يمتلك طائر الطنان نظام فريد من نوعه في تفادي الاصطدامات والحوادث السريعة، إذ إن هذا النظام يسمح له بتأدية العروض الجوية عالية السرعة والتحليق بكل أمان. هذه الطيور الرشيقة تقوم برفرفة أجنحتها إلى ما يصل لـ 70 مرة في الثانية الواحدة، ويمكن لها أن تحوم وتطير إلى الوراء، وتصل سرعتها إلى 30 ميل في الساعة (50 كيلومتر في الساعة). لكن كيف تتمكن هذه الطيور الصغيرة من تفادي الحوادث عالية السرعة أثناء التحليق؟
كيف يمكن لطائر الطنان تجنب الحوادث عالية السرعة؟
أجرى العلماء في كندا سلسلة من التجارب التي تُظهر أن هناك عدد قليل من الطيور يمكنها معالجة المعلومات البصرية بشكل مختلف عن غيرها من الحيوانات. إذ إنهم يحكمون على المسافة بينهم وبين الأشياء الأخرى على الطريق من خلال قياس معدل حجم هذه الأشياء أثناء التحليق بسرعة.
على سبيل المثال فإن النحل يمكنه حساب المسافات بينه وبين الأشياء على الطريق من خلال معدل تغير حجم الأجسام في نطاق رؤيته، وأيضاً سائق السيارة يمكنه معرفة قُرب المباني والأعمدة على الطريق من خلال تغير حجمها أثناء المرور بسرعة.
عندما بحث العلماء كيف يمكن للطنان تفادي تلك الحوادث عالية السرعة، فقد وجدوا بأن الطنان يستخدم البيئة بشكل مختلف عن الحشرات الأخرى لتوجيه مساره الدقيق.
بعد تطبيق إحدى التجارب على هذا الطائر لمحاكاة البُعد عن الأجسام المتحركة على الطريق، فقد أظهرت النتائج إلى أن الطائر يعتمد على حجم الأشياء لتحديد المسافة، حيث يمتلك نظام يسمح له بمعرفة مقدار الوقت بشكل دقيق قبل أن يصطدم بالكائنات على الطريق حتى من دون معرفته للحجم الفعلي للكائن. وقد أظهرت الدراسة، التي تم نشرها في المجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم أن الطنان يستخدم تقنية مماثلة أثناء الطيران في الارتفاع العمودي.