قال أكرم شاما أحد الشخصيات المطلعة على حياة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي عمل مساعدًا له بدءًا من عام 1984 حتى فترة حل حزب الرفاه الإسلامي بزعامة رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان إنه تم تطويق أردوغان من قبل بعض ضباط الجيش الذين عملوا في فترة ما قبل الثامن والعشرين من فبراير/ شباط الذي وقع فيه الانقلاب ما بعد الحداثي حتى تحالف أردوغان مع هؤلاء من أجل تحقيق مصالح مشتركة.
ويعد شاما أحد أبرز رموز حركة الرؤية القومية التركي “ميللي جوروش” منذ بداية انطلاقها، وينشر مقالاته الأسبوعية في صحيفة (MilliGazete) المعبرة عن فكر مؤسس الحركة رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان.
كما يعمل شاما في الوقت الراهن بجانب كتابة المقالات كعضو في مجلس إدارة حزب السعادة الإسلامي الذي أسسه أربكان.
وذكر شاما في تصريثحاته لصحيفة أوجور دوشونجه التركية (الفكر الحر) أنه “أثناء عمله في بلدية مدينة إسطنبول برفقة أردوغان كان هو المسؤول عن إدارة ميزانية البلدية في لجنة التخطيط والموازنة، وهناك لاحظ تغير أردوغان بمرور الوقت، حيث إنه بينما كان يحيط بالسيد أردوغان في بداية عهد رئاسته البلدية المناصرون لأفكار أربكان والمسؤولون في مقر حزب الرفاه في مدينتي إسطنبول وأنقرة، لاحظنا فيما بعد أنه قام بتصفيتهم حتى أحاط به الأغنياء والمشاهير وبعض ضباط الجيش المتقاعدين والأجانب الذين يتوافدون على البلدية بسيارات تحمل لوحات أجنبية، كل هذه الأمور تمت قبل الثامن والعشرين من فبراير/ شباط أي قبل الانقلاب العسكري ما بعد الحداثي، وأعتقد أن هذه المباحثات التي أجراها أردوغان مع تلك الأطراف آتت أكلها حتى تم إعلان تأسيس حزب العدالة والتنمية لتتمهد الأرضية الملائمة لوصول أردوغان إلى سدة الحكم عقب الانقلاب ما بعد الحداثي في تركيا”.
وفي حديثه حول عملية الإطاحة بحكومة حزب الرفاه ورئيس الوزراء نجم الدين أربكان من خلال انقلاب الثامن والعشرين من فبراير/ شباط وتأسيس حزب العدالة والتنمية قال شاما: “في النهاية تم حل حزب السيد أربكان، أما أردوغان فدخل السجن، ثم تبين لنا أن ذلك السجن لم يكن سوى عملية مدبرة وقصة وهمية لتقديمه كضحية وتلميع صورته لدى الرأي العام، حيث وصلتُ إلى هذه الحقيقة خلال زيارتي له في محبسه، إذ لاحظت أن مكان احتجازه أشبه بمساكن الملوك، إذ خصصت له غرفة للقاءات وغرفة استراحة وغرفة استقبال، وكان يتم تلبية جميع احتياجاته، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا هل من الممكن حدوث شئ كهذا في السجن الحقيقي؟
وتابع شاما: “سمعت في هذه الفترة أن أردوغان استقبل أثناء تواجده في السجن عديدا من الزوار من بينهم كبار الدبلوماسيين الأمريكيين في تركيا، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها أن هذه الزيارات كانت تستغرق أحيانا ساعات عدة، فيا تُرى فيما تحدث معهم وما هي الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال هذه اللقاءات؟”.
www.zamanarabic.com