استعرضنا معًا في مقال سابق مجموعة من التحديات البسيطة، سهلة على التطبيق ولها أثر كبير، إذا لم تكن قرأت الجزء الأول من هذه التحديات بعد، فأرجو منك أن تقرأها أولًا حتى تكون ملمًا بالـ 30 تحدي التي نطمح في تطبيقها، خلال الـ 30 يوم…
30 تحدي في 30 يوم … تجعل منك شخصًا أفضل (الجزء الأول)
(16) disconnect لمدة 30 دقيقة فقط: نعم لمدة ثلاثين دقيقة فقط ابتعد عن الإنترنت والتلفاز وكافة الأجهزة التي تسحبك تدريجيًا بعيدًا عن العالم الواقعي، قد تتساءل لماذا لـ 30 دقيقة فقط، لكنك لو راقبت يومك ستجد أن الـ 30 دقيقة هذه لا تحدث على الإطلاق، بربك هل تترك فيسبوك أو واتساب لمدة 30 دقيقة متكاملة؟ لا أعتقد… لذا طبّق هذه القاعدة علّها تساعدك على الشفاء من لعنة مواقع التواصل الاجتماعي.
(17) حدد هدف واحد واعمل على تحقيقه لمدة ساعة كل يوم: قم بتكسير هذا الهدف إلى أجزاء صغيرة، وركز على جزء معين كل يوم، اعمل على تحقيقه لمدة ساعة واحدة يوميًا، بالاستمرار والالتزام ستتمكن من تحقيقه، تحقيق هدف بعيد المدى مرة واحدة مستحيل، لابد من تقسيمه إلى أهداف صغيرة وتحقيق واحد تلو الآخر، اقض ساعة واحدة يوميًا في العمل على هدف لطالما تمنيه وحلمت بتحقيقه.
(18) اقرأ فصل واحد كل يوم : آلاف المواقع توّفر لك الكتب والروايات المجانية، كل ما عليك هو اختيار كتاب والبدء في قراءته، مع الالتزام بأن تنهي فصلًا واحدًا كل يوم، لا أكثر ولا أقل، بقراءة فصل كل يوم ستنهي الكثير من الكتب خلال الـ 30 يومًا، ولكي لا تستثقل تنفيذ هذه المهمة حدد أنت لنفسك، عدد الصفحات التي تقدر على قراءتها يوميًا والتزم بها، المهم هنا هو أن تزرع فيك عادة القراءة يوميًا.
(19) كل صباح، شاهد او اقرأ شيء ملهم: ضع تحت كلمة ملهم ألف خط، فمن المهم جدًا أن تبدأ يومك بما يبث في روحك الإيجابية، السلام، الحب، لا تبدأ بقراءة أو مشاهدة شيء عنيف أو حزين كالأخبار وغيرها، ابتعد عن كل ما يتضمن مشاعر سلبية، وركز على الخطابات الحماسية والأفكار والقصص الملهمة، وبالمناسبة بإمكانك تطبيق هذه النقطة بسهولة؛ طالما أنك طبقت النقطة
رقم (14) واستيقظت مبكرًا، وأنت تتناول وجبة فطورك على مهل، ابحث عن شيء ملهم كغذاء لروحك وعقلك.
(20) تحدث إلى صديق هاتفيًا: اجعل كل تركيزك هنا على هاتفيًا، لأن ما أريده هنا أن تتواصل مع شخص ما بالصوت بالكلام، لا بالرسائل النصية والشات، قد يكون ليس لديك الوقت بالفعل لمقابلة صديق كل يوم، لكن لا تقنعني أبدًا أن مكالمة هاتفية لن تتجاوز الدقائق ستكون صعبة، إنها مجرد دقائق ستتواصل فيها صوتيًا، وتعطي لأناملك هذه بعض الراحة لتكف عن الكتابة عبر الشات قليلًا.
(21) حرر نفسك من شيئًا تدمنه: لا يشترط أن يكون هذا الشيء مخدرات أو كحول لنسميه بالإدمان، إطلاقا فما أكثر الأشياء التي ندمنها وتسيّرنا هي، تتحكم فينا وفي مصائرنا ولا نعرف الخلاص منها، على سبيل المثال إدمان الإنترنت، إدمان فيسبوك تحديدًا، 30 يوم كافية جدًا لاستعادة سيطرتك على نفسك وقول لا في وجه هذه الأشياء التي تتحكم فيك بشكل كامل.
