الأثنين 04-07-2016 | 10:47:54

د.سوزان ئاميدي/ بعد اكثر من نصف قرن من تاريخ النضال الكوردي اصبح لديهم تراكم خبري كبير في الوسائل والاساليب السياسية بالتعامل مع معظم القضايا المحلية والاقليمية .
فعام 1991 وبعد ابعاد التأثير الدكتاتوري لنظام بغداد ولاول مرة سنحت الفرصة للكورد في اتخاذ سياسة جديدة لمسار نضالهم القومي بدلا من النضال المسلح , فأتبعوا ثقافة السلام والحوار ودعوا الى اتباع مبدأ ( عفا الله عما سلف ) ومن موقع القوة خاصة بعد سقوط النظام العراقي عام 2003 حيث صنعوا لنفسهم موقعا سياسيا متميزا في الساحة الاقليمية والدولية .
تابع الكورد سياسة الحوار والدبلوماسية في الدفاع عن حقوقهم المشروعة مع الحكومة الاتحادية ومع كل دول الاقليم والعالم , فبعد اعتقال وتهجير وترحيل وتشريد آلاف العوائل الكوردية من مناطق سكناهم الاصلية والاستيلاء على اراضيهم وممتلكاتهم من خلال ممارسة سياسة التعريب , وبعد عمليات الابادة والقتل الجماعي والمقابر الجماعية والاعتقالات والانفال و … الخ , توقع العالم ان يكون للكورد موقف عدائي انتقامي كأمر واقع ومفروض ,إلا انهم فاجئوا العالم بما يحملونه من تسامح وانسانية في زمن فقدت فيها الانسانية حتى في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة .فضلا عن ان هذه السياسات القمعية والاستبدادية والتدميرية لم تشكل اي تأثير على الشعب الكوردي في التحدي للدفاع عن وجودهم القومي .
ومانشهده من ثقافة التسامح في السياسة الكوردية لا تلقى اي صدى مماثل من قبل جميع الاطراف السياسية , انما هي مواقف عدائية جدا من الحكومة الاتحادية العراقية والتركية والايرانية ومحاربتهم حقوق الكورد بشتى الوسائل مع التدخل في امن واستقرار الاقليم حسب ماتستوجب اجنداتهم في المنطقة . فضلا عن الوعود الغير دقيقة من امريكا والتنكيل بالكورد عبر التاريخ . ولان الآخرون يؤمنون بالقوة ويؤمنون بان تلك القوة حتى وان كانت اضعف منهم الا انها سوف تسبب متاعب وخسائر في تنفيذ اجنداتهم فيقومون بالتعامل معها الند بالند . الامر الذي يستوجب من الكورد اتخاذ سياسة جديدة في تعاملها مع الاخرين , فسياسة الند بالند والرد على اي تدخل في شؤونها الداخلية , هو لردع من يحاول ان يستبد وفق مصالحه .
وبامكان اقليم كوردستان ان يكون في موقع الند القوي ولايستهان به من خلال مايلي :-
1- لملمة البيت الكوردي السياسي بالشكل الذي لا تؤثر صراعاته الداخلية على الاهداف الاستراتيجية القومية .
2- الجدية في الاصلاحات الداخلية ومحاربة الفساد من اجل التعبئة الشعبية .
3- اعتبار اقليم كوردستان القاعدة السياسية والمرجع لباقي الاجزاء الكوردية في ايران وتركيا وسوريا .
4- دعم تأسيس لوبي كوردي في امريكا .
5- ولتعزيز القوة السياسية لابد من وجود قوة اقتصادية وعسكرية .
6- الحنكة السياسية في تجيير كل المعطيات الداخلية مع بغداد والخارجية مع الدول الاقليمية والعالمية خاصة في موضوع محاربة الارهاب لمصالحها القومية .