كرّادة ألطفِّ الوليدِ تمهّلي
الشاعر / حامد عبدالحسين حميدي
صَبراً عَلينا أيُّها المَوتُ الذي
خَطفَ الأحبّةَ كلّهم مِن دَارِ
كَيفَ ارتضَينا أنْ تفرّقَ شملَنا
أوْ أن تشيّعَ نعشَهم بغبار ِ ؟!
للهِ شَــــكوانا الذي لا غيرهُ
يُجلي الحقيقـــةَ كلّها بقرارِ
شبّانُنا ، أكبادُنا ، يا ويلَنا ؟!
جثثٌ تغصُّ ورُوحُها في نارِ
لوعاتُ قلبِ الأمِّ مَهدٌ حاضِنٌ
مازالَ يــَـروي فُجْعَةَ الأقمار ِ
" كرّادةَ "ألطفِّ الوَليدِ تمهّلي
عيدٌ لِينزفَ من دمِ الإبرارِ
وكَذا السّواد يلفُّ كُلَ عيُونِنا
حتّى اصطلى في وقدةِ الأخطارِ
ما بينَ مَحروقٍ يشقُّ جيوبَها
غلواؤها في صَرخةِ الأنظارِ
أو بينَ مفقودٍ نَحسُّ بفقدهِ
نطوي الأسى في حَسرةِ الآثارِ
أمّاهُ يا بغدادُ صَبراً إنّنا
لا، لنْ نساومَ زُمرة َ الأشرارِ
بل نحملَ القلبَ الجَريحَ وكلّنا
هِممٌ تُطالبُ حقَّها في الثارِ
وعَلى الحكومةِ أنْ تراجعَ نفسَها
زيفُ السّياسةِ مَربِط ٌ مِن عارِ
جهلُوا وبانَ الزّيفُ فيهم شارةً
فأســــاسُهم بالمَكرِ لا الأفكار ِ
هم داعشٌ لا غيرهم يا شعبَنا
فحَذارِ من جُرمٍ يُخطُّ حذارِ
الثأرُ فينا صَحوةُ الشّعب الذّي
ضَحّى بُعيْدَ عَشِيَّةِ الإفطار ِ
ثورُوا وذلّوا مَن بَغى إذلالكم
أعناقــهم فِي لُعبةِ المِضمارِ
للهِ درُّكَ يا عرَاق ُ لأنّكَ
صَوتٌ يَقضُّ مَضاجعَ الفجّارِ
إلى أرواح أبناء العراق الذين سقطوا ظلما وعدوانا بسبب فشل الحكومة العراقية في جهازها الأمني والاستخباراتي وتواطؤهم في "فاجعة الكرّادة"
لنعلن أن عيدنا هذا هو (عيد التعزية) إنا لله وإنا إليه راجعون .
6 / 7 / 2016