هناك أسباب كثيرة جعلتهم يقومون بالجريمة النكراء لتهديم القبور المطهرة لأئمة البقيع نذكر أهمها :-
1- القضاء على الاسلام .
لم يكن هذا العمل إلا لأجل القضاء على الإسلام، فلذلك عمدوا على تدمير كل اثر يدل على حضارة الإسلام، وهدموا ذلك الاثر تمهيدا للقضاء على المؤثر، لأنك ان قضيت على مدلول الشيء تكون مهدت للقضاء على الشيء نفسه، وها هم يهدمون آثار الإسلام وقبور عظماء المسلمين لأنها دالة على وجود الإسلام، ولو تسائلنا من المستفيد من القضاء على الاسلام؟ لوجدنا حقيقة واضحة وهم اليهود، فلهم دور كبير توجيهي بهدم آثار الإسلام، فلذلك وكما قيل، أنهم توجهوا الى الاثر الباقي من باب خيبر فهشموها قطعةً قطعة!!! .
2- العداء لأهل البيت (عليهم السلام)
وهذا واضح جلي لأنه متوارث عندهم، مع العلم ان الذي أفتى بهدم القبور اعتمد بفتواه على ابن تيمية وابن تيمية هذا يقول (ان علي بن أبي طالب لم يصح إسلامه لأنه اسلم صبيا ) !!!.
3- القضاء على ذكر أهل البيت (عليهم السلام)
من الامور التي تكشف عن إنساناً وماله من أهمية عند الله أو في المجتمع، هو تقديس الناس واحترامهم له بسبب صلاح سيرته وتقواه، وخير دليل على هذا، القصة التي حصلت مع الإمام السجاد عليه السلام كما جاء في الرواية إن هشاماً بن عبد الملك عندما توجه بخدمه وحراسه لحج بيت الله الحرام اراد الوصول الى الحجر الاسود فلم يستطع بسبب زخم الحجاج، فجلس في مكان حتى يخف الزخم، واذا بالإمام السجاد يتوجه نحو الحجر الاسود فانفرج له الحجاج سماطين واخذوا يتبركون به حتى وصل الحجر الاسود فلما راه احد الجالسين قال لهشام من هذا فأنكره!! (قال لا اعرف!) فوقف الفرزدق معرفا الإمام بقصيدته الرائعة، التي جاء منها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
ومن جملة الطرق التي يتخذها الناس لتقديس عظمائهم هي تخليد آثارهم وبناء قبورهم، فوجود قبور العظماء أو الآثار دلالة على مكانة اصحاب تلك القبور، وبما ان مكة والمدينة تأتيها الحجاج من كل بقاع العالم وقبور البقيع مشيدة، فإنها ستثير التساؤل عن اصحاب تلك القباب، وتلفت النظر إليهم، وكيف حصلوا على هذه المكانة، مما يؤدي لإنحياز ذوي العقول إلى مذهبهم، لأن الجواب سيأتي كجواب الفرزدق لهشام( هؤلاء خير الناس كلهم).
4- الحسد
لا يتحمل الحاسد ان يرى النعمة بادية على أخيه المؤمن أو المسلم بل يسعى وبكل الطرق الى ازالة هذه النعمة، فلذلك أمر الله عز وجل بالاستعاذة منه (ومن شر حاسد اذا حسد)الفلق/5 وبعض آيات القرآن تحدثت عن جرائم القتل التي كان الباعث لها الحسد، كحسد قابيل لأخيه هابيل، وحسد اخوة يوسف ليوسف، ومن قتل اهل البيت عليهم السلام لم يكن الا حسدا بهم والإمام الباقر عليه السلام يقول في تفسير الآية ( ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) النساء 54 يجيب (نحن المحسودين)، نعم وهؤلاء هدموا قبور الأئمة حسدا لأنهم وجدو أهل البيت عليهم السلام وذريتهم امتازوا في الدنيا بتلك الأضرحة والقباب المشيرة والدالة على شرفهم ومكانتهم عند الله عز وجل في الدنيا والآخرة، في الوقت الذي ذهب فيه الحاسدون وأئمتهم الى مزبلة التاريخ.