خَارت قواها أجُهشتْ بالبكاء فبكل زفيرٍ و شهيق تقتلُ أمانيها الأبدية
بدا الحزنَ يدثرها و شيئاً من التعاسة تحتويها حتى الجدران تشوهت و أغَلقت نَوافذ السَعادة
أصبحَ المكان مظلماً جداً و مخيف
و هَي تحولُ الجمالَ إلى قبح .. و نحيبها يسدلُ على الضوء ظلامٌ لا نهاية له
كأنها لعنة تصيبُ المكان لتُفقِدَه المَعَالم
و في أمواج حزنها تُبحر تَلتقطُها دوامات التعاسة لتغوصَ بها للأعماق فتعيدُ لها كُل الأحَزان المَوْءُودةُ
تبعثرُ لها الصور ترددُ لها الكَلمات لتَزِيدَ على الحزنِ غيضٌ فَينفجرُ في كَيانها التحسَّرَ
أيقنتَ أنها من فُتَات الأحلام المُتناثرة خُلقت فليسَ لها نصيبٌ في التَحقق
فمنذُ البدء تَخلت الحياةُ عَنها ألقتها في سَراديب الضَياع تَتلحفُ الأماني و تَنُظر للأحلام المَاكثة بين الغُبار
و تفيض تلكَ الجدران التي التَهمتها العثة بشيءٍ من أمل سوداوي
ودخَان يتسللُ من أسفلِ الباب يُخفي ثُقوب الأرضيةِ معلناً انعِزَالُها
فاضت عَيناها من الدمع عندما رأت حَقيقة حَالها
تَسكنُ العتمة و ظلماتٍ تلتحمُ مع الهواء فتبعدها عن النور
حاولت استرداد أنفاسها الهاربة من صدرها و بدأت تمتمُ بأحرف يلتهمها البكاء في حناجرها
و بكت و بكت و بكت .. و لم تنطق بشيء !!