TODAY - 11 July, 2010
تحليل خاص: خمسة أسباب تجعل من هولندا بطلة للعالم
يرى الكثيرون أن الوقت قد حان للمنتخب الهولندي من أجل تكليل تاريخه العريق و المليء بالنجاحات غير المكتملة خاصة على صعيد كأس العالم، لا سيما مع جيل آخر من الأجيال الرائعة للكرة الهولندية بقيادة فيسلي شنايدرن اريين روبين، ديريك كاوت، روبين فان بيرسي، مارك فان بوميل و غيرهم الكثيرين.. ترى لماذا؟
1- الطواحين لم تعرف طعم الهزيمة طوال عامين
يستمر الرقم الهولندي المميز في فرض نفسه على الأجواء التفاؤلية لمشجعي المنتخب البرتقالي، حيث لم تخسر هولندا أي مباراة رسمية منذ يوم 21 يونيو من عام 2008 عندما خرجت من ربع نهائي يورو 2008 على يد الروس في مباراة انتهت في الوقت الإضافي بنتيجة 3-1 للدب الروسي.
كما لم يخسر المنتخب الهولندي أي مباراة على الإطلاق منذ الهزيمة الودية أمام المنتخب الأسترالي يوم 6 سبتمبر من عام 2008 بنتيجة 2-1. و في حال تحقيق الطواحين الفوز مساء اليوم، ستكون هذه المباراة هي الرقم 26 على التوالي دون هزيمة منذ مباراة أستراليا، و المباراة الرسمية رقم 15 على التوالي دون هزيمة منذ مباراة روسيا.
2- الواقعية و التخلي عن اللعب الجمالي
المنتخب الهولندي أثبت أنه أفضل المنتخبات المشاركة في البطولة فاعلية و استغلالًا الفرص، فأمام المنتخب البرازيلي، و بالرغم من التأخر في النتيجة بهدف نظيف، استطاع المنتخب الهولندي قلب الموازين من الفرصتين اللتان أتيحتا له في الشوط الثاني و سجل هدفي الفوز، بغض النظر عن ما أتيح للمنتخب الهولندي في الدقائق الأخيرة من اللقاء.
الأمر ذاته كان مشابهًا في نصف النهائي خلال مباراة كانت الأوروجواي هي الأفضل فيها، حيث لم تتح للمنتخب الهولندي أكثر من 6 فرص حقيقية استطاع رفاق فيسلي شنايدر من خلالها تسجيل الأهداف الثلاثة التي فازوا بها على السيليستي.
أيضًا، نجد أن المنتخب الهولندي تخلى عن شعار اللعب النظيف و أصبح يبحث عن النتيجة و الحسم بشكل رئيسي، و لذا أصبح أصحاب الزي البرتقالي أكثر فعالية على مرمى المنافسين من أي وقت مضى.
3- الالتزام الدفاعي التام
بالرغم من بطئه الكبير، أظهر دفاع المنتخب الهولندي قدرته على إخفاء هذا الأمر بثباته و التزامه الدفاعي الكبير في أغلب مباريات البطولة، حيث يقوم قلبي الدفاع جوني هيتينجا و "أندري أويير أو يوريس ماتايسن" بالثبات في مركزيهما دون التقدم على الإطلاق إلى الأمام، فيما يقوم الظهير الأيسر جيوفاني فان برونكهورست بالتمركز تارة و ليمنح الظهير الأيمن جريجوري فان در فيل حرية التقدم للأمام ليتحول الدفاع إلى خط ثلاثي.
و سيكون هذا الثبات الدفاعي بمثابة عائقًا كبيرًا أمام الهجوم الإسباني الذي سيُعاني لاختراقه، خاصة في حال شارك المدافع التونسي الأصل خالد بلحروز في مركز الظهير الأيمن عوضًا عن جريجوري فان در فيل، كونه يمتلك صفات و نزعة دفاعية تطغى على نزعته الهجومية ستكون مناسبة لإغلاق المساحات أمام الجناح الأيسر للمنتخب الإسباني سواء كان ديفيد فيَّا أو أندريس إنييستا.
الأمر ذاته ينطبق على ارتكاز خط وسط المنتخب الهولندي الذي يُعتبر بمثابة الحائط، في ظل تواجد الثنائي القوي بدنيًا مارك فان بومل و نيجيل دي يونج و الذي لا يتقدم على الإطلاق إلى الأمام إلا فيما ندر من أجل تأمين الجانب الدفاعي.
4- آريين روبين
بينما يرى الكثيرون - و ربما أنا منهم - أن فيسلي شنايدر هو الرجل الأول للمنتخب الهولندي في المونديال، يُتوقع أن يكون نجم بايرن ميونخ صاحب كلمة الحسم في اللقاء من الجانب الهولندي أمام الظهير الأيسر للمنتخب الإسباني خوان كابديفيلا و الذي لا يُعتبر ذلك اللاعب القادر على إيقاف روبين وحده طيلة 90 دقيقة أو أكثر على أرض الملعب.
مدافع فياريال قد يجد الدعم من زميله في المنتخب سيرجيو بوسكيتس، إلا أن وجود شنايدرب سيكون له دور كبير في إبعاد رقابة خط الوسط عن روبين، كون نجم الإنتر لاعب ديناميكي في خط الوسط يستطيع أن يجوب وسط الميدان بأكمله دفاعًا و هجومصأ، و هو ما سيُقيد بوسكيتس و تشابي ألونسو برقابته أكثر من رقابة أي منهما لروبين الذي قد يلقى بدوره دعمًا إضافيًا في حال شارك الظهير الأيسر الهجومي فان در فيل.
5- الترسانة الهجومية لفان مارفيك هي الأفضل
الرباعي الهجومي للمنتخب الهولندي أريين روبين، فيسلي شنايدر، ديريك كاوت و روبين فان بيرسي أظهر أنه الأكثر تفاهمًا و تنوعًا خلال هذه البطولة، فبين أسلوب روبين في الاختراق القطري و التسديد على المرمى، أسلوب شنايدر في توزيع اللعب و قيادة الهجوم الهولندي، أسلوب كاوت في الاختراق الطولي و إرسال العرضيات و أسلوب فان بيرسي الديناميكي الذي يُساعد زملائه القادمين من الخلف على إيجاد المساحات المناسبة، نجد خليطًا رائعًا يصعب مزجه عادة إلا حينما يتوفر التفاهم و التجانس اللازم.
أيضًا، يمتاز البدلاء المُتاحون لفان مارفيك بقدرتهم التامة على القيام بذات المهام الموكلة الرباعي السابق ذكره، و هم رافاييل فان در فارت، إبراهيم أفيلاي، إلييرو إليا و كلاس يان هونتيلار، مما يُتيح لمدرب المنتخب الهولندي وفرة و تنوعًا كبيرًا في الكم و الكيف. و قد بدا هذا الأمر جليًا منذ المباراة الأولى للمنتخب الهولندي في البطولة.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة EvAnEsCeNcE
