بعد موجة من ردود الفعل الشعبية الغاضبة، عقب الانفجار الكبير الذي استهدف منطقة الكرادة التجارية وسط بغداد، المزدحمة بالمتبضعين، تعرضت الحكومة العراقية بقيادة رئيس مجلس الوزرء الحالي حيدر العبادي، الى ضغط شعبي شديد، مطالبا اياها بايجاد حل جذري لمشكلة الاستهدافات الارهابية، وساخرة في ذات الوقت من اجهزة كشف المتفجرات غير الصالحة للعمل التي استوردت ضمن "صفقة فساد"، وما زالت في طور الخدمة.
الحكومة العراقية لم تتمكن خلال السنوات الماضية من ايجاد حل جذري لهذه المشكلة رغم توفر العديد، فتباين ارقام الصفقات التي لم تتم، مع شركات امنية متخصصة بانتاج التقنيات المستخدمة في كشف ومنع وصول المتفجرات، يثبت بان البحث عن تلك الحلول ما كان خاضعا لمعيار الكفائة من عدمها، انما معيار العمولات، ولهذا انتهى المطاف بالعراق مستخدما اجهزة كشف كرات الكولف ككواشف متفجرات.
الضغوط الاخيرة التي فرضها العدد الكبير للضحايا وبشاعة الجريمة بالاضافة الى السخط الشعبي على الحكومة العراقية، ادت في النهاية الى اعلان العبادي شخصيا، خلال بيان اصدره يوم الاحد الثالث من تموز، اصداره لقرار قاضي بسحب اجهزة كشف كرات الكولف، واستبدالها بنظام امني جديد يسمى "رابيسكان"، موعزا للجهات المختصة اتخاذ ما يلزم.
رابيسكان.. ما هو
رابيسكان هي في الاصل شركة امنية تابعة للقطاع الخاص مقرها كاليفورينا في الولايات المتحدة، وليست جهاز، وتتخصص هذه الشركة في انتاج اجهزة كشف المتفجرات وانظمة امن المطارات والمناطق المكتضة بالسكان، تعود ملكية هذه الشركة الى شركة انظمة OSI الأم.
الشركة التي تاسست في بريطانيا عام 1972، تستخدم تقنيات اشعة اكس والليزر وتطبيقات اخرى في صناعة انظمتها الامنية التي حصلت عقود تامين لمطارات ومرافق مهمة في بعض اهم دول العالم ومنها مطار غاتويك في بريطانيا وايسبو في فينلدا، وتعد الرائدة بمجالها في كل من ميلبرون استراليا، سنغافورة، سونفيل وكاليفرونيا، بالاضافة الى مناطق سياحية في ماليزيا والميسيسبي، وكذلك الهند، حيث اهلت تلك الانجازات الشركة للحصول على شهادة جودة انتاج عالمية عام 1991.
الاسم الذي اطلقه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اشير من قبله الى كونه جهاز، لكنه في الاصل اسم الشركة المصنعة للاجهزة والتي لها العديد من المنتجات الامنية، حيث لم يوضح العبادي اي منتج تحديدا سيتم اقتنائه من الشركة ليكون العامل الامني الاول الذي ينقذ حياة العراقيين، او قد يساهم في انهائها كسابقه.
الجهاز المتوقع للعراق
لن تكون هذه هي المرة الاولى التي تتعامل فيها الحكومة العراقية مع هذه الشركة، اذ حصلت الاخيرة على عقد تجهيز عربات كشف متفجرات عن بعد بانواع وخصائص متعددة، للحكومة العراقية في عام 2013، حيث كان من المفترض ان تتباين هذه الانواع والكميات من 90 عربة نوع M45، والتي تستخدم اشعة اكس للكشف عن المتفجرات في داخل حاويات البضائع الكثيفة والعربات وخطوط النقل، و40 عربة نوع M60، والتي تستخدم ذات التقنية لكن لفحص البضائع ضئيلة الحجم، و70 شاحنة Backscatter Z المتخصصة بفحص ومراقبة الطرق والعربات المارة، حيث تستخدم هذه الشاحنات ذراعا يتمد على الطريق ليقوم بعملية الفحص لكل ما يمر تحته، ويمكن ايضا نصب تلك الذراع بشكل دائمي على طريق او مفترق، ووضع نقطة سيطرة قربه ليتحول بذلك الى نظام امني ثابت.
الكلفة المقدرة لتلك الصفقة كانت قد بلغت 600 مليون دولار امريكي، والتي كان من المفترض ان تعمل على الحد وربما الانهاء التام لاي عمليات ارهابية تستهدف المدن العراقية، لكن هذه الصفقة لم تتم او يسمع منها خبر بعد الاعلان عن النية، والتفت بطي النسيان.
اما الان, فان القرار الاخير الذي اتخذته الحكومة العراقية باعادة التعامل مع هذه الشركة لما لها من سمعة وخبرة في هذا المجال، قد فتح الباب امام التخمين عن الاجهزة الافضل المطلوب استقدامها.. والتي على الاغلب ستكون انظمة متنوعة تتباين طبيعتها حسب الموقع المراد حمايته، والهدف المراد الكشف عنه، فقد يتم اعادة احياء الصفقة القديمة ذاتها ولكن بمواصفات جديدة، كونها توفر متطلبات الحماية بتنوعها للوضع الامني العراقي.
فهذه العربات والانظمة، ستكون قادرة على العمل ضمن بيئات مخصصة لها، فالشاحنات مثلا ستوفر امكانية سريعة في الكشف عن المتفجرات والعربات المفخخة وكذلك الافراد الانتحاريين بمرونة عالية كونها سهلة النقل والنصب في الاماكن التي تتطلب اقامة نقطة سيطرة سريعة.
الانظمة الاخرى الثابتة من امثلة Backscatter X-ray، والتي تستخدم في مداخل المطارات والمقرات الامنية، ستكون نظاما دفاعيا مثاليا لفحص الافراد بسرعة، فاعلية وبدون عناء، هذه القطع بالذات قد تكون مثيرة للجدل كونها تظهر المارين خلالها بشكل شبه عاري.
بالاضافة الى ما سبق فان للشركة انظمة اكبر ثابتة مخصصة لمراقبة البضائع والعربات، مثل نظام CT scan و RTT120 التي ستوفر الفحص عن المتفجرات في مداخل المدن والسيطرات ويمكن استخدامها ايضا في الوانئ والمعابر الحدودية، كون هذه الاجهزة قد اثبتت فاعليتها بتجارب سابقة حيث يستخدم الاخير مثلا في مطار مانشتسر الدولي.
بكل حال.. يبقى الاعلان الرسمي الصادرعاما، ولم يوضح الالية او الانظمة التي سيتم شرائها من الشركة، او كيفية توزيعها واستخدامها، حيث سيبقى هذا الامر على الغالب خاضعا للميزانية التي تخصصها الحكومة لشراء هذه الانظمة.
المصادر
الموقع الرسمي لشركة رابيسكان Rapiscan
موقع وزارة الدفاع الامريكية للتعاون الأمني DSCA
Wikipedia
__large.jpg)
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أوراق شاعر♪
