حب على السياج الحدودي.. ينتهي بزواج لاجئةٍ عراقية وحرمانها من التواصل مع أهلها بعد تغييرها لدينها
تسبب لقاءٌ عابر بين أحد موظفي حرس الحدود المقدونيين وعائلة عراقية مؤلفة من 5 أفراد على طريق البلقان الذي يسلكه اللاجئون في تطورٍ درامي قلب حياة الجانبين رأساً على عقب بعد أن وقع الموظف المقدوني في غرام ابنتهم من النظرة الأولى، وعرض عليها الزواج، لتكون بدايةً لقطيعة بين الفتاة وعائلتها بعد أن وافقت على تغيير دينها من الإسلام للمسيحية للزواج منه.
وكانت ألمانيا وجهة العائلة الكردية العراقية القادمة من ديالى قرب بغداد، التي هربت بعد تقدمٍ أحرزه تنظيم “داعش” المتطرف واستغرقت رحلة الوصول إلى مقدونيا أشهرا.
وشاهد بوبي دودفسكي، وهو من مدينة كومانوفو المقدونية، ويعمل كموظف حدودي مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الفتاة العراقية نورا أركنازي على السياج الحدودي بين صربيا ومقدونيا فأغرم بها من النظرة الأولى، ثم تعرف عليها في مخيم اللاجئين في تابانوفكسا، وفقاً لتقرير تلفزيوني ألماني.
وكان “تابانوفكسا” نقطة عبور رئيسية على ممر البلقان، يمر به الآلاف من اللاجئين والمهاجرين من دول كسوريا والعراق وأفغانستان في شهر آذار الماضي، حين التقاها الموظف الحدودي.
يقول “بوبي” للقناة الألمانية الأولى إنه عندما شاهدها لأول مرة رفقة عائلتها في نقطة التفتيش على الحدود، كانت متعبة وعاجزة، ومصابة بالحمى، فتحدث مع نورا، وشاهد شيئاً مميزاً في عينيها، على حد تعبيره.
وتصف “نورا” اللحظة التي طلب منها الزواج بالقول: ”قال لي أعطني يدك وسألني، هل تريدين أن تصبحي زوجتي؟، فظننت أنه يمزح، لكنه كان جاداً عبر (إحضاره) الخاتم وكل شيء، لقد كانت أجمل لحظة في حياتي، كانت مثل فيلم”، وقام زميلهم بتسجيل لحظة عرضه الزواج منها بكاميرا هاتفه المحمول.
وقام كل من “بوبي” و“نورا” بوشم اسم الآخر على ذراعه.
وشغلت قصة حياة الزوجين وسائل الإعلام المقدونية، إذ كان مثيراً للاهتمام في الواقعة، أن طرفيها كانا ينتميان لدولتين متباعدتين، وينتميان لثقافتين ودينين مختلفين.
لكن ما بدا حكايةً وردية شبيهة بفيلم سينمائي في البداية لم يستمر كذلك، حيث تابعت عائلة نورا، التي بدأت العمل مذّاك مع الصليب الأحمر لتساعد اللاجئين أيضاً، طريقها إلى شمال أوروبا، فيما تخلت ابنتهم عن كل شيء لأجل من تقدم للزواج منها، فاعتنقت المسيحية، وغيرت اسمها، وبعد 5 أشهر من الإجراءات تزوجا يوم الأربعاء الماضي، بعد أن عقدا قرانهما في كنيسة بمدينة كومونوفو شمال مقدونيا، وفقاً للشعائر الأرثوذكسية، واقاما حفلاً لم يحضره أهلها.
وكانت نورا قد أخبرت عائلتها بحذرٍ عن نيتها الزواج من مسيحي أرثوذكسي، لتبدأ فترة طويلة من حالة عدم الاستقرار بالنسبة للزوج، الذي لم يكن متأكداً من إمكانية زواجه منها.
وساهمت علاقات “بوبي” مع السلطات في تغيير اسمها خلال أسابيع قليلة، وتغيير دينها بشكل رسمي أيضاً، وأصبح اسمها الحالي “سفيتلانا دودفسكا”.
ويقول الزوج “بوبي”: ”هنا في البلقان، لا يعد زواج فتاة مسلمة من مسيحي بالمشكلة الكبيرة، ويمكن لفتاة مسيحية أن تتزوج مسلماً، الأديان كلها متساوية بالنسبة للقانون في مقدونيا، نريد أن يكون الحب هو المنتصر، لأن الحب لا يعرف حدوداً”.
وتقول نورا إنه كان لدى عائلتها مشكلة في تغيير الدين، أصبحوا في النمسا الآن، وما عادوا يتحدثون معها.
وقال الزوج “بوبي” بعد عقد قرانهما إنه ”وأخيراً استطعنا بعد ٥ أشهر من تجاوز كل العقبات والعوائق، وبدأت الآن حياتنا الجديدة”.
وتقول “نورا” إن أطفال “بوبي” من زواجه الأول يحبونها، وأنها تعتبرهم أولادها كما هم أولاده، وأن أهله قد تقبّلوها وأنهم يضحكون سوية.