بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل في ذكر الغنى والفقر(1)
قال رسول الله صلى الله عليه واله : « ليس الغنى(2) كثرة الحرص، وإنما الغنى غنى النفس ».
وقال عليه واله السلام : «ثلاث خصال من صفة أولياء الله تعالى : الثقة بالله في كل شيء ، والغنى به عن كل شيء ، والإفتقارإليه في كل شيء ».
وقال صلى الله عليه وآله : «ألا اُخبركم بأشقى الأشقياء؟» قالوا: بلى يا رسول الله ، قال : «من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة» نعوذ بالله من ذلك.
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : «الفقريخرس الفطن عن حجته ، والمقلّ غريب في بلدته ، ومن فتح على نفسه باباً من المسألة فتح الله عليه باباً من الفقر».
وقال : «العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى» .
وقال : «من كساه الغنى ثوبه ، خفي عن الناس عيبه ».
وقال: «من أبدى إلى الناس ضره فقد فضح نفسه، وخير الغنى ترك السؤال، وشر الفقر لزوم الخضوع».
وقال : «استغن عن من شئت تكون نظيره ، واحتج إلى من شئت تكون أسيره، وأفضل على من شئت تكن أميره»[وقال عليه السلام:](3) «لاملك أذهب للفاقة من الرضا بالقنوع».
وروي أن الماء نضب عن (4) صخرة فوجد عليها مكتوباً : إنما يتبين الغني والفقير بعد العرض على الله عز وجل .
وقال رجل للصادق عليه السلام : عظني ، فقال : «لاتحدث نفسك بفقر، ولا بطول عمر».
وقيل: ما استغنى أحد بالله ، إلا افتقر الناس إليه .
وقيل : الفقير من طمع والغني من قنع(5).
وانشد أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
ادفع الدنيا بما اندفعت * وأقطع الدنيا بما انقطعت
يطلب المرء الغنى عبثاً * والغنى في النفس لو قنعت
____________
1 ـ كنز الفوائد : 288 ـ 289، وفيه تمام الفصل.
2 ـ في المصدر زيادة في .
3 - أثبتناه من المصدر.
4 - في المصدر: صب على.
5 - في الأصل : اقنع، وما أثبتناه من المصدر.

المصدر :اعلام الدين في صفات المؤمنين