أيضًا من أسوأ أشكال الإدمان أن تدمن شخصًا ما، وهذا يحدث كثيرًا، بيننا وبين أنفسنا نعلم جيدًا أنه يحدث، ونعلم أن ثمة شخص ما في حياتنا نتعلق به تعلق مرضي يصل حد الإدمان، إدمان الحديث معه، إدمان حتى الحديث عنه، إدمان البقاء معه… إلخ.
حدد الأشياء / الأشخاص التي تأسرك، تقيّدك، تدمنها ووتتحكم فيك بشكل كامل، وضع خطة للتخلص منها في 30 يوم… 30 يوم كافية جدًا.
(22) مارس الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا: ممارسة أي رياضة لمدة 30 دقيقة كل يوم على مدار الـ 30 يومًا، ستساعدك على الاسترخاء والراحة وتفريغ الضغط العصبي والتوتر والقلق ،صحتك هي حياتك فلا تدعها تذهب بإهمالك، احرص على تناول طعام صحي وممارسة الرياضة يوميًا، جدد أسلوب حياتك واهتم بها.
(23) تعامل مع كائنات أخرى: لا أعني هنا أن تبحث عن كائنات فضائية لتعيش معها، لكني أقصد أن تجرب الاهتمام بكائنات حية غير البشر، كأن تعتني بحيوان أليف مثلا، أو تقوم بزراعة الزهور في منزلك والاعتناء بها باهتمام حقيقي، هنا أنت تتعامل مع أرواح حقيقية ولكن بغطاء مختلف غير الجسد البشري، ستتدفق لديك الكثير من المشاعر التي ستكتشفها للمرة الأولى، صدقني الاعتناء بالنباتات والحيوانات الأليفة أو الطيور تجربة لها مذاق خاص، إحساس فريد لن تجده في أية نشاط آخر، وعن تجربة أقسم لك بأنك ستدمن التعامل مع هذه الكائنات الرائعة أكثر من أي شيء آخر.
(24) واجه مخاوفك: لا يوجد لعنة في هذا العالم أبشع من الخوف، الخوف هو قيد لعين يجعلك تعيش دائمًا على حافة الأشياء، تخاف وترتعد أطرافك من فكرة تجربة أي شيء والاندماج فيه، وتنتهي حياتك لتكتشف أنك كنت تعيش على الحافة… على حافة الحياة، لكنك لم تعشها حقًا…
حسنًا 30 يوم كافية جدًا للتخلص من هذه اللعنة، الخطوة الأولى للتخلص من الخوف؛ هو أن تحدق به بملء عينيك، واجه حقيقة خوفك، تحدث إلى نفسك وقل: “حسنًا أنا أخاف التحدث أمام الآخرين، وسأقوم بحل هذه المشكلة في الحال”، وابدأ في البحث عن أسباب خوفك، وطرق العلاج خطوة خطوة، وأهم خطوة هنا، هو أن تدرك وتعي جيدًا أننا خلقنا هكذا مجبولون على الخوف، كل شخص على هذا الكوكب لديه خوف مرضي من شيء ما، الظلام، الأماكن المغلقة، الفشل، الآخرين، المواجهة إلخ، تتعدد الأسباب والخوف واحد، الخوف يحرمك الحياة فلا تسمح بأن تنتهي حياتك وأنت لم تعشها حقًا.
(25) وللجانب الروحي نصيب: أيًا كان دينك أيا كانت طائفتك، حتمًا تؤمن بوجود إله لهذا الكون، حسنًا المطلوب هنا هو تحسين علاقتك بهذا الخالق العظيم، بعيدًا عما يمليه عليك الآخرون، بعيدًا عن السائد عن المفهوم عن الفكر الجماعي، ليكن لك طريقك وتجربتك الخاصة في التقرب من خالقك.
(26) نصف ساعة إيجابية قبل النوم: هل تعلم أن ما نفكر به قبل النوم يترسخ في أذهاننا بشكل أكبر من أي أفكار أخرى؟
فكرة مخيفة… أليست كذلك؟ مخيفة لأنك تعلم كم الأفكار السلبية التي تقفز في رأسك بمجرد أن تقرر النوم، لكن مهلًا… لماذا لا نستغل هذه النقطة في صالحنا ونفكر في كل ما هو إيجابي وملهم؟ أليس أفضل بكثير من التفكير في كل المآسي والآلام والإخفاقات التي تعرضنا لها؟
خصص الـ 30 دقيقة هذه في التفكير في إنجازاتك اليومية، في كل شيء إيجابي قمت به، في النجاحات الصغيرة، في النصف المملوء من الكوب، هذا سينعكس على يومك التالي وعلى حياتك بشكل إيجابي أكثر مما تتخيل.
(27) اهجر الماركات: الماركات هى أكبر خدعة في هذا العالم، وبالفعل كما قيل عنها: كذبة تسويقية اخترعها الأذكياء لسرقة الأثرياء فصدقها الفقراء، دعني اسألك هل الهدف من عملك والاحتراق فيه كترس داخل آلة يدور بلا توقف، هو اقتناء الماركات والركض خلفها كالمغيّب؟
بمعنى آخر، هل يُعقل أن ترمي كل ما بذلته من جهد ووقت وتعب بعرض الحائط من أجل إرضاء الآخرين؟
أنا لا أدعوك للتقشف والزهد هنا، لكني أدعوك لإعمال هذا الشيء الكامن في رأسك، والتصرف بعقل ونضج في مالك الذي كسبته بعد طول عناء، كف عن شراء الاشياء التي لا تحتاج إليها من أجل الاستعراض أمام الآخرين، كف عن الركض وراء الماركات التي تدرك جيدًا إنها وسيلة استنزاف لا أكثر، كف عن الاستعراض رجاءً، أموالك هذه الذي كسبتها، ليست بضعة أوراق تنفقها في أي شيء وأنت شاغر الفاه، إنها خلاصة عمرك وجهدك.
(28) دعهم يذهبون: أحيانًا تحب شخصًا ما وتتعلق به إلى درجة الجنون، يستنزف مشاعرك وأفكارك ولا يلقي لك بالًا، يعيش الحياة بطولها وعرضها، وأنت قابع في سجنه، تنتظر أن يرأف بحالك أو يحنو عليك بكلمة، حرر نفسك من هذا الشخص واطرده من حياتك فورًا وبلا تردد، وإذا كان ذلك مستحيلًا فلتضعه في المكانة التي يستحقها حقًا، حياتك أثمن من أن تنفقها في إرضاء أحد، أو أن تعيشها في في انتظار أحد، تعلم كيف تستغني، كيف تعزز نفسك وتعلي منها، لا تقضي عمرك في التسول، فالعيش بهذه الطريقة تسول، الحياة على أبواب الآخرين تسول، الحياة بكلمات الآخرين وثنائهم تسول، لا تضع نفسك في هذه المكانة الحقيرة، ولتكن أنت صديق نفسك وأنت الداعم لها، لا تعش بقناعة أنك نصف ولابد من البحث عن نصفك الآخر، عمن يكملك، تنتظر من يملأ فراغك ويسد هذا النقص، عش الحياة كما جئتها فردًا، في الـ 30 يوم هذه افتح الأبواب على مصراعيها ودعهم يرحلون… وافسح المكان لذاتك… ولا تأسف على أحد…
(29) كف عن الغطرسة: كم من العلاقات الرائعة التي تنتهي بسبب موقف بسيط، بسبب أن أحد طرفي العلاقة تعامل بغطرسة وغرور، ورمى بالآخر عرض الحائط، لا تتصرف بهذه الطريقة الرعناء، كف عن التصرف بصبيانية، إذا كان هناك شخص ما في حياتك يستحق فرصة أخرى، لا تتردد في منحه إياها فجميعنا نخطئ، لا تجعل زلة أو موقف بسيط تافه يأتي على الأخضر واليابس، وإذا كنت أنت الطرف المخطي لا تتردد في الاعتذار وحافظ على علاقتك بالآخر وتمسك به إلى آخر لحظة في عمرك، طالما أنه يستحق ذلك، الحياة تنتهي أسرع مما يمكن، وليس هناك وقت حقًا لهذه التصرفات الطفولية الساذجة، 30 يومًا كافية جدًا لأن تبدأ فصلًا جديدًا في حياتك.
(30) صورة كل يوم: أنت لست بحاجة إلى كاميرا احترافية هنا، يمكنك فعل ذلك من خلال هاتفك الذكي، التقط صورة واحدة كل يوم وقم بمشاركتها على إنستغرام، كوسيلة لتوثيق حياتك، ورجاءً لا داعي هنا لالتقاط صور غامضة وظلام حالك وهذا النمط الكئيب من الصور، التقط كل شيء جميل تقع عليه عيناك، وثق حياتك باللقطات الجميلة المبهجة، الأمر بسيط وممتع، ولن يستغرق منك أكثر من دقائق.