بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صل على محمد وأل محمدقال تعالى :{ وَ لا تَستَوِى الحَْسنَةُ وَ لا السيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتى هِىَ أَحْسنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَك وَ بَيْنَهُ عَدَوَةٌ كَأَنَّهُ وَلىُّ حَمِيمٌ}
رغم التقدم العلمي الدقيق ، والتطور المادي التجريبي الواسع فإنه مازال يساير ما هو خارج النفس وما زالت العلل النفسية التي ازدادت واستمكنت بشكل واضح تمثل آفات قلبية خطيرة حاكية عن أمراض نفسية فتاكة لا يجد الإنسان الغارق في زمكانية الحياة منها خلاصاً وفلتة .
ومن هذه الآفات( حب التشفي ـ وإرواء الغليل ) والمتأمل في هذه الآفة يجد أن السبب المنتج للرغبة في التشفي من الآخرين هو انعدام أو ضعف الإيمان واضطراب الجانب التربوي وقلة المرؤة وحب الذات المسبب للعداوة والبغضاء، التي هي آفات في حد نفسها .
فنحن نرى كثيراً أن من حصل له أذىً ما من الغير ماديا أو معنويا فإن القلب يشحن غيظاً وغضباً عليه وبسبب عدم المسارعة إلى الصلح وتطييب الخواطر، وإصلاح ذات البين ـ يتمكن الحقد وتنشأ البغضاء على من يكرهه وتزداد الأمور سوءاً إذا كان الفردغير متسامح وبه نوع كبر فإن الحقد يملك قلبه ويدفعه للتشفي والانتقام من غريمه ، فإن عجز عن ذلك التشفي مباشرة إنتظر صروف الزمان ومحن الأيام واكتفى بالتفرح عليه بوقوع حادث أو خسارة مالية أو فشل مصداقاً لمفهوم الإنتقام ... !!
ومن أسباب الإصابة بهذه الآفة النفسية قلة التآلف والمخالطة فتجد الفرد مثلاً يطلب الرياسة وحب الظهور والأنانية وكلها معدات تثير وساوس النفس من الحسد والحقد على الأفضل وتغري المرء إلى إظهار معايب وعورات خصومه مقنعاً نفسه أن الوصول إلى النجاح يكون بهذه الطريقة فإنه بعد عجزه يتجه إلى تشويه سمعة منافسيه رغبة في التشفي وربما تبلغ الآفة مبلغها من القلب حتى نراه يبالغ في كراهية المخالفين له ويعاشرهم بالحقد حتى وهم أموات ... والعياذ بالله تعالى من ذلك.
ومن أخطر أحوال آفة التشفي أنها قد تدفع صاحبها للمكابرة والمغالطة ومخالفة الحق وعدم قبوله، وترك الإنصاف مع المخالفين ، فإذا وجد الشخص الحق مع الآخر فإنه لا يقبله ولا يعترف بأي فضل يخصه ويتشيث برأيه مع يقينه أنه على خطأ؛ طمعاً في إظهار المقابل بمظهر الباطل دون أي موضوعية يلتزم بها سوى منطق الإنتقام و منطق الشغب على الآخرين والمزايدة علي حقهم بدافع التشفي.
وقد ذكر القرآن الكريم الطريقة المثلى للتعامل مع أذى الآخرين حتى من كان منهم بمنزلة العدو قال الشيخ الشيرازي في الأمثل ((يجب عدم الرّد بالمثل حيال المساوىء والأحقاد التي قد تطفح من الخصم، بل يجب سلوك طريق الرأفة والحبّ والعفو ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا، إذ أنّ الرّد بهذا الأُسلوب الودود يؤثر كثيراً في تليين قلوب الأعداء المعاندين، كما يقول القرآن الكريم ويحث على ذلك: (أدفع بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنّه ولي حميم) أي إدفع الباطل بالحق، والجهل والخشونة بالحلم والمداراة، وقابل الإساءة بالإحسان، فلا ترد الإساءة بالإساءة، والقبح بالقبح، لأنّ هذا أسلوب من همّه الانتقام، ثمّ إنّ هذا الأسلوب يقود إلى عناد المنحرفين أكثر.))
وفي فلسفة هذا ابرنامج التربوي أنه يعتبر من أهم وأبرز طرق وأساليب الدعوة حيال الأعداء والجهلاء والمعاندين كون من يقوم بالسيئة ينتظر الجواب و الرد بالمثل لأن المتعارف أحياناً قد يكون جواب السيئة الواحدة عدة سيئات في عادة الناس في خصوماتهم فعندما يرى البادي المسيء أن المقابل لا يرد السيئة بالسيئة وحسب، بل يبدلها بحسنة عند ذاك يمكن أن يحدث التغيير في سلوكه ويؤثر ذلك على ضميره بالإيقاظ وربمايخجل ويحس وينظر بعين التقدير والأكبار إلى من أساء إليه.
http://www.almurtadha.net/forums/showthread.php?22661-
هذه تربية علي (ع)