قصيدة للسيد الحميري رحمة الله عليه
لأم عمرو باللوى مربعُ
لأم عمرو باللوى مربــــــــعُ طامسـةٌ أعلامه ُ بلقـــــعُ
تروحُ عنه الطيرُ وحشـــــيةً والأسدُ من خيفتهِ تفـزعُ
رقشٌ يخافُ الموت من نفثها والسُم في أنيابها منقــــعُ
برسمِ دارٍ مابها مؤنــــــــسٌ إلا صِلالٌ في الثرى وُقّعُ
لما وقفنَ العيسُ في رسمــها والعين من عرفانها تدمعُ
ذكرتُ من قد كنتُ الهو بــه فبتّ والقلبُ شجى موجَعُ
كأن بالنار لمّا شفّنــــــــــــي من حب ِأروى كبدي تلذعُ
عجبتُ من قوم أتوا أحمـــداً بخطبةٍ ليس لها موضـــعُ
قالوا له: لوشئت أعلمتنــــــا الى من الغايةُ والمفـــزعُ
إذا توفيت وفارقتـــــــــــــنا وفيهمُ في المُلك ِمن يطمعُ
فقال لو أعلمتكم مَفزعــــــاً كنتم عسيتم فيهِ أن تصنعوا
صنيعَ أهلِ العجل إذ فارقوا هارون فالتَركُ لـــــه أودعُ
وفي الذي قال بيانٌ لمـــــن كان إذا يعقلُ أو يسمــــــعُ
ثم أتته بعدَ ذا عزمــــــــــةٌ من ربهِ ليس لها مدفــــــعُ
أبلغ وإلا لم تكن مبلغـــــــاً والله منهم عاصمٌ يمنـــــــعُ
فعندهـــــــا قام النبي الذي كان بما يأمرهُ يصـــــــدعُ
يخطِبُ مأموراً وفي كفــهِ كفُّ علي ظاهراً تلمـــــــعُ
رافِعها أكـــــرِم بكف الذي يرفعُ والكف الذي يُرفــــعُ
يقول والأملاك من حولِــهِ واللهُ فيهم شاهدٌ يسمــــــعُ
من كنتُ مولاهُ فهذا لـــــهُ مولىً فلم يرضَوا ولم يقنعُوا
فاتّهموه وانحنت منهــــــمُ على خلافِ الصادق الأضلعُ
وضلّ قومٌ غاظــــهم فعله كأنما آنافهم تُجــــــــــــدعُ
حتى إذا وارَوه في لَحــده وانصرفوا من دفنه ضيّعُوا
ماقال بالأمسِ وأوصى به وأشتروا الضرّ بما ينفــــعُ
وقطّعوا أرحامه بعـــــــدهُ فسوف يُجزون بما قطعُوا
وأزمعوا غدراً بمـــولاهُمُ تباً لما كانوا به أزمــــــعوا
لاهم عليه يردوا حوضـه غداً ولاهو فيهمُ يشفــــــــعُ
حوض له مابين صنعا الى ايلة والعرض له أوســـــع
ينصبّ فيه علم للهـــــدى والحوض من ماءٍ له مترعُ
يفيض من رحمتـــه كوثرٌ أبيضَ كالفضةِ أو أنصـــعُ
حصاهُ ياقوتُ ومرجانـــةٌ ولؤلؤٌ لم تجنهِ أصبــــــــعُ
بطحاءهُ مسكٌ وحافاتــــهُ يهتزُ منها مونِقٌ مربــــعُ
اخضر مادون الورى ناضرٌ وفاقع اصفر أو أنصــــعُ
فيه أباريقَ وقدحــــــــانُهُ يَذُب عنها الرجل الأصلعُ
يذب عنها ابنُ أبي طالبٍ ذباً كجربى إبل شــــرّعُ
والعطر والريحان أنواعُهُ ذاك وقد هبت به زعزع
ريحٌ من الجنة مأمــــورةٌ ذاهبةٌ ليس لها مرجـــــعُ
إذا دَنوا منه ُلكي يشربوا قيل لهم تباً لكم فارجعوا
فالتمسوا دونكمُ منهــــلاً يرويكمُ أو مطعماً يُشبعُ
هذا لمن والى بني أحمدٍ ولم يكن غيرهُمُ يتبـــــعُ
فالفوزُ للشارب من حوضه والويل والذل لمن يمنعُ
والناسُ يوم الحشرِ راياتُهُم خمسٌ فمنها هالكٌ أربعُ
فرايةُ العجل ُ وفِرعونــها وسامري ّ الأمةِ المشنعُ
ورايةٌ يقدمها أبكــــــــــمٌ عبد لئيمٌ لكعٌ أكــــــوعٌ
وراية ٌ يقدمها حبــــــــترٌ للزّور والبُهتانِ قد أبدعوا
ورايةٌ يقدمُها نَعـــــــــثلٌ لا برّدَ الله لهُ مضـــجعُ
أربعةٌ في سقرٍ أودعـــوا ليس لهم من دونها مطلعُ
وراية ُ يقدمـــــــها حيدرٌ كأنها الشمسُ إذا تَطلَـــعُ
غداً يلاقي المصطفى حيدرٌ وراية ُ الحمدِ له ُ تُرفَعُ
مولىً له الجنةٌ مأمـــورةٌ والنارُ من خيفتهِ تفـــزعُ
إمامُ صدق ٍ وله ُ شيــعةٌ يُروَوا من الحوضِ ولم يُمنعوا
هذا لمن والى بني أحمدٍ ولم يكن غيرهم يتـــــبعُ
بذاك جاءَ الوحيُ من ربنا ياشيعةَ الحقِ فلا تجزعوا
الحميريّ مادِحكم لم يزل ولو يقطّع إصبع إصبعُ
وبعدها صلوا على المصطفى وصنوه حيدرةُ الأصلعُ