فوائد الصيام الجديدة
اهتم العلماء بدراسة الخصائص الفسيولوجية والتأثيرات العلاجية للصوم واجري العديد مـــــــن التجارب والدراسات الطبية في هذا الشأن وقد أتضح أن التفاعلات الكيميائية والبيولوجية التـــــي تحدث داخل الجسم البشري أثناء الصوم تبدأ أول الأمر في الشعور بالجوع، ويحدث أحيانا لبعـض الناس نوعا ً من التهيجات أو التوترات العصبية، بالإضافة إلى ذلك يحدث أحيانا عدة تغيــــــــرات خفيفة أخرى، من أهمها إن سكر الكبد يتحرك ومعه أيضا الدهن المخزون تحت الجلد. أي يـبـــدأ الصوم باستهلاك المخزون من المواد الغذائية بالجسم. وعندما ينتهي ذلك المخزون تبدأ خلايـــــا البروتينات المكونة لأعضاء الجسم وأولها الكبد والعضلات بالتحرك والتخلخل لتضحي جميــــــــع أجزاء الجسم نصيبها الخاص حسب نوعها للإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلــــــب.
وفي هذا الصدد سوف نمر على بعض شهادات الأطباء والعلماء: ـ
ا ـ نشرت المجلة السوفيتية للأغذية الصادرة في موسكو في العدد يناير عام 1976 مقالا جاء فيه وأخيرا يحق التذكرة بكتاب الجوع من اجل الصحة للبروفسور نيكولايف بيلوي والذي يؤكد فيه انه لكي يتمتع كل مواطن في المدن الكبرى بالصحة يجب عليه أن يمارس الجوع التام – الصوم – بالامتناع الكامل عن الطعام لمدة 3 – 4 أسابيع – بصفة دورية سنويا بصف تخليص الجسم من النفايات والسموم السامة. (6)
ب – يقول الدكتور بندكت رائد الطب الطبيعي في أمريكا يخطئ من يعتقد أن الإنسان لا يتغذى إذا امتنع عن الطعام.... لان الجسم يظل يأكل رغم الصوم وأول ماياكله هو هذه المواد الدهنية الموجودة بكثرة في جميع الأجسام وتهبط كمية الدهن الموجودة حول القلب والأجزاء الأخرى.(7)
ويضيف إلى ذلك أستاذا بالأمور الطبية يقول: (أن الصوم يعطي للجسم وجميع أنسجته وخلاياه فرصة للتخلص مما تجمع حولها من النفايات والمواد الضارة والتوكسينات التي تتولد في الجسم بعمليات الهضم والتمثيل والعمليات الأخرى التي تجري بداخله، كما إن الصوم يعطي الأنسجة والأعضاء المصابة بشيء من التقيح أو الاحتقان أو الالتهاب مجالا للشفاء.(8)
وتشير الدراسات الحديثة إلى إن أول الأعضاء التي يتغذى عليها جسم الإنسان أثناء الصوم هي الأعضاء المصابة في الأمراض، وخاصة المحتقنة والمتقيحة والملتهبة وهنا يعتبر الصوم أول من يزيل الخلايا التالفة والأورام والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية والأورام الليفية... فقد تأكد الأطباء من خلال نتائج الأشعة التشخيصية أن جميع هذه الزوائد يصغر حجمها أثناء فترة الصوم. (9)
جـ ـ يقول الدكتور حامد البدري: إذا ماأستمر الإنسان طوال السنة لايريح معدته ولايعطيها إجازة اعتيادية تستريح فيها، اضطرت المعدة أن تطلب إجازة عن طريق المرض. (10)
لأن المعدة اشبه بالمكنة التي تعمل على الوقود، فكلما اعطي لهذه المكنة وقودا كلما استهلكت قطعتها، فكذلك المعدة وقودها الطعام فلابد من ان تستريح لفترة معينة.
د ـ يقول الدكتور فاك فادون: وهو من الأطباء العالمين الذين اهتموا بدراسة الصوم وأثره: إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وان لم يكن مريضا، لان سموم الأغذية والأدوية، تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله فيقل نشاطه، فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم وشعر بنشاط وقوة لا عهد له بها من قبل.
ومن هنا يعتبر الصيام القاعدة الطبية الأولى التي لا يمكن أن يشك أحدا بضرورتها، فقد استعان بها الأطباء منذ القدم والى يومنا هذا، وهذا ما أشار إليه الفيلسوف الكبير ابقراط بقوله: استدامة الصحة تكون بترك التكاسل عن التعب وترك امتلاء المعدة بالطعام. (11)
وفي ختام هذا المحور (الصيام علميا) لابد من إشارة طفيفة أقول بها إن كل ما جاء من كلام على لسان الأطباء وعلماء الأغذية إني هو امتداد للنظرية الكبرى التي جاءت على لسان الطبيب الدوار بطبه – على حد تعيير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ـ النبي الأكرم محمد بن عبد الله (ص) عندما قال (صوموا تصحوا )