عندما بدأت الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما جوائز الأوسكار في مايو 1929، لم يكن للأفلام الأجنبية مساحة فيها، خصوصاً أنها بدأت كجائزة رمزية، لكن مع الاهتمام المتزايد بالجائزة، شهدت تطوراً في ما يتعلق بأسلوب الترشيح وآلية اختيار الأفلام المتنافسة على جوائزها، لتضم جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي بدءاً من 1947 كجائزة فخرية من الأوسكار، لكنها أصبحت جائزة رسمية عام 1956، ويسمح لكل دولة بترشيح فيلم واحد للتنافس عليها.
على مدار تاريخ السينما المصرية، وحده {دعاء الكروان} نال شهادة تقدير خاصة من لجنة تحكيم الأوسكار عام 1960، وهو من إخراج هنري بركات، بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، أحمد مظهر وأمينة رزق، بينما كان الترشيح المصري الوحيد للفنان العالمي عمر الشريف لجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم {لورانس العرب} عام 1963، وهو الترشيح الذي لم يصل إليه أي فنان مصري آخر لغاية الآن.
ورغم ترشيح أفلام عدة لاحقا للمشاركة في الأوسكار بشكل ثانوي، إلا أن قلة حجزت مكانة لها في اهتمامات النقاد في هوليوود من بينها: {اللص والكلاب}، الذي قدمه شكري سرحان وشادية مع المخرج كمال الشيخ، وشارك عام 1962، بينما حظي فيلم {القاهرة 30} الذي قدمه المخرج صلاح أبو سيف مع سعاد حسني وأحمد مظهر بنقاشات جادة بين أعضاء لجنة التحكيم.
كذلك وصل فيلم {المومياء} الذي قدمه شادي عبد السلام إلى مرحلة متقدمة من التصفيات في جوائز الأوسكار عام 1971، بينما رشح فيلما {إمبراطورية ميم} لفاتن حمامة و{أين عقلي} لسعاد حسني عامي 1973 و1974 على التوالي كأفضل أفلام مصرية للمشاركة في الأوسكار، لكنهما استبعدا في المرحلة قبل الأخيرة.
وخلال السنوات الأخيرة لم يعد الترشيح للأوسكار يحظى باهتمام وزارة الثقافة التي تشكل لجنة سنوية لهذا الغرض، فيتكرر انعقادها بعد الموعد النهائي لإرسال الترشيحات، ما حرم السينما المصرية من الاشتراك في المراحل الأولى للمسابقة، ويعتبر خالد أبو النجا الفنان الوحيد في الجيل الجديد الذي وصل، من خلال فيلمه الفلسطيني {عيون الحرامية}، إلى مراحل متقدمة في المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي.
المصدر: وكالات