أظهرت صور نشرت لاوزتورك عقب اعتقاله اصابته بجروح مختلفة في الرأس والجزء العلوي من الجذع
اعترف قائد القوة الجوية التركية السابق الجنرال أكين اوزتورك للمحققين معه بالدور الذي قام به في التخطيط للمحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الحكومة والتي جرت مساء الجمعة الماضية.
ونقل عن الجنرال اوزتورك قوله للمحققين إنه "تصرف بنية القيام بانقلاب."
وأظهرت صور نشرت لاوزتورك عقب اعتقاله اصابته بجروح مختلفة في الرأس والجزء العلوي من الجذع.
وكان اوزتورك ينفي الى وقت قريب بضلوعه في المحاولة، ويصر على انه عمل على وأدها، وذلك في تصريحات ادلى بها للاعلام التركي.
وكانت وكالة الاناضول التركية للانباء قالت في وقت سابق إن الجهات التحقيقية في انقرة بصدد استجواب نحو 70 جنرالا واميرالا، بمن فيهم اوزتورك الذي وصفته بأنه زعيم الحلقة التي خططت للمحاولة الانقلابية.
اعتقالات
وقال مسؤولون أتراك إن 8 آلاف تقريبا من رجال الشرطة اوقفوا عن العمل للاشتباه في أن لهم صلة بمحاولة الانقلاب.
كما القي القبض على نحو 6 آلاف من العسكريين ومسؤولي الجهاز القضائي، بينما وصل عدد ضحايا محاولة الانقلاب نحو 232 قتيلا و1491 جريحا.
وتوقع وزير العدل التركي بكر بوزداغ اعتقال المزيد من الأشخاص، واصفا ما يحدث بأنه "عملية تطهير".
وفي وقت لاحق، اعلن مكتب رئيس الحكومة التركية بنعلي يلدريم عن الغاء الاجازات الصيفية لكافة موظفي الدولة حتى اشعار آخر.
وجاء في بيان اصدره مكتب رئيس الحكومة ان على الموظفين الذين يتمتعون بالفعل باجازاتهم العودة الى مكاتبهم "باسرع وقت ممكن."
وشملت الحملة اعتقال آلاف الضباط بالجيش، بينهم نحو 100 شخص برتبة جنرال، وعزل آلاف القضاة من مناصبهم.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حضوره جنازة شقيق أحد أقرب مساعديه في اسطنبول تعهد بأن "تتواصل عملية التطهير في جميع مؤسسات الدولة لأن هذا الفيروس قد استشرى. ولسوء الحظ، إنه مثل السرطان الذي تغلغل في أجهزة الدولة".
وكرر أردوغان الاتهامات الموجهة إلى رجل الدين، فتح الله غولن، الذي يعيش في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة، لكن الأخير ينفي ذلك.
وأضاف الرئيس التركي في خطاب نقله التليفزيون، وقاطعه الحاضرون عدة مرات بصيحات "الله أكبر" كلما أشار إلى غولن، أن الأمة التركية العظيمة لقنت الإنقلابيين أفضل درس بسبب ما قاموا به.
"أدلة لا ادعاءات"
جيريمي بوين - محرر شؤون الشرق الأوسط
محاولة الانقلاب وقعت لأن تركيا منقسمة بشكل كبير بشأن رؤى الرئيس اردوغان لمستقبل البلاد وبسبب انتشار العنف جراء الصراع في سوريا.
أصبح اردوغان وحزبه خبراء في الفوز بالانتخابات، لكن لطالما وجدت شكوك بشأن التزامه بالديمقراطية على المدى الطويل.
كما أن انتشار العنف عبر الحدود بسبب الصراع السوري أدى إلى عودة المواجهات مع حزب العمال الكردستاني، وجعل تركيا هدفا لجهاديين يصفون أنفسهم بأنهم من اتباع تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقد خلّف ذلك حالة من القلق، فشهدت تركيا اضطرابا لن ينتهي بمحاولة الإطاحة باردوغان.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يتعين على تركيا تقديم أدلة حقيقية عندما تطلب تسليم رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.
وقال كيري في مؤتمر صحفي في بروكسل "لدى الولايات المتحدة إجراءات رسمية للتعامل مع طلبات التسليم وعلى تركيا أن ترسل أدلة وليس ادعاءات".
في غضون ذلك، أوقفت السعودية الملحق العسكري التركي لدى الكويت "على خلفية تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة"، حسبما وسائل إعلام رسمية تركية.
ومن بين المعتقلين، العقيد علي يازجي، كبير المساعدين العسكريين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقائد الجيش الثالث إردال أوزتورك وقائد الجيش الثاني آدم حدوتي والقائد السابق للقوات الجوية آكن أوزتورك، بحسب وكالة الأناضول الرسمية.
واعتقل أيضا ألب أرسلان التان، أحد أبرز القضاة في تركيا.
وقالت الوكالة أيضا أن اليونان أبلغت تركيا أنها سوف تسلم العسكريين الأتراك الثمانية الذين فروا إلى اليونان طلبا للجوء السياسي بعد فشل الانقلاب العسكري.
وأبلغ رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس نظيره التركي بن علي يلدريم بأن بلاده شرعت في إجراءات تسليم العسكريين الذين كانوا قد هربوا بطائرة إلى مدينة أليكساندروبولي اليونانية، حسب الوكالة، ولكن وكالة اسوشييتيد برس نقلت عن الحكومة اليونانية قولها إن طلبات اللجوء التي تقدموا بها سينظر فيها بموجب القانون الدولي، ولكن اتهامهم من قبل حكومتهم بأنهم شاركوا في انقلاب عسكري سيؤخذ بنظر الاعتبار.
زنقلت الوكالة عن نائب وزير الدفاع اليوناني ديميتريس فيستاس قوله "علينا ان نطبق القانون اليوناني والقانون الدولي"، مضيفا انه سيتم النظر في طلبات اللجوء "ولكن علي القول إن الحجة القائلة بوجوب تسليمهم الى الجانب التركي قوية جدا."
ووجهت الى قائد الطائرة تهمة انتهاك تعليمات الملاحة الجوية، فيما وجهت الى زملائه السبعة تهمة المشاركة في ذلك.
والثمانية هم رائدان و4 برتبة نقيب و2 يحملان رتبة رئيس عرفاء.
وكان العسكريون قد أحيلوا الأحد إلى القضاء اليوناني لكن تم تأجيل المحاكمة إلى الخميس.
ينفي فتح الله غولن اتهامات بشأن المشاركة في الانقلاب
وقال أردوغان إن البرلمان قد يدرس مقترحا بتطبيق عقوبة الإعدام، متوعدا بأن الضالعين في محاولة الانقلاب سيدفعون ثمنا باهظا، واصفا المحاولة بأنها "منحة من الله...لأنها ستتيح لنا تطهير جيشنا".
www.bbc.com