خطيبات الملك فيصل الثاني :
لعل الحياة الشخصية للملوك والامراء من اكثر الموضوعات التي تتسم بالحساسية نظرا للمراكز التي يشغلونها والاشاعات الهادفة التي تحيط بها . وليس الملك فيصل الثاني ملك العراق بمعزل عن تلك المسألة .
فغموض المعلومات عن حياته الشخصية والنساء اللواتي ارتبط بهن امر له ما يبرره ولم يعش هذا الملك فترة شبابه ومع ذلك فقد ارتبط او حاول الارتباط بعدد من النساء والاميرات احياناً برغبته واحيانا اخرى كانت تفرضها الاهداف والاغراض السياسية وكانت اولى النساء في حياته الفرنسية جنيفيف ارنو التي يقال ان الملك اقترن بها سراً واستطاعت فيما بعد ان تربح دعوى قضائية أقامتها في نيويورك بعد مقتله للحصول على التعويض من مجموع إبداعات الملك فيصل في البنوك الأمريكية .
اما الثانية فهي الاميرة شاهناز شقيقة الشاه الايراني محمد رضا بهلوي وكان التوجه اليها بسبب ضغط خاله الوصي عبد الاله الذي كان مكروهاً من قبل الشعب وخائفاً من نفوذ مصر فاراد أن يحظى بحماية الشاه من خلال الدخول في مصاهرة معه حيث توجه إلى شاه إيران يطلب منه يد أخته الأميرة شاهناز لابن أخته الملك فيصل وتم اللقاء الأول بين الملك والأميرة في كان الفرنسية عام 1955 بحضور الإمبراطورة ثريا اصفندياري بختياري المعروفة بلقب ثريا بهلوي وحضرت اللقاء أيضا الأميرة شمس أخت شاه إيران . وقامت بدور الخاطبة زوجة سفير العراق في طهران .لكن الملك الشاب نجح في تعطيل المشروع ليس لاسباب سياسية وليس لاسباب تتعلق بأخلاق العروس وانما فقط لان الأميرة كانت سمراء وذات انف كبير وظل الملك يعترض على زواجه منها حتى بعد أن أخبرته زوجة السفير العراقي في طهران أن الأميرة صغرت انفها في عملية جراحية أجرتها في باريس . واتضح للجميع أن المسألة لا علاقة لها بالانف وانما بلون البشرة .
اما الثالثة فهي الاميرة عائشة ابنة الملك محمد الخامس وشقيقة الملك الحسن الثاني ملك المغرب . وتم اختيار مدينة كان الفرنسية ايضاً للقاء بين الملك والاميرة ولكن الملك فيصل كما يبدو مال إلى الأميرة زهوة الأخت الصغرى لعائشة لانها كانت أجمل من أختها لكن والدها الملك محمد الخامس أصر على تزويج الكبيرة أولا مما ادى الى فشل الصفقة .
وكانت الرابعة الاميرة التركية فاضلة بنت الأمير محمد علي ابن محمد وحيد الدين وامها الأميرة خانزادة ابنة الأمير عمر الفاروق ابن السلطان العثماني عبد المجيد . والتي عرضت على الملك فيصل في " كان " حيث اعجب بها ودعاها إلى بغداد وانزلها في قصر الزهور وأعلنت خطبتهما على الملأ لكن فيصل لم يتزوجها لانه وبعد اقل من ستة اشهر قتل في قصر الرحاب .
والعجيب أن الملك فيصل لم يفكر لحظة واحدة في الزواج من عراقية والأعجب أن جميع اللقاءات والخطوبات كانت تتم في مدينة " كان " الفرنسية بعيدا عن العيون وكأن الزواج من الأمور التي تعيب طالبه .
المصدر : د. أسامة فوزي ، الهاشميون والنساء ..