لسْتَ نـــازِحْ..
نحو َ ليلٍ وأنتَ حقلٌ يضيءُ
كلُّ سيفٍ مَضَى بشقِّ جراحٍ
ليْسَ يبقى..
وأنتَ لَستَ إنسِحَاباً
أو رجوعا..
كلُّ شَمسٍ مهما مَضَتْ في تعالٍ
سَوْفَ تَرضَى مِن المساءِ ..
الخُضُوْعا.
يامَسَاراً مــِن النخيلِ تَشظَّى
يا نجُوْمَاً مَشَى عليها.. الرديءُ.. !!!
أي دربٍ يضيقُ من غصنِ دمعٍ من رحيلِ
يابلاداً من الوجودِ القليلِ.
ياضياعاً يطلُّ مِن فوقِ شباكِ اليتامى
يسرقُ الصمتَ مِن شفاهِ القتيلِ
كيفَ تمضي وكنتَ حقلاً يضيءُ
كيف تمضي.. !!
وكلِّ لَفْتَةِ ماضٍ
مِنْ رجوعٍ يقيمُ فيها المجيءُ
وظِلالُ الجراحِ قاماتُ حزنٍ
ظلَّ يمشيْ بها الزمانُ البطيءُ

أنتَ نـــازِحْ.. !!
لعنةُ التيْهِ في ردائِكَ تُهمه.
مـاتُريدُ الفُصُولُ مِنْ جُرْفِ حُسنٍ.
مِنْ ضَبَابٍ مَحَا مِن الزهْرِ عُقْمَهْ
لَسْتَ وحــدَكْ
تَسْبَحُ الارض والمدارات ضدَكْ
كيْفَ تَبْكِي وَقدْ وشى الدمْعُ خَدَّكْ

لستَ نازح..
بين أفقِ الركامِ ترثيكَ أرضُ
للبَعيدِين مِنْ فَنَائِك نبضُ
حِيْـنَ تَغْفُـو على السطُورِ المحطاتُ ويأتي..
الخَريْـفُ يَعـْزِفُ حُزْنَــاً سَرْمَدِيا..
فَهلْ بقى مِنْكَ بــعضُ.؟

لَسْـتَ نـــازحْ
حطمَ البردُ غصونَ الياسمينِ
ومشى الغيمُ على كل جبينِ
وانتهى عصرُ الفراشاتِ ولم..
تشتكِ الأرضُ من الفتحِ المبينِ...
أيها المنفي...والأرض أسى
كحمام فوق شباك..سجين

لستَ نازح..
إنّهُ الليلُ مَسَّهُ منكَ صبحُ
يهْربُ الدربُ حِيْنَ يمشي غريبٌ
يصرخ الموتُ حينَ يُعْلَنُ جرحُ
أنتَ ربٌ من الحشودِ المسالة
وعلى رافديكَ ألفُ احتراقٍ
ظلّ ...والموتُ دولةٌ وسلالة
يا إلهي متى بنا الماءُ يصحو