النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

درسٌ في الرسم | نزار قباني - Nizar Qabbani

الزوار من محركات البحث: 8 المشاهدات : 414 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    тнє мαѕтєя
    OffLine
    تاريخ التسجيل: March-2016
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,414 المواضيع: 1,596
    صوتيات: 35 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 1031
    موبايلي: SONY Z3
    الاتصال: إرسال رسالة عبر AIM إلى OffLine
    مقالات المدونة: 4

    درسٌ في الرسم | نزار قباني - Nizar Qabbani




    1

    يَضَعُ إبني ألوانه أَمامي
    ويطلُبُ مني أن أرسمَ لهُ عُصْفُوراً..
    أغطُّ الفرشاةَ باللون الرماديّْ
    وأرسُمُ له مربَّعاً عليه قِفْلٌ.. وقُضْبَانْ
    يقولُ لي إبني، والدَهْشَةُ تملأ عينيْه:
    ".. ولكنَّ هذا سِجْنٌ..
    ألا تعرفُ ، يا أبي ، كيف ترسُمُ عُصْفُوراً؟؟"
    أقول له: يا وَلَدي.. لا تُؤاخذني
    فقد نسيتُ شكلَ العصافيرْ...

    2

    يَضَعُ إبني عُلْبَةَ أقلامِهِ أمامي
    ويطلُبُ منّي أن أرسمَ له بَحْراً..
    آخُذُ قَلَمَ الرصاصْ،
    وأرسُمُ له دائرةً سَوْدَاءْ..
    يقولُ لي إبني:
    "ولكنَّ هذه دائرةٌ سوداءُ، يا أبي..
    ألا تعرفُ أن ترسمَ بحراً؟
    ثم ألا تعرفُ أن لونَ البحر أزْرَقْ؟.."
    أقولُ له: يا وَلَدي.
    كنتُ في زماني شاطراً في رَسْم البِحارْ
    أما اليومَ.. فقد أخذُوا مني الصُنَّارةَ
    وقاربَ الصيد..
    وَمَنَعُوني من الحوار مع اللون الأزرقْ..
    واصطيادِ سَمَكِ الحرّية.

    3

    يَضَعُ إبني كرّاسَةَ الرَسْم أمامي..
    ويطلبُ منّي أن أرسُمَ له سُنبُلَة قَمحْ.
    أُمْسِكُ القلم..
    وأرسُمُ له مسدَّساً..
    يسخرُ إبني من جهلي في فنّ الرسمْ
    ويقولُ مستغرباً:
    ألا تعرف يا أبي الفرقَ بين السُنْبُلَةِ .. والمُسدَّسْ؟
    أقولُ يا وَلَدي..
    كنتُ أعرف في الماضي شكْل السنبلَهْ
    وشَكْلَ الرغيفْ
    وشَكْلَ الوردَهْ..
    أما في هذا الزمن المعدنيّ
    الذي انضمَّت فيه أشجارُ الغابة
    إلى رجال الميليشْيَاتْ
    وأصبحت فيه الوردةُ تلبس الملابسَ المُرقَّطَهْ..
    في زمن السنابلِ المسلَّحهْ
    والعصافيرِ المسلَّحهْ
    والديانةِ المسلّحهْ..
    فلا رغيفَ أشتريه..
    إلا وأجدُ في داخله مسدَّساً
    ولا وردةً أقطفُها من الحقل
    إلا وترفع سلاحَها في وجهي
    ولا كتابَ أشتريه من المكتبهْ
    إلا وينفجر بين أصابعي...

    4

    يجلسُ إبني على طرف سريري
    ويطلُبُ مني أن أسمعَهُ قصيدَهْ
    تسْقُطُ مني دمعةٌ على الوسادَهْ
    فيلتقطها مذهولاً.. ويقول:
    " ولكنَّ هذه دمعةٌ ، يا أبي ، وليست قصيدَهْ".
    أقولُ له:
    عندما تكبُرُ يا وَلَدي..
    وتقرأُ ديوانَ الشعر العربيّْ
    سوفَ تعرفُ أن الكلمةَ والدمعةَ شقيقتانْ
    وأن القصيدةَ العربيّهْ..
    ليستْ سوى دمعةٍ تخرجُ من بين الأصابعْ..

    5

    يضعُ إبني أقلامَهُ ، وعلبةَ ألوانه أمامي
    ويطلب منّي أن أرسمَ له وَطَناً..
    تهتزُّ الفرْشَاةُ في يدي..
    وأَسْقُطُ باكياً.

    نزار قباني

  2. #2
    من اهل الدار
    شذى الربيع
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 54,573 المواضيع: 8,723
    صوتيات: 72 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 30559
    مزاجي: Optimistic
    موبايلي: Note 4
    مبدع نزار

    احسنت الانتقاء شكرا جزيلا لك

  3. #3
    тнє мαѕтєя
    OffLine
    وانتم من المحسنين اختي
    نورتي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال