كشف الدكتور هاني محمد المعلم استشاري طب الباطنة والروماتيزم المشرف العام على كرسي الشيخ الزايدي لأبحاث أمراض المفاصل والروماتيزم،عن نتائج دراسات أن 90% من الناس يعانون من آلام في الظهر في مرحلة ما من حياتهم. وقال إن الأمراض الروماتيزمية تزيد خطورتها عن أمراض عديدة، وتعد أكبر سبب يقود أعداداً متزايدة من المرضى إلى مراجعة العيادات بعد التهابات الجهاز التنفسي العلوي. ولفت إلى أن الدراسات بيّنت أن 1-2% من الناس يعانون من التهاب الروماتويد المفصلي عالمياً، مشيراً إلى أن 9 سيدات مقابل رجل واحد يصبن بالذئبة الحمراء والتي تعد من الأمراض الروماتيزمية أيضاً.
وأكد المعلم، بمناسبة إصداره لأول مرجع علمي سعودي في مجال أمراض المفاصل والروماتيزم حمل عنوان "مهارات طب الروماتيزم"، أن الأطباء لم يتوصلوا إلى الأسباب الحقيقية للأمراض الروماتيزمية، لكن المعروف حتى الآن أنها ترجع إلى عوامل وراثية وإلى الحالة المناعية. ولفت إلى صعوبة تشخيص مرض الروماتيزم خاصة في مرحلة مبكرة، كما يصعب بالتالي وصف العلاج الناجح نظراً لاتخاذ المرض أشكالاً عديدة ووجود عدة أسباب ومظاهر سريرية له تتداخل مع أمراض أخرى غير روماتيزمية.
وشدد المعلم على أهمية مراجعة المريض لأطباء الروماتيزم المختصين بمجرد الشكوى من آلام بالمفاصل لإجراء الفحص اللازم لتشخيص طبيعة المرض والعلاج الدقيق المناسب له، محذراً من اللجوء لأطباء غير متخصصين أو الاعتماد على وصفات شعبية من أعشاب أو تناول علاجات دون استشارة الطبيب لما يمكن أن تسببه من مخاطر على صحة المريض.
وكشف عن دراسة سعودية حديثة أجريت على 250 مريضاً بالتهاب المفاصل الروماتويدي نفذت في مكة والرياض وجدة وأبها بينت أن أمراض المفاصل الروماتويدي قد تستغرق 6 أشهر بين بدء ظهور أعراضها وبداية حدوث الآلام إلى أن يتم زيارة الطبيب. وأشارت إلى أن معظم المرضى يطلبون مساعدة أطباء جراحة العظام مما يؤخر الإحالة على طبيب الروماتيزم لنحو 30 شهراً ما يعد سبباً رئيسياً في تدهور الحالة وقد يؤدي إلى تعقد سبل العلاج مستقبلاً.
جدير بالذكر أن الدكتور المعلم دشن مؤخراً في جدة إصداره العلمي الذي يعد الأول من نوعه على مستوى أبحاث أمراض المفاصل والروماتيزم في السعودية وحمل عنوان "مهارات طب الروماتيزم"، وشارك في إعداده 51 استشارياً متخصصاً في أمراض الروماتيزم ومن تخصصات أخرى، وحضر المناسبة أكثر من 200 استشاري وطبيب أمراض روماتيزمية ومختصون في المجال الطبي بشكل عام.
ولفت المعلم إلى أن الكتاب الذي تأتي أهمية من كونه يمثل مرجعاً طبياً عالمياً يعكس صورة مشرقة للسعودية في المحافل الدولية ضم 22 فصلاً تم طرحها من خلال 3 أجزاء مهمة، معتبراً أن ذلك المؤلف من شأنه أن يسد فراغ علمي مهم في تدريب الأطباء المقيمين وأطباء الأسرة وطلبة الطب وحتى أطباء الروماتيزم، وتأهيلهم بالمهارات والقدرات اللازمة لزيادة نوعية وجودة الرعاية الطبية التي تقدم لمرضى أمراض الروماتيزم.