تشير تقديرات الهيئة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور بالطرق السريعة أن هناك مائة ألف حادثة من حوادث السيارات التى تقع فى الولايات المتحدة كل عام سببها المباشر شعور السائق بالإجهاد والنعاس وأن من 20إلى 57 فى المائة من الحوادث القاتلة ترتبط بنعاس السائق! وتؤكد الدراسات أن الحرمان من النوم هو السبب الرئيسى وراء هذه الظاهرة، فالأشخاص الذين يبقون مستيقظين لأكثر من 15 ساعة هم الأكثر عرضة لهفوات فقدان الانتباه والنوم على الطريق ويلى ذلك مجموعة من اضطرابات النوم أكثرها شيوعا «انقطاع النفس أثناء النوم» وأشهر أنواعه النوع الاختناقى الذى يكون مصحوبا بغطيط (شخير) أثناء الليل مع فترات قصيرة متتابعة من توقف التنفس وبالتالى نقص نسبة الأكسجين وزيادة ثانى أكسيد الكربون مع يقظات متكررة مما يؤثر على كفاءة النوم وبالتالى يشعر الشخص المصاب بعد استيقاظه بالكسل والنعاس طوال الوقت، خاصة مع عدم وجود مؤثرات مثل القيادة على الطرق السريعة لمسافات طويلة. وهناك أيضا مرض «الخدار» أو «النوم القهرى» حيث تنتاب المريض نوبات من النوم المفاجئ لا يستطيع مقاومتها ولا تستمر كثيرا ولكنها تتكرر وربما تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل شلل النوم وفقدان القوة العضلية أو الهذيان وترجع أسباب المرض إلى عوامل وراثية وخلل بالمناعة الذاتية. وجدير بالذكر أن هناك الكثير من الأمراض العضوية من أعراضها الميل للنعاس أثناء النهار مثل نقص هرمون الغدة الدرقية وأمراض الكبد واضطرابات الجهاز العصبى ويجب ألا ننسى هنا «سوء استخدام المواد والعقاقير» وهى عادة تنتشر -للأسف- بين السائقين على زعم أنها تزيد من انتباههم وقدرتهم الذهنية ،وهى فى الحقيقة تسبب عكس ذلك بالإضافة إلى أضرارها الأخرى المختلفة. ولتجنب مثل هذه الظاهرة ينصح بعدم القيادة بعد فترات الحرمان من النوم وإذا شعر المرء بثقل رأسه أثناء القيادة خاصة فى الرحلات الطويلة فعليه أن يتخذ جانب الطريق ويأخذ قسطا كافيا من النوم ولا يعد الكافيين بديلا عن النوم وأيضا التحدث مع الآخرين وتشغيل موسيقى صاخبة، وكل هذه الإجراءات التى من شأنها أن تزيد من انتباه الفرد ليس لها إلا فائدة بسيطة وربما لا فائدة على الإطلاق! وفى المؤتمر الأخير للرابطة الدولية لطب النوم بكندا كان هناك شعار «نحو قيادة آمنة» الذى اتخذ أيضا عنوانا لليوم العالمى للنوم فى مارس الماضى ويوصى خبراء النوم بضرورة الاهتمام بفحص السائقين وربما خضوعهم للاختبارات الخاصة باضطرابات النوم مثل «معمل النوم» عند الحاجة وذلك قبل إعطائهم الترخيص المطلوب للقيادة، وأفضل نصيحة يمكن اتباعها هنا تتلخص فى الآتى: «نم جيدا، تقد آمنا وتصل سالما»!
منقول