الحب وتأثيراته على صحة الانسانالحب عاطفة متأججة لا ترتبط بسن أو زمن وتدفع الإنسان دفعا إلي كسر كل الحواجز وتحطيم القيود ويظل الإنسان في مراحل عمره المختلفة في عملية بحث دائم ومستمر عن الحب, ويؤكد العلماء أن الحب يولد في المخ, ومنه ينتقل إلي القلب فتحدث التفاعلات الكيميائية والعصبية التي تظهر أعراضها علي أجزاء الجسم المختلفة, ولا تختلف مشاعر الحب كثيرا في سن الخمسين عنها في مرحلة الشباب, بل يمكن أن نزعم أنها تكون أكثر توهجا وحميمية أوحسبما تقول الدكتورة لوسي فانسون في كتابها كيف يحدث الحب إن الحب ليس سوي نتيجة لإفراز كوكتيل من الهرمونات العصبية التي تجعلنا نشعر بتلك الخفة والسعادة وهي هرمونات الفيرومون والدوبامين والأندرومين والأسنيوسين والتي تجتمع كلها لهدف بيولوجي يدخل في إطار السعي إلي البقاء, وتحفز الإنسان علي مقاومة الأمراض وخصوصا أمراض المخ والقلب, هذه التحليلات هي ما حاولنا الكشف عن مدي
صحتها في التحقيق التالي.::
الدكتور هشام أبوالنصر, أستاذ المخ والأعصاب أوضح أنه كلما زادت صلات الإنسان الاجتماعية وقويت ازدادت قدرته علي مواجهة الأمراض خصوصا الأمراض النفسية والتي يعد الاكتئاب أخطرها, فمحافظة الإنسان علي الترابط العائلي والأسري تسهم في توسيع مجال أفكاره وتلعب دورا كبيرا في تأخير ظهور أعراض الشيخوخة عليه خصوصا شيخوخة المخ حيث يدعم الحب قدرات الإنسان الذهنية ويجعله في نشاط دائم لأن الوحدة التي تنتج عنها الإصابة بالاكتئاب تؤدي إلي خمول الذهن وانخفاض قدرته علي المتابعة ويصبح المخ عرضة للإصابة بالزهايمر لذلك ينصح الأطباء كبار السن بضرورة الدخول في علاقات إنسانية وعاطفية حتي يشغل جسمه وذهنه ويبعده عن التفكير في المخاطر التي يتعرض لها في هذه المرحلة السنية.
وقال الدكتور هشام إن الأشخاص الذين لا يتمتعون بعلاقات المودة والحب أكثر تعرضا للإصابة بجلطات المخ والقلب وتصلب الشرايين وضعف الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وفقدان الشهية والأرق وأمراض الشيخوخة واضطراب الانفعالات وآلام المفاصل وأخيرا السمنة الناتجة عن الأحزان والتشاؤم.
(( الحاقدين...والأشخاص المنعزلين...أنظروا ماينتج عن ذلك...))...
المجالات الكهرومغناطيسية....:: كبف؟؟!!
ويتفق معه الدكتور محمد أحمد صوان, أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة في أن عاطفة الحب تنشأ نتيجة توافق المجالات الكهرومغناطيسية المحيطة بجسم الإنسان مع من يحب والذي بدوره يمنح الطاقة للقلب والمخ خصوصا الفص الأمامي المسئول عن التفكير والذي بدوره ينشط الغدد لإفراز المواد الكيميائية والتي تمنع الإصابة بالكثير من الأمراض والجلطات التي تصيب خلايا المخ ويكثر انتشارها بين كبار السن, فالحب يمثل الدافع القوي للإنسان لمواجهة الأمراض لأن من يحب تتكون بداخله عاطفة حب الحياة ومواجهة أصعب المواقف بشكل يتميز بالتفاؤل لشعوره بوجود من يسانده ويدفعه لمواجهة مشاكل الحياة.
وأشار إلي أنه كلما ازداد الإنسان في السن سواء كان رجلا أم امرأة ازدادت تجاربه الشخصية والاجتماعية وانعكس ذلك علي خبراته الشخصية والاجتماعية سواء كانت عاطفية أم حتي اجتماعية مما ينعكس بالضرورة علي أسلوب تعامله مع الناس واستجابته للكثير من المواقف الإنسانية, وأضاف أن الارتباط العاطفي في سن متأخرة يختلف بالضرورة عن مرحلة المراهقة والتي تكون بها المشاعر متأججة وقابلة للتغيير والتبدل, أما في السن الأكبر فنتيجة لتراكم الخبرات يحاول الرجل أو المرأة عمل قائمة بالصفات التي يريدها في شريك الحياة ويرسم صورة كاملة متكاملة للشخص الذي يريد الارتباط به مما ينعكس بالضرورة علي قوة هذه العلاقة ويجعلها أكثر نضجا.
الآن...نتعرف الى ما يفعله الحب..بالقلب....
إذا كان الحب ينشط خلايا المخ ويساعدها علي مواجهة الكثير من الأمراض فماذا يفعل الحب بالقلب؟ وهو ما ستوضحه الدكتورة أمل السيسي أستاذ القلب بطب قصر العيني أن الضغط والحزن يؤثران بشكل خطير جدا علي القلب لأنهما يزيدان من إفراز هرمون الأدرينالين ويصبح الإنسان عرضة للإصابة بالاكتئاب والذي بدوره يقلل من قدرة الجسم علي مواجهة الكثير من الأمراض التي تصيب القلب.
وقالت إن الارتباط العاطفي يجعل الإنسان أكثر تفاؤلا وإقداما علي الحياة والذي ينشط الدورة الدموية ويحفز المخ علي ضخ كمية أكبر من الدم فيزداد نشاط الجسم وتدعم قدراته المناعية.
الآن...نتعرف على الشعور بالحرمان....
ويؤكد الدكتور ممدوح الشربيني أستاذ أمراض القلب أن مشاعر الحب التي يشعر بها الإنسان في سن المراهقة لا تختلف كثيرا مما يشعر به في سن الخمسين بل ربما تكون أكثر حميمية ودفئا لأن الإنسان في هذه السن يتولد لديه شعور بالحرمان سرعان ما يحاول إشباعه بالارتباط العاطفي.
وأضاف أن العلاقات الإنسانية عموما وعلاقة الحب بصفة خاصة تزيد من ثراء حياة الإنسان وتجنبه الإصابة بالاكتئاب الذي يعد السبب الرئيسي للإصابة بالكثير من الأمراض خصوصا أمراض القلب, فالذين يعيشون في وحدة عرضة أكثر من غيرهم بالإصابة بالذبحات الصدرية وجلطات القلب لأن قدرتهم علي مواجهة المشاكل والأزمات تضعف مما يؤثر علي قدرة تحمل القلب, لذا ينصح الأطباء مرضي القلب بضرورة التفاعل مع الناس والبحث عن العلاقات الاجتماعية السوية بعيدا عن المشكلات, فعلي الرغم من التأثيرات الإيجابية للحب علي صحة الإنسان إلا أنني أحذر من التأثيرات السلبية له والتي تنتج عن الانفصال عن الحبيب أو لحدوث خلافات بينهما يكون تأثيرها أقوي علي المرأة من الرجل لأن قوة تحملها للآلام ومقاومتها أقل لذا من الضروري أن يتأني الإنسان كثيرا ولا ينجرف في مشاعره حتي لا يؤثر ذلك علي صحته بمعني أن نحب ولكن بترو.
يعني لحد يستعجل على رزقــــــــــــــــــه
في حين يري الدكتور علي محمد عبدالعزيز, استشاري أمراض القلب بمعهد القلب, أن الإنسان يحب بمخه لأن المشاعر تحدث نتيجة الخبرات التي ينقلها النظر إلي المخ والذي يقوم بدوره بإرسال إشارات إلي القلب ليدق أسرع وتزداد قدرته علي ضخ الدم فيشعر بالحيوية والنشاط وهذا الأمر لا يرتبط بسن معينة ولا يوجد اختلاف بين ما يحدث للمحب في سن الشباب أو الشيخوخة من أعراض.
وقال إن التأثيرات الناتجة عن الحب لا تقتصر علي الجزء العاطفي بل تشمل كل علاقات الحب والتي تبدأ بحب الأسرة والأحفاد والأصدقاء والأبناء وينجلي في حب الإنسان لربه والذي له تأثير السحر علي صحة الإنسان لأنه يمنحه الكثير من الأحاسيس الجميلة التي تشعره بالدفء, وتدعم إقباله علي الحياة.
وأخيرا...شوفوا.نصيحة الأطباء..والعلماء..
لذا ينصح الدكتور بالحب في المراحل العمرية المختلفة لأنه يعد بمثابة أكسير الحياة الذي يبحث عنه العلماء لمواجهة الأمراض.
و أنا ..كما قال علي عليه السلام :
العشق مرض لا اجر فيه ولا عوض..
تحياتي لكم جميعا