أكدت أن المشاركة في السينما قرار صعب
نيسليهان أتاغول لـ24: الحب يتطلب مجهوداً وتضحية
نسليهان أتاغول
عرف العالم العربي الممثلة التركية نيسليهان أتاغول من خلال عدد من الأعمال المميزة، مثل "حب أعمى"، والذي اشتهرت فيه بدور "نيهان"، وفاتح حربية، وعالم النسيان، والحب الأول، ومسلسل الأوراق المتساقطة، وأخيراً فيلمها "ما تبقى منك لي"، والذي عرفها الجمهور من خلاله باسم "إيليف".
وعلى الرغم من صغر سنها (ولدت في 20 أغسطس 1992) إلا أنها أنها استطاعت أن تحصد خمس جوائز فنية هامة في مهرجانات دولية، وفاز فيلمها "أعرف" مع النجم التركي أوزجان دنيز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان أبو ظبي السينمائي قبل سنوات، هنا حوار عن أعمالها وأدوراها الأخيرة، أجراه معاها 24 عبر البريد الإلكتروني.
كيف جاء ترشيحك لفيلم "ما تبقي لي منك"؟
أرسلت شركة الإنتاج السيناريو إليّ وبعد قراءتي له التقيت مخرج الفيلم عبد الله أوغوز، وتناقشنا حوله، وعندما توصلنا لنقاط تفاهم مشتركة، قررت قبول الدور، على الرغم من أن قرار المشاركة في فيلم سينمائي أمر صعب للغاية لأن هذا العمل سيبقى للأجيال القادمة مثل أسمك تماماً، بالإضافة إلى أن الفيلم السينمائي يكون عبارة عن رحلة تظهر ما وصلت إليه كممثلة، لهذا السبب أكون منتبهة لاختياراتى وأعتقد أن هذا الفيلم هو واحد من الأفلام التي سيكون لها بصمة في مستقبلي.
ما انطباعك الأول بعد قراءتك للسيناريو؟
أولاً، أحببت شخصية "إليف" كثيراً، وأنا لا ارغب أبداً في تجسيد شخصية لا أحبها، وأحاول أن أفهم مشكلة الفتاة التي سأقوم بتجسيد شخصيتها في العمل، ماذا تريد ومن أين جاءت، وإلى أين تذهب؟ وبعد ذلك ألتقي السيناريست والمخرج وأشاركهما كل ما يدور في عقلي، وإذا اقتنعت بالشخصية بعد كل هذه المشاورات ابدأ في اتخاذ خطوات تنفيذها، ولقد أصبحت سعيدة جداً بعد إعطائى الحياة لـ"إليف"، وأنا و"أليف" اقتنعنا ببعضنا البعض، وأتمنى أن يكون هذا الإحساس قد وصل للمشاهد.
كيف مرت المشاهد التي تم تصويرها في "جناق قلعه"؟
بجانب أنها كانت جميلة جداً، كان الطقس بارداً للغاية، وكنت أريد الانتهاء منها بسرعة، بشكل عام يتم تصوير الأفلام في تركيا صيفاً، ولكن بسبب كثرة جلسات تصوير المسلسل تم تصوير آخر فيلمين لى شتاء، في جو شديد البرودة، وقد تم تصوير أغلب هذه المشاهد في قرى "ادا تبه" و"يشيل يورت". وسكان تلك القرى وأكلاتهم وأنواع زيوتهم المختلفة وخاصة زيت الزيتون لا يمكن وصفها، لقد أحببت تلك الاماكن، عملنا مع مجموعة عمل متميزة تعرف عملها جيداً وكانت تجربة جميلة بالنسبة لي. لم يكن في أغلب تلك الأماكن تغطية لشبكة الإنترنت أو الهاتف، وأنا لم أبق بعيدة عن التكنولوجيا كل هذه الفترة قبل ذلك أبداً.
كيف رأيتِ شخصية "اليف"؟
أليف طالبة في المرحلة الثانوية نشأت دون أب وأم، وعلى الرغم من ذلك كانت سعيدة جداً، خارج المدرسة كانت تهتم بأطفال دار الأيتام التي تربت بها، وتمتلك دراجة بخارية حمراء هي رمز الحرية بالنسبة لها، باختصار هي فتاة متمسكة بالحياة.
كيف كانت تجربة العمل مع عبدالله أوغوز؟
كان من المهم للغاية بالنسبة لي تأسيس علاقة جيدة مع المخرجين الذين عملت معهم، يجب أن تتوافق الشخصية التي أعمل على تجسيدها مع ما هو موجود في عقولهم ، طرق التواصل مع الكل بالتأكيد تكون مختلفة، أوغوز شخصية هادئة جداً وقليلة الكلام، لو كان هناك أمر عالق في رأس أي منا كنا نقوم بتحويل المكان إلى اجتماع فورى ونتناقش حول كيفية معالجته.
حدثينا عن مسلسلك الجديد "حب أعمي"؟
لا أستطيع أن أصف سعادتي بهذا المسلسل، أحببت قصة العمل كثيراً، وأتمنى أن يحبها المشاهدون، وأتمني دبلجتها للعديد من اللغات قريباً.
كيف يؤثر التمثيل على حياتك؟
أستطيع القول إنه يؤثر على ٩٩٪ من حياتي، أثناء الإعداد لأية شخصية تكون تلك الشخصية هي حياتي، أفكر فيها باستمرار طوال فترة الإعداد، وأنا اتناول الطعام أو أثناء مشاهدتى لفيلم، وأستمر في حياتى اليومية بشكل طبيعى لكن يبقى جزء منها داخلي. بعد بداية التصوير، أي بعد اكتمال الشخصية في عقلي، تظل علاقتي بالشخصية منحصرة بين التسجيل والكاستنغ، بمعنى أصح لا أفكر في أي شيء بعد تجربة الكاستنغ، أكون أو لا أكون.
على الرغم من صغر سنك، إلا أنه مر عليك حوالي عشر سنوات في مجال التمثيل، كانت مليئة بالكثير من الأعمال، ما الأهداف التي استطعتِ تحقيقها؟
أرغب فى أداء العديد من الشخصيات المختلفة، نعم سوف أتم العشر سنوات في مجالي وهدفي الوحيد أن أكون ممثلة جيدة، أقول ذلك دائماً، ولكن هذا هو الذي أرغب فيه، وهدفي الأهم ألا أندم على عمل قمت به.
كيف ترين مستقبلك؟
بداية هناك طريق طويل، كما هو في كل مجال، وهناك مجموعة من العقبات نتخطاها لتحقيق أهدافنا، ولكن من المهم جداً أن نقف صامدين أمام تلك العقبات، ولهذا السبب يجب أن أقوي نفسي في كل مجال، وأنا أقوم بعمل هذا بالفعل.
هل تضعين الخطط لحياتك الشخصية والمهنية؟
حتى العامين الماضيين لم أقم بوضع أية خطط ، لا أعرف ما الذي تغير ولكني أشعر أني أنمو، عامل الوقت مهم جداً، وأفكر باستغلال وقتي بالشكل الأمثل، ولهذا أحاول أن أعيش حياة منظمة ومخططة أكثر.
وكيف تسير حياتك؟
أنا سعيدة جداً، قدمت فيلماً سينمائياً جميلاً، علاوة على ذلك سوف أبدأ مسلسلاً جديداً، ستفهمون من ذلك أن مزاجي صاف، إذا تجنبنا ما يحدث فى الدولة هذه الايام من احداث سياسية، هذه أمور مؤقتة، بخلاف هذا من يستطيع أن يكون سعيداً، النساء والأطفال والبشر يقتلون غدراً.
ماهو اكثر شيء تشعرين بفقدانه؟
لن أجيب عن هذا السؤال لنفسي ولكن باسم كل السيدات عموماً، أتمنى ألا تكون هناك تفرقة في النوع، أتمنى أن يعيش كل شخص في العالم بحرية ومساواة، لا أعرف إذا كانت تلك الأمور انحصرت فى الأزمنة السابقة أم لا، يعيش العالم أجمع نفس القضايا، كلما تقدم العالم للأمام كأنه يعود للخلف.
تمت خطبتك للممثل التركي "قادير دوغلو" إضافة الى ذلك أصبحتما تتشاركان في مشاريع منفصلة، ما هو مدى صعوبة علاقة شخصين يعملان في مجال مرهق لساعات طويلة؟
بعد الحب تأتي بقية الأشياء، لو أثرت هذه المقولة على مجالنا نكون مخطئين، ولاستمرار العلاقة في أي مجال عمل يجب في المقابل بذل مجهود وتضحية.
هل تعملان على سيناريوهاتكما سوياً أم أن هناك خطوطاً فاصلة بين علاقتكما وعملكما؟
نتحدث معاً بخصوص السيناريوهات المقدمة لنا، نتشارك أفكارنا، نساند بعضنا البعض دون تدخل، قادير شخصية متميزة جداً وهو ممثل يحترم عمله ومن حوله كثيراً وهذا شيء اهتم به كثيراً.