النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

احلام منتهيه الصلاحية

الزوار من محركات البحث: 22 المشاهدات : 297 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2015
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,617 المواضيع: 480
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 836
    مزاجي: تعب
    المهنة: طالبه حقوق ♥️
    أكلتي المفضلة: دجاج وسمك
    موبايلي: Honor
    آخر نشاط: 17/May/2021
    مقالات المدونة: 1

    احلام منتهيه الصلاحية

    أحلام منتهــــية الصلاحية

    جزء من رواية " لم تكتمــــــل "



    استفاقت .. ولا أحد.
    رجل عبرها كقطار سريع دهس أحلامها وواصل طريقه بسرعة الطائرات ،
    فالوقت هو أغلى ما يملك .
    لا وقت له ليرى ما خلفه مروره العاصف بحياتها من دمار .
    أشجار الأحلام المقتلعة ، أعمدة الكهرباء ، التي قطع
    الاعصار أنواراً أضاءت حياتها، سقف قلبها المتطاير قرميده،
    ونومها في عراء الذكريات.

    قضت أيام مذهولة مما حل بها.
    ترى من دون أن تنظر ، تسمع من دون أن تصغي .
    تسافر من دون أن تغادر . تعيش بين ناس من دون أن ينتبه أحد
    أنها في الحقيقة نزيلة العناية الفائقة ، وأن نسخة مزورة منها هي التي تعيش بينهم .

    نسخة يسهل اكتشافها . فلا شيء مما يسعد الناس يسعدها ، ولا خبر مما يحدث
    في العالم يعنيها ، أيا كان موضوعه ، يبكيــــها،
    لأن كل المواضيع حتما ستفضي الى ذلك الرجل الذي دمرها ومضى.

    داهمها احساس بالفقر ، لافتقارها الى قناع .
    كان عليها أن تسرق منه أحد أقنعته.
    الجميع حولها يملكون أكثر من وجه ، وهي تواجه الحياة سافرة .
    انها تطالب بحقها في امتلاك قناع . القناع كان سيوفر عليها كثيراً
    من الخســــــــــــــــارات،
    والنضالات ، والآلم . ويعفيها من ضريبة الحياء ،
    ويخفي عن الآخرين ما ترك البكاء من أثر على وجهها.

    مر وقت قبل أن تعي أن صوته لن يأتي ، وأن في امكانها الأن أن تشغل الهاتف ،
    من دون الخوف الدائم من نوبات غيرته ، ومن شكوكه ، وتجسسه الصامت عليها.
    شفيت من الرهاب الذي كان يلازمها ، كلما اضطرت الى تبرير سفرها ، أو قبول دعوة
    ، أو محادثة أحد ، ووجد الهاتف مشغولا ، فغضب وانقطع عنها لأسابيع .

    هي الأن حرة ، لكن ، كلما تحررت منه سعدت وحزنت في آن.
    وكلما شفيت من عبوديتها ، عانت من وعكة حريتها.
    انها تتصرف بيتم فتاة ، عليها بعد الأن أن تقرر وحدها قدرها.

    لقد غدت يتيمة مرتين . ليس الحب وحده ما فقدت ، بل تلك القوة الأبوية الرادعة
    التي تطوقها بالأسيلة وتحاصرها بالغيرة .
    اليتم العاطفي هو ألمك السري أمام كل خيار،لأنك في كل ما تفعلينه لا تقدمي
    حسابا لأحد عدا نفسك ، كأن لا احد يعنيه أمرك.

    حاولت أن تخفي عن الجميع دمارها الداخلي . كان يلزمها اعادة اعمار عاطفي ،
    كأنها مدينة مر بها هولاكو ، فأهلك كل ما كان قائما فيها.
    عزاؤها أنها استطاعت أن تنقذ من الدمار كرامتها ..
    وذلك الشيء الذي لم تمنحه ايــاه .

    استيقظت من أحلام منتهية الصلاحية ، كأن شيئاً مما حدث لم يحدث .
    لقد عاشت سنين مأخوذة بألاعيب سحر الحب ، كأولئك السحرة الذين
    يخرجون من قباعتهم حماماً ، وأوراقا نقدية .
    لكن الحمام لا يمكن الامساك به ، ولا الأوراق النقدية صالحة للانفاق
    لقد ترك لها ثروة الذكريات ، بينما كانت تتوقع أن يهديها مشاريع حياة .

    أجلت طويلا عودتها الى بيت أثثته من أجله ولم يزوره.
    تحتاج أن تستعيد قواها قبل مواجهة مرتجعات الحب . كل ما اقتنته عن عشق،
    يوجعها اليوم بتنكيل النهايات .
    حرمت نفسها من أشياء كثيرة ، لتهدي نفسها هذا الألم الباذخ.
    اشترت ألمها بالتقسيط المريح ، بعملة الكرامة .
    اعتادت أن تدفع بالعملة الصعبة.

    تجولت بين حطام أحلامها . كم من الأشياء كسر ذاك الرجل دون علمه؟..
    أشياء كانت جامحة الأحلام ، تهشمت من دون حتى أن يلمسها بنظره.
    وأخرى ترتدي حداد رجل لا يدري أصلاً بوجودها .
    أشياء تبكي لأنه لن يراها ، وأخرى تبكي رجلاً لا يدري أنها تنتظره .
    أشياء تخدع انتظارها له بادعاء نسيانه،
    لكنها لا تنسى . تواصل السؤال عنه أول ما يفتح الباب ،
    فهي مختارة على ذوقه هو ، ومن أجل ابهاره وحده .
    أشياء لها أن تحزن ، لها أن تنتظر ، لها أن تبكي ،
    لها أن تتهشم .
    أياً كان مصيرها ، يظل هو سيدها ،
    فقـــد امتلكهـــا بسطـــوة غيـــابه .

  2. #2

  3. #3

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال