أحلام إمرأة عراقية
أمنياتي لها أوجه كثيرة فحيناً تكون بيضاء كالحمام المسافر يبحث عن وطن
وحيناً تكون خضراء كالأرض التي يحبها المطر
عندما يحبسني الحزن بين أطواقه
أطلق أحلامي تسافر
دون أن أخاف من إصطيادهم لها
فأنا أرسلها تتيمم بضوء الفجر
خلسة عن أعينهم
وأرشها بعطر الورد الذي لم يغرس بعد
وألبسها لون السماء التي رضيت عنها
فلا يعرفها أحد غيري
أحلامي كالورد تهدى في كل أوان
كالحب يولد في كل زمان
كالشمس تشرق في كل مكان
أحلم بصباح يلبس ثوباً أبيض
دون أن نخشى أن تمزقه الغربان
وبليل ساكن
يطبع على وسائد الصغار قبلات
حب وسلام
أحلم بالناس يفتحوا في الصبح نوافذهم للعصافير
ليطعموهم حبات قمح
ويمنحونهم ظلا إن خافوا
من صياد يتربص خلف الأشجار
أحلم أن أتنفس هوائك ياوطني
ليجدد الحياة في روحي
لاأن أتنفس منك هواءاً يخنقني
أن أشرب من نهريك ماءاً يرويني
لايزيد عطشي أو يقتلني
أحلم بأطفال يرسموا في دفاترهم أغصاناً وسنابل
لا رصاص وقنابل
أحلم أن أقرأ كتاباً تحت ضوء القمر
في هدوء لايغتاله ظلام غريب
وأن أكتب على أوراقي ماأشاء من أماني
فلا تسرقها مني لحظات الخوف والقلق
أحلم أنك قد عدت ياوطني
لذاكرة الحب التي غادرتها
دون أن تخبرنا عن موعد إنقضاء رحلة الألم
وتكفكف فيض الدموع
التي أغرقت أرضك
أحلم أن أراك مرة أخرى تمتطي صهوة الأبطال
أحلم بموسيقى وزهور
وزغاريد وأفراح
خبأناها في قلوبنا
ليوم توقع فيه الأرض والسماء
تأريخ حريتك