هل ترغب في فراسة شيرلوك هولمز؟!.. إليك 5 أسرار تدعمها الأبحاث المختلفة



مَنْ منا لا يرغب في معرفة الناس وقراءتهم مثلما يفعل شيرلوك هولمز. تشير الأبحاث إلى أن فهم بعض الأمور مثل لغة الجسد لا يجدر الاستهانة بها؛ إذ وجد معهد ماساشوستس للعلوم والتكنولوجيا (MIT) أن نتائج المفاوضات يمكن أن يتم توقعها عن طريق لغة الجسد وحدها بنسبة تصل إلى 87%.

وبحسب كتاب (خرافة الكاريزما: كيف يمكن لأي شخص إتقان فن وعلم الجاذبية الشخصية- The Charisma Myth: How Anyone Can Master the Art and Science of Personal Magnetism):

" توصل مختبر الوسائط الإعلامية بمعهد ماساشوستس للعلوم والتكنولوجيا (MIT)، بعد دراساتٍ مستفيضة إلى إمكانية توقع نتائج المفاوضات ومبيعات المكالمات الهاتفية ونتائج خطط العمل بدقة تصل إلى 87% عبر تحليل لغة الجسد الخاصة بالمشاركين دون الاستماع إلى كلمة واحدة من الحوار".

في الوقت ذاته، يؤمن الكثيرون بأن تحليل الآخرين عبر لغة أجسادهم هو محض هراء مَبنيّ على الخرافة أو على التخمين، ولا يعتمد على أبحاث حقيقية.

إذن كيف يمكنك تعلّم قراءة الأشخاص بشكل صحيح؟ سنحصل على الإجابات من الخبراء والدراسات المختلفة، لكن في البداية علينا أن نفهم الأخطاء التي ترتكبها.

هذا هو ما تخطئ فيه


في كتاب (اللغة الصامتة للقادة: كيف يمكن للغة الجسد أن تساعد أو تضر قيادتك - The Silent Language of Leaders: How Body Language Can Help–or Hurt–How You Lead)،
يسرد المؤلف عدداً من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الناس أثناء محاولاتهم قراءة الآخرين:

تجاهل السياق: لا يعني عقد اليدين شيئاً إن كانت الحجرة باردة أو إن كان المقعد بلا مساند للذراعين. يجب على كل شيء أن يمر عبر اختبار الحس العام مع وضع البيئة المحيطة في الاعتبار. لذا اسأل نفسك أولاً: "هل يجب على شخصٍ في هذا الموقف أن يتصرف هكذا؟".

عدم البحث عن مجموعة من الشواهد: يُعّد بحثك عن علامة واحدة لاستنتاج أمرٍ ما أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الكثيرون. وعلى الرغم من جاذبية الاعتماد على علامة واحدة لتعرف من أمامك إلا أنه لا يحدث إلا في الأفلام، بينما في الحياة الحقيقية فإن اجتماع بعض الشواهد معاً، مثل التعرق ولمس الوجه واللعثمة في الوقت ذاته، هو ما سيمكنك من قراءة الموقف بالفعل، لذا اسأل نفسك: "هل معظم سلوكيات هذا الشخص مرتبطة بـ(س)؟".

عدم وجود خط مرجعي: إذا كان الشخص متوتراً على الدوام، فلن يخبرك التوتر بأي شيء، لكن ماذا لو توقف ذلك الشخص دائم التوتر عن الحركة بشكل مفاجئ، لذا اسأل نفسك: "هل هذه هي طبيعته المعتادة؟".

عدم إدراك التحيزات: إذا كنت تحب ذلك الشخص بالفعل أو تكرهه، فسيؤثر هذا على حكمك. وإذا مدحك الناس أو كانوا جذابين أو مشابهين لك فسيتأثر حكمك أيضاً بشكل لا واعٍ، أعلَم أنك لا ترتكب تلك الأخطاء، لكن في الحقيقة، الانحياز الأكبر هو أن تظن أنك بلا تحيزات".

الآن أنت تضع السياق في الاعتبار، وتبحث عن مجموعات السلوكيات، كما تعرف الخط المرجعي للشخص وتدرك انحيازاتك الشخصية.إنه طلبٌ صعب، إذن لنجعل البداية بسيطة..

متى يمكنك الوثوق بحدسك في قراءة الناس؟
الأخبار الجيدة: هي أن انطباعاتك الأولى دقيقة إلى حد كبير في أغلب الأحوال.

أما الأخبار السيئة: فهي أن الانطباعات الأولى تؤثر علينا بشكل كبير، بغض النظر عن صحتها أو خطئها، وهي لا تتغير إلا ببطء.
يرى سام جوسلينج، إخصائي الشخصيات النفسي بجامعة تكساس ومؤلف كتاب "Snoop"، وأحد أكثر الأشخاص شبهاً بشيرلوك هولمز:

"الانطباعات الأولى مفيدة للغاية، لكن عليك أن تستعد لتحديثها سريعاً، وهذا مكمن الصعوبة".
إذن مع غياب النصائح مني أو من سام، ما الذي يمكنك أن تثق بحدسك عنه حين تقابل شخصاً للمرة الأولى؟
تشير الدراسات إلى أنه إن بدا شخصٌ ما منفتحاً وواثقاً بنفسه أو متديناً أو ذا ضميرٍ حيّ ، فهو على الأغلب كذلك بالفعل، بل يمكنك أن تثق بحدسك أكثر إن كان حسن المظهر، لماذا؟

نحن نولي اهتماماً أكبر للأشخاص الذين يتمتعون بالجمال، ولذا تقييمنا لهم يصبح أكثر دقة:

"في المجمل، يحكم الناس على الكتاب من عنوانه، لكن حسن المظهر الخارجي يدفع لمزيد من القراءة المتأنية، وهو ما يعني أن الأشخاص الذين يتمتعون بالجمال الخارجي يراهم الآخرون بشكلٍ أكثر إيجابية ودقة".

ويضيف سام أيضاً أن بإمكانك الثقة بمظاهر الهوية، إذ إن هذه هي الأشياء التي اختار أحدهم إظهارها وهو ما يعني أنها قد تفيدك في معرفة الشخص أو كيف يريد أن يراه الناس.

انتبه للقمصان ذات الشعارات والأوشام فهي علامات دقيقة غالباً، ويرى سام: "مظاهر الهوية هي تعبيرٌ مُتعَمد عن اتجاهاتنا وأهدافنا وقيمنا.. إلخ. من المهم أيضاً الانتباه إلى أن التَعمُّد الموجود في هذه المظاهر يدفع الناس للشك فيها وفي تلاعبنا بها، لكنني أظن أن هناك القليل من الأدلة التي تشير لاستمرار ذلك الأمر. أعتقد أن الناس ترغب في أن تُعرَف بالفعل، وربما يفعلون ذلك على حساب مظهرهم العام. لو أن الخيار بأيديهم فهم يفضلون أن يراهم الناس بشكل حقيقي على أن يرونهم بإيجابية".
كل هذا على مستوى شخصي. إذاً ماذا لو حاولت قراءة شخصٍ ما في سياقٍ مهني؟

أتريد أن تعرف إن كان هذا الشخص بارعاً في وظيفته؟ يمكنك أن تراقبه أثناء أدائه لها لمدة 30 ثانية، أو لمجرد 6 ثوانٍ فقط وستجد أن تخمينك لكفاءته صحيحٌ غالباً:

"في الدراسة الأولى، تمكنت الفرضيات التي اعتمدت على مقاطع فيديو قصيرة (أقل من 30 ثانية) لسلوكيات المُعلّمين غير اللفظية، من التنبؤ بتقييم الطلاب الشامل للمُعلمين في نهاية الفصل الدراسي. كما تمكنت الدراسة الثانية من التنبؤ بتقييم مدير المدرسة لمعلمي المدرسة الثانوية. وتوصلت الدراسة الثالثة أيضاً إلى الارتباط الوثيق بين التقييمات المُعتَمِدة على مقاطع أقصر (6 ثوانٍ و15 ثانية) وبين المتغيرات المعيارية".

أما إذا أردت أن تعرف مدى ذكاء أحدهم، فتشير الأبحاث إلى صعوبة معرفة ذلك عبر المظهر فقط عند تقييم البالغين، لكن إليك خدعة بسيطة قد تساعدك، هل هم خفيفي الظل؟ لأن خفيفي الظل أذكياء:

"تدعم الدراسة الحالية الفرضية القائلة إن صياغة السخرية الفعالة هي مؤشر صادق للذكاء بين البشر".
هناك شيء آخر يمكنك الاستماع له أثناء ثرثرتهم؛ كلمة "أنا" يمكنها أن تخبرك بالكثير..
الأشخاص الأقل قوةً يستخدمونها بكثرة، بينما لا يفعل الأقوياء ذلك.

"توصل بينيبيكر إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون (أنا) بمعدلاتٍ أعلى عادة ما يكونون لطفاء وصادقين وأكثر ذاتية، بينما الأقل استخداماً لكلمة (أنا) عادة ما يكونون أكثر ثقة. كما توصل أيضاً إلى الشخص الأعلى مكانة في علاقة ما، يقل استخدامه لهذه الكلمة، بينما يزداد لجوء الشخص الأقل مكانة لاستخدام كلمة (أنا)".

حسناً، الآن تعرف متى يمكنك الوثوق بحدسك. هناك أعداد ضخمة من دراسات السلوك، لذا فلنركز على قراءة الناس بما يوفر لنا إجابات عن الأسئلة الأكثر أهمية لنا مثل..

"هل يمكنني أن أثق بهذا الشخص؟"
بالطبع سيعمل الأشخاص الذين يحاولون خداعك أو التلاعب بك على إرسال إشارات كاذبة للحصول على ثقتك؛ لذا علينا أن نركز على السلوكيات اللاواعية التي لا يمكن التحكم بها بسهولة، بما تحمله من رسائل واضحة.

ذكر مؤلفو كتاب (إشارات صادقة: كيف تُشكل عالمنا - Honest Signals: How They Shape Our World) إحدى الإشارات التي يجدر بك الانتباه إليها:

تقليد الكلام والسلوك: هل يستخدمون نفس الكلمات التي تستخدمها؟ أيتحدثون بنفس السرعة والنبرة؟ وهل يجلسون كما تجلس؟ هل هناك لعبة خفية لتتبع آثار قائد الحوار تجري في اللاوعي؟ هذه علامة على شعوره بالتوافق العاطفي معك، وعلى الرغم من إمكانية تزوير هذه الإشارات، إلا أنه من الصعب ادعاؤها طوال الحديث.
ثِق أيضاً بالأشخاص الذين تعبر لغة أجسادهم عن شعورهم العاطفي:

"تشير هذه النتائج إلى أن المتعاونين هم أكثر تعبيراً عن شعورهم العاطفي مقارنة بغير المتعاونين. كما نتكهن بأن التعبير العاطفي هو دليل أكثر مصداقية على التعاون عن مجرد إظهار الشعور الإيجابي فقط".
ماذا عن الجانب الآخر للعملة؛ ما يخبرك أن هذا الشخص ليس بذلك اللطف؟

هل هناك فائدة من ذلك الشخص؟



دعنا نبدأ بالحالات الأشد تطرفاً. يمكنك أن تثق بحدسك إذا أحسست بأن مَنْ أمامك ربما يقتلك:
"عرضنا تقريراً لتجربتين استطاع المشاركون فيها الاعتماد على الصور الشخصية للتمييز بين المجرمين وغير المجرمين، مع وضع الجنس والعِرق والسن والجاذبية في الاعتبار، بالإضافة للمظهر العاطفي وأي أدلة محتملة في الصورة الأصلية".

أنا لا أود منك تنميط الناس أو الظن بأنك محلل جنائي، لكن إذا أردت أن تعرف حقاً مدى خطورة شخص ما، اسأل رجلاً قصيراً:
"على الرغم من أن الرجال بشكل عام يعتبرون الوجوه والأصوات الرجالية أكثر هيمنة من النسائية، وُجِد أن تأثير الرجولة على إدراك الهيمنة كان أكثر حضوراً بين الرجال قصار القامة مقارنة بالأكثر طولاً. وتقترح هذه النتائج أن الاختلاف بين الكُلفة المحتملة للرجال في حالة الإدراك الخاطئ لقدرة وهيمنة منافسيهم هو ما صاغ الاختلاف المنهجي في نظرة الرجال لهيمنة منافسيهم المحتملين".

في الأغلب، أنت لا تحاول تقدير الأشخاص لأنك قلق على سلامتك الجسدية، فكيف يمكنك أن تعرف إذا كان من أمامