اشتون
ظاهر الزيارة المفاجئة وغير المعلنة من قبل وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر الى العراق هو متابعة خطة تحرير الموصل وتقديم الدعم الأميركي للعراق للخلاص من الارهاب، هكذا يقولون وهكذا يوحون.. لكن رد فعل القوى العراقية والشخصيات الوطنية على الزيارة يوحي بأهداف أخرى في باطنها العذاب ومطاليب أميركية جديدة أبعد ما تكون عن تحرير المحتل من أرض العراق والخلاص من داعش الذي صنعه الأميركان أنفسهم من سجن بوكا بالبصرة ودعمه الحلفاء بالمال والعتاد والفتاوى والجند وبتهريب النفط!.. بل العكس، تهدف الزيارة الكارترية الى تكريس احتلال العراق وفرض التقسيم الطائفي عليه باعتباره مشروع أميركا الاستراتيجي في المنطقة...
والتبرع بـ 560 عسكريا آخر يصادرون دماء العراقيين وانجازاتهم في تحرير الفلوجة والقيارة وقريبا الحويجة والموصل ـ ان شاء الله، يجعل عديد القوات الاميركية المنتشرة في العراق 4647 عسكريا موزعين على أهم القواعد العسكرية العراقية في الوسط والشمال.. في انتشار مريب يقطّع اوصال العراق الى ثلاثة اقسام ويحول دون وصول القوات الاتحادية العراقية وقوات الحشد الشعبي المرعبة للارهاب وحماتهم والتي تحملت اغلب اعباء التحرير في صلاح الدين والانبار والديالى وجنوب غرب كركوك، الى الموصل!
وما اختيار قاعدة القيارة المحررة أخيراً والتي لا تبعد سوى 40 كيلومترا جنوب الموصل والى الغرب من مخمور التي يسيطر عليها البيشمركة! كمركز جديد للعمليات الاميركية، الا محاوة واضحة هدفها قطع الطريق على الحشد الشعبي العراقي والحيلولة دون مشاركته في تحرير الموصل، وضمان حدود الاقليم الكردي الذي بدأ بالتوسع على حساب المحافظات العراقية الاخرى.
لذلك لم يكن غريباً ان يصدر رد فعل واضح وشديد من القيادي في الحشد الشعبي النائب هادي العامري، والذي أكد فيه ان الموصل ستحرر بسواعد العراقيين وتضحياتهم كما تحررت الفلوجة والقيارة.. وان العراق ليس بحاجة الى 560 جنديا أميركيا يحررون له أرضه..
كما اكد آخرون ان العراق لا يقف على مفرق طريق: إما داعش او أميركا ومشروع التقسيم.. بل سيبقى موحدا بدماء وجهود وتضحيات ابنائه من جميع المكونات والمحافظات.
ولا نشك ايضا، ان موقف العامري هذا والمدعوم من كل القوى الوطنية العراقية، هناك من امثال ابو رغال الموصل، من يعارضونه من القوى الطائفية والانفصالية وهؤلاء هم الذين يراهن عليهم آشتون كارتر والبيت الأبيض في مشروعه للعراق والمنطقة.. والعاقبة للعراقيين!
• علاء الرضائي
http://www.alalam.ir/news/1837840