أجري كساقية الى نهر من الحلم العميق
لي ضفتان من البكاء تمارسان حقولك الخضراء , تحتفظان بالذكرى التي تشتاق جدا للشروق
نقرأ ..
والدهشة لا تفارقنا
من بطن الحرب حتى فم خساراتها , أُهرّب لك السلام يا ملاكي القصيّ
الجيل الذي أنتمي له آيلٌ للنفاد ,
نحن المعدّون بعناية كأطباق للخيبة وللموت وللرحيل
بالأمس تحايلت على الضباب الحامل رائحة الخوف , أخبرته بكل اصرار أني طائرة ورقية
قوّستُ ذراعيّ , ارتجفت كثيرا امامه بفعل الريح , ألصقت بقدميّ ذيلين ورقيين ملونين , ولففت صدري بالخيوط
وابتسمت كثيرا دون أن يبدو علي ذلك وقت سمح لي بالتحليق
كل ما عليك الان أن تفتشي باحة منزلك , نافذتك , سطح دارك حتى , وان لزم الامر فتشي السماء أرجوك
فلربما كنت انا تلك الورقة المترنحة كطائرة
القرى التي تكاثرت فينا منحتنا الكثير من نكهة طينها المائل للحزن
معها تربينا على الكتمان
نكتم حاجتنا لأن القامة المستقيمة لا تؤمن بالاقواس
نكتم جراحنا ونتعمد وجع ( الحسجة ) في تأويلها كقصة عن فارس ما مات واقفاً
نكتم خيباتنا كفضيحة لابد من دفن صوتها قبل الفجر
ونكتم الحب لأن الطيور لا تؤتمن على سر فهي تشيع احاديثها للاشجار وربما سقط منها شيء برمية من حجر
نبحث عن بدائل رصينة للحب تشغلُ أسرة ضلوعنا الواجفة منه فصرنا نفتعل الشجار والعراك والبطولات
نتوسد الأحاديث الخشنة كي لا نتهم بالرقة
نختنق كثيراً حدّ بكائنا على سنبلة فارقت موسم امتلائها نحن الذين لم نحظ بموسم ابداً
نمرر الغزل بيننا مع الضحك الذي يشبه البكاء
الاي يا قرية كل ما اكون
كنت الرجل النشاز في عزف القرى التي تبنتني
وما ازال
امرغ قامتي بالحب وأبوء بالسخرية
وما زلت
اعاني فشلاً طينياً كلما بللت وجهي بملامحك
لا أخجل من البوح بي على شكل طفلك الذي تأخذين بيده أو تضمين أو تعنفين حتى , فنوبات الحب هذه لا تؤمن بالمشاهد المعدة سلفا , هي هكذا مثلي , افراط في الغيبوبة فيك
مهيب هنا الحرف ... مهيب حد التماهي