الناس بقوة ذاكرتهم وهي تعد ميزة تمكنهم من تذكر المعلومات والأحداث فيصبح لديهم مخزون معرفي جيد ، بينما الذين يعانون من ذاكرة سيئة لا يمكنهم تجيمع مخزون جيد بسهولة ، ولكن على صعيد آخر فإن أصحاب الذاكرة القوية يوصفون بالتعساء لأنهم لا ينسون الأحداث السيئة التي عايشوها ، بينما يتخطاها أصحاب الذاكرة السيئة بكل سهولة . أما الذكريات فهي كلمة شهيرة تستخدم في الأدب كثيراَ وفي الشعر وفي الغزل ، وهي تعبر عن المادة الفكرية المخزنة في الدماغ ، ويمكن استرجاعها وفور عملية استرجاعها يطلق عليها إسم ذكريات ، أو قبل ذلك كأن يقول الشخص لدي ذكريات جميلة ، فهو هنا لم يسترجع ما لديه بل وصفه فقط .