في قرية تُسمى Tragöß في ولاية ستيريا النمساوية، تقع البحيرة الخضراء، مشهد مثالي أشبه بكتب الخيال. فهي أحد أهم الوجهات السياحية في البلدة ليس بسبب سحر البحيرة فقط، بل لأنها بحيرة غير عادية بكل معنى الكلمة، فهي منتزه خلال الشتاء، وبحيرة خلال الربيع!
منتزه شتاءً وبحيرة ربيعًا، إنها البحيرة الخضراء في النمسا !
مع حلول فصل الربيع، تبدأ الثلوج على الجبال القريبة من البحيرة الخضراء من المنتزه بالذوبان، ما يؤدي إلى امتلاء المنتزه بالمياه وتحوله إلى بحيرة. مشهد لا يدوم سوى لبضعة أسابيع خلال فصل الربيع ويعود كل شيء إلى ما كان عليه مع اقتراب فصل الشتاء.
سُميت البحيرة باسم “البحيرة الخضراء” بسبب لونها القريب من لون الزمرد بفعل أوراق الشجر المغمورة والأراضي المعشبة تحت المياه. فقاع البحيرة عبارة عن مرج عشبي يستقطب الغواصين خلال الربيع، والمتنزهين بعد انحسار المياه.
وتصل البحيرة إلى العمق الكامل المقدر بحوالي 10 أمتار خلال فصل الربيع في منتصف شهر مايو ويونيو. ويبدأ انحسار المياه في يوليو مع اقتراب فصل الشتاء.
خلال الشتاء، تكون الثلوج تُغطي سفوح وقمم الجبال المحيطة، وتُستعمل المنطقة حول البحيرة كمنتزه وحديقة. في هذه الفترة، يصل عمق المياه في البحيرة إلى 1 – 2 مترًا فقط، وتحتل مساحة 185 مترًا مربعًا. وخلال الربيع، يرتفع منسوب المياه إلى أربعة أمتار تقريبًا، وتزداد مساحة البحيرة إلى 370 مترًا مربعًا. ويستمر ارتفاع منسوب المياه حتى تصل لعمق 10 أمتار في بعض الأجزاء.
وبفضل نقاء البحيرة وخلوها من الشوائب، فقد أصبحت مزارًا للغواصين والسياح لاستطلاع الطبيعة أسفل المياه ورؤية سمك السلمون المرقط الذي يزدهر في مياه البحيرة الخضراء، عدا عن السرطانات الصغيرة واليرقات.
وبسبب المقاعد المنشرة في المنتزه قبل أن يُغمر بالمياه، تتحول البحيرة عند ذوبان الثلوج إلى مشهد سريالي كأنه أحد المشاهد في الروايات الخيالية. وتُحاط البحيرة بسلسلة جبال Hochschwab التي تنتمي إلى الجزء الشرقي من جبال الألب الشملية. وهي جبال من الحجر الجيري تكتسي بالثلوج خلال فصل الشتاء.