مقر انعقاد قمة الناتو
تشهد العاصمة البولندية وارسو يوم الجمعة 8 يوليو/تموز قمة "تاريخية" للناتو، يُراد لها أن تقر أكبر خطة دفاعية للحلف منذ انتهاء الحرب الباردة.
وعلى الرغم من محاولات قيادة الحلف تصوير القرارات المرتقبة للقمة كأنها تكريس لوحدة صف الحلف، إلا أن الدعوات إلى إعادة النظر في هذه الخطط تزداد يوما بعد يوم، خشية من العواقب الوخيمة المحتملة لهذه الخطط على الاستقرار الاستراتيجي، ولا سيما على العلاقات المتأزمة مع روسيا.
وسيعلن الحلف في ختام فعاليات القمة التي تستغرق يومي الجمعة والسبت، عن قرار نشر 4 كتائب للجيش الأمريكي وحلفائه في بولندا ودول البلطيق الثلاث، بالإضافة إلى نشر قوة إضافية في رومانيا لتعزيز الوجود الأطلسي في منطقة البحر الأسود، مع الإعلان عن وضع منظومة الدرع الصاروخية في وضع الاستعداد القتال الأولي، وذلك إثر تشغيل أول قاعدة للدرع الصاروخية، تتخذ من رومانيا مقرا لها.
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أبرز السياسيين الأوروبيين الذين حذروا من عواقب استعراض العضلات قرب الحدود الروسية.
وحذا العديد من السياسيين الألمان حذو شتاينماير، وكان آخرهم وزير الاقتصاد والطاقة الألماني زيجمار جابريل الذي دعا الناتو يوم الخميس 7 يوليو/تموز، إلى التراجع عن الخطط تعزيز القدرات العسكرية في أوروبا الشرقية. واعتبر أن على أوروبا إطلاق مبادرة جديدة إلى نزع الأسلحة.
وفي السياق نفسه جاء مشروع قرار قدمه الحزب اليساري المعارض في البوندستاغ يدعو إلى تشكيل منظومة أمن جماعي تمتد من لشبونة إلى فلاديفوستوك ستمثل بديلا لحلف الناتو.
ويرى نواب الحزب اليساري أن حلف الناتو قد تجاوز عمره الافتراضي ولم يعد قادرا على توفير الأمن للاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن التهديدات قد تغيرت، وصارت من نوع جديد.
وسبق للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن ردت على كل هذه الدعوات في تصريحاتها أمام البوندستاغ بشأن جدول الأعمال للقمة الأطلسية في وارسو، وهي حملت موسكو مسؤولية فقدان الثقة بينها وبين الحلف، واعتبرت أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع بالقادة الأطلسيين إلى تعزيز وجودهم في شرق أوروبا. في والوقت نفسه، أكدت ميركل أنه من المستحيل ضمان الاستقرار طويل الأمد في أوروبا بدون روسيا.
وبالإضافة إلى المعارضة المتزايدة من جانب معسكر أنصار تطوير التعاون مع روسيا بدلا من تصعيد المواجهة، يواجه حلف الناتو معارضة من جانب المعسكر الأشد عدوانية تجاه موسكو. وبرز ذلك بوضوح خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ والرئيس البولندي أنجي دودا عشية القمة. وبعد أن تحدثت ستولتنبرغ عن ضرورة استئناف الحوار مع روسيا رغم الخطط التوسعية للحلف، والخطط لاستئناف عمل مجلس روسيا-الناتو، والذي تم تعليقه إثر نشوب الأزمة الأوكرانية في أوائل عام 2014، أصر الرئيس البولندي على استحالة عقد اجتماعات للمجلس على مستوى أرفع من مستوى السفراء. واعتبر دودا أن عقد اجتماع رفيع المستوى لمجلس روسيا-الناتو يعد مستحيلا بسبب "السياسية العدوانية التي تمارسها روسيا في أوكرانيا".
وسبق لروسيا أن حذرت من أنها تمتلك كافة الوسائل والقدرات اللازمة لتقديم الرد المناسب على توسع القدرات العسكرية للناتو في شرق أوروبا، مؤكدة أنها ستضطر للجوء إلى هذا الرد لضمان أمنها القومي.
المصدر: وكالات