قصة قصيدة انا وليلى
شعر ... حسن المرواني
كان حسن المرواني شابا من أهالي الزعفرانية وهي منطقة من مناطق بغداد وكان هذا الشاب شاباً رزنا خلوق ومن أسرة فقيرة
ودخل الى كليه الآداب جامعة بغداد فتعلق قلبه بالفتاة الكركوكيه
أي من محافظة كركوك وتدعى ( سندس ) وأما إسم ليلى فهو إسم الكنية عن الحبيبة في الشعر العربي
وتقدم لمصارحتها بحبه لكنها صدته وما كان منه إلا وعاود الكرة معها بعد عامين و عادت وصدته فتفجر شاعرية و كلام لم يرتقي له أي كلام في هذا العصر ومن محب جريح وبعد أن خطبت الفتاة لشخص غني منتسب الى نفس الكلية قالها حسن المرواني والقاها مكسر القلب فائض الشاعرية في إحدى قاعات كليه الآداب وكانت سندس موجودة وعند إنتهائه من القصيدة خرجت سندس من القاعة مسرعة تبكي وطالب الحضور من الشاعر إعادتها فوافق بشرط أن تعود سندس الى القاعة وفعلا أقنعوعا وعادت والقاها مرة أخرى
أما عن كيفية حصول كاظم الساهر على القصيدة
في فتره الثمانينات كانت تصدر جريدة شبابية الأكثر إنتشارا في الوسط الشبابي في العراق وكانت متميزة في كل شيء وكانت من ضمن صفحات هذه الجريدة صفحة للمساهمات الشعرية وفي أحد الأعداد تضمنت هذه القصيدة فوقعت العين الساهرية على هذه
الكلمات الرائعة فأخذ بالبحث ولكثرة مدعين كتابتها لجأ كاظم الساهر
الى طريقة أكمل القصيدة وكل من أدعى كتابتها لم يستطع إكمالها حتى وصل الى كاتبها الحقيقي وهو الشاعر المبدع ( حسن المرواني) وقضى كاظم 8 سنوات ينوع بلحنها الى أن وصل الى صاحب القصيدة فثبت على اللحن الرائع
والذي ساعد كاظم بالوصول الى الشاعر الحقيقي هو إبن خالة الشاعر
وكان الشاعر حينها يعمل في مجال التدريس في ليبيا
هناك شعراء اخرون طعنوا بحسن المرواني وهم الشاعر خالد الشطري وهادي التميمي وفى سجال طويل لم يحسم الى اليوم
يا ليلى كثيرا ما يسألوني ما دامت قد رفضتك
لماذا لا تبحث عن واحدة أخرى؟؟
أتدرين ما كنت أقول لهم ؟!!
لا بأس أن أشنق مرتين
لا بأس أن أموت مرتين
ولكني وبكل ما يجيده الأطفال من إصرار
أرفض أن أحب مرتين
دع عنك لومي وأعزف عن ملاماتي
إني هويت سريعا ًمن معاناتي
ديني الغرام ودار العشق مملكتي
قيس أنا وكتاب العشق توراتي
ما حرم الله حباً في شريعته
بل بارك الله أحلامي البريئاتِ
أنا لمن طينة والله أودعها
روحا ترف بها روح المناجاتي
دع العقاب ولا تعذل بفاتنة ٍ
ما كان قلبي نحيت في حجاراتي
إني بغير الهوى أخشاب يابسةٍ
إني بغير الهوى أشباه أمواتـي
يا للتعاسه من دعوى مدينتنا
فيها يعد الهوى كبر الخطيئات
نبض القلوب مورق عند قداستها
تسمع أحاديث الخرافات
عبارة علقت في كل منعطف
أعوذ بالله من تلك الحماقات
عشق البنات حرام في مدينتنا
عشق البنات طريق للغوايات
إياك أن تلتقي يوما ًبإمرأه
إياك إياك أن تغزي الحبيباتِ
إن الصبابه عار في مدينتنا
فكيف لو كان حبي للأميراتِ
سمراء ما حزني عمر أبدده
ولكن عاشقا ً والحب مأساة
الصبح الى الأزهار قبلته
والعلقم المـُر قد أمسى بكاساتي
يا قبلة الحب يا من حيث أنشدها
شعرا ً لعل الهوى يشفي جراحاتي
دوت أزهر الروح وهي يابسة
ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
ماتت بمحراب عينيك إبتهالاتي
وأستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي
وما أثمرت شيئا عباداتي
أنا الذي ضاع لي عامان من عمري
وباركت وهمي وصدقت إفتراضاتي
عامان ما رق لي لحن على وتـر
ولا أستفاقت على نور سماواتي
أعتق الحب في قلبي وأعصره
فأرشف الهم في مغبر كاساتي
وأودع الورد أتعابي وأزرعه
فيورق الشوك وينمو في حشاشاتي
لو صافح الظل أوراقي الحزينات
ما مضر لو أن منك جاء شيئا
تحقد تنتفض الآمي المريرات
سنين تسع مضت والأحزان تسحقني
ومت حتى تناستني حبابات
تسع على مركب الأشواق في سفر
والريح تعصف في عنف شراعات
طال إنتظاري متى كركوك تفتح لي
دربا ً اليها فأطفأ نار آهات ِ
متى سأجر الى كركوك قافلتي؟
متى ترفرف يا عشاق راياتي؟
غدا سأذبح أحزاني وأدفنها
غدا سأطلق أنغامي الضحوكات
ولكن ولكن للعشاق قاتلتي
إذ أعقب فرحتي شلال حيراتي
فعدت أحمل نعش الحب مكتئبا
أمضي البوادي وأسفاري قصيرات
ممزق أنا لا جاه ولا تـرف
يغريك في فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيف من جراحاتي
كل القناديل عذب نورها وأن تظل
تشكو نضوب الزيت مشكاتي
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضه
حبي ولكن عسر الحال مأساتي
فليمضغ اليأس آمالي التي يبست
وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي
عانيت لا حزني أبوح بـه
ولست تدرين شيئا عن معاناتي
أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة
علي أخبي عن الناس إحتضاراتي
لا الناس تعرف ما خطبي فتعذرني
ولا سبيل لديهم في مواساتي
لاموا إفتتاني بزرقاء العيون ولو
رأوا جمال عينيك ما لاموا إفتتاني
لو لو يكن أجمل الألوان أزرقها
ما أختاره الله لونا للسماوات
يرسوا بجفني حرمان يمص دمي
ويستبيح إذا شاء إبتساماتي
عندي أحاديث حزن كيف أبوح بها؟!!!
تضيق ذرعا بي أو في عباراتي
ينـز من صرختي الذل فسألـه
لمن أبت ؟ تباريج المريضات
معذوره أنت إن أجهضت لي أملي
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعت في عرض الصحراء قافلتي
فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي
وجئت أحضانك الخضراء منتشيا
كالطفل أحمل أحلامي البريئات
أتيت أحمل في كفي أغنية
أصبرها كلما طالت مسافاتي
حتى إذا إنبلجت عيناك في الأفق
وطرز الفجر أيامي الكئيبات
غرست كفك تجتثين أوردتي
وتسحقين بلا رفق مسراتي
وغربتاه مضاع هاجرت سفني عني
وما أبحرت منها شراعاتي
نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي
ومزقوا كل أشيائي الحبيبات
خانتك عيناك في زيف وفي كذب
أم غرك البُهرج ُالخداع مولاتي
توغلي يا رماح الحقد في جسدي
ومزقي ما تبقى من حشاشاتي
فراشة جئت القي كحل أجنحتي
لديك فأحترقت ظلما ًجناحاتي
أصيح والسيف مزروع في خاصرتي
والقدر حطم آمالي العريضات
هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟
وهل ستشرف عن الصبح وجناتي
ها أنت أيضا كيف السبيل الى أهلي
ودونهم قفر المنارات
كتبت في كوكب المريخ لافتةً
أشكو بها الطائر المحزون آهاتي
وأنت أيضا ألا تبت يـداك ِ
إذا آثرتي قتلي وأستعذبت أناتي
من لي بحذف أسمك الشفاف من لغتي
إذا ً ستمسي بلا ليلى حكاياتي