وفاة نبي الله آدم عليه السلام

عندما مرض نبي الله آدم عليه السلام فدعا ابنه شيثا ( هبه الله باللغة العربية ) و قال: يا بنى ان اجلى قد حضر وانا مريض فان ربي قد انزل من سلطانه ما قد ترى، وقد عهد إلى فيما قد عهد ان اجعلك وصيي وخازن ما استودعني، وهذا كتاب الوصيه تحت راسى وفيه اثر العلم واسم الله الاكبر، فإذا انا مت فخذ الصحيفه واياك ان يطلع عليها أحد وان تنظر فيها إلى قابل في مثل هذا اليوم الذي يصير اليك فيه، وفيها جميع ما تحتاج إليه من امور دينك ودنياك وكان آدم صلوات الله عليه نزل بالصحيفه التي فيها الوصيه من الجنة. ثم قال آدم لشيث صلوات الله عليهما: يا بنى إني قد اشتهيت ثمره من ثمار الجنة، فاصعد إلى جبل الحديد، فانظر من لقيته من الملائكة، فاقراه منى السلام وقل له: ان أبي مريض و هو يستهديكم من ثمار الجنة، قال: فمضى حتى صعد إلى الجبل فإذا هو بجبرئيل في قبائل من الملائكة صلوات الله عليهم. فبداه جبرائيل بالسلام، ثم قال: إلى اين يا شيث ؟ فقال له شيث: ومن انت يا عبد الله ؟ قال: انا الروح الامين جبرئيل، فقال: ان أبي مريض وقد ارسلني اليكم، وهو يقرئكم السلام ويستهديكم من ثمار الجنة، فقال له جبرئيل عليه السلام: وعلى ابيك السلام يا شيث، اما انه قد قبض وانما نزلت لشانه، فعظم الله على مصيبتك فيه اجرك واحسن على العزاء منه صبرك، وآنس بمكانه منك عظيم وحشتك ارجع فرجع معهم ومعهم كل ما يصلح به امر آدم صلوات الله عليه وقد جاؤا به من الجنة. فلما صاروا إلى آدم كان اول ما صنع شيث ان اخذ صحيفه الوصيه من تحت راس آدم صلوات الله عليه فشدها على بطنه فقال جبرئيل عليه السلام: من مثلك يا شيث ؟ قد اعطاك الله سرور كرامته والبسك لباس عافيته، فلعمري لقد خصك الله منه بامر جليل. ثم ان جبرئيل عليه السلام وشيثا اخذا في غسله، واراه جبرئيل كيف يغسله حتى فرغ منه، ثم اراه كيف يكفنه ويحنطه حتى فرغ، ثم اراه كيف يحفر له. ثم ان جبرئيل اخذ بيد شيث، فاقامه للصلاه عليه كما نقوم اليوم نحن، ثم قال: كبر على ابيك سبعين تكبيره، وعلمه كيف يصنع. ثم ان جبرئيل عليه السلام امر الملائكة ان يصطفوا قياما خلف شيث كما يصطف اليوم خلف المصلى على الميت، فقال شيث: يا جبرئيل أو يستقيم هذا لي وانت من الله بالمكان الذي انت فيه ومعك عظماء الملائكة فقال جبرئيل: يا شيث الم تعلم ان الله تعالى لما خلق اباك آدم اوقفه بين الملائكة وامرنا بالسجود له، فكان امامنا ليكون ذلك سنه في ذريته، وقد قبضه الله اليوم وانت وصيه و وارث علمه وانت تقوم مقامه، فكيف نتقدمك وانت امامنا ؟ فصلى بهم عليه كما امره. ثم اراه كيف يدفنه، فلما فرغ من دفنه وذهب جبرئيل ومن معه ليصعدوا من حيث جاؤا بكى شيث ونادى يا وحشتا فقال له جبرئيل: لا وحشه عليك مع الله تعالى يا شيث، بل نحن نازلون عليك بامر ربك وهو يؤنسك فلا تحزن، واحسن ظنك بربك، فانه بك لطيف وعليك شفيق. ثم صعد جبرئيل ومن معه، وهبط قابيل من الجبل وكان على الجبل هاربا من أبيه آدم صلوات الله عليه ايام حياته لا يقدر ان ينظر إليه فلقى شيثا، فقال يا شيث: إني انما قتلت هابيل اخى لان قربانه تقبل ولم يتقبل قربانى، وخفت ان يصير بالمكان الذي قد صرت انت اليوم فيه وقد صرت بحيث اكره، وان تكلمت بشئ مما عهد اليك به أبي لاقتلنك كما قتلت هابيل.

المصدر :

كتاب قصص الأنبياء ، تأليف قطب الدين الراوندي



https://www.dorar-aliraq.net/blog/entry.php?b=17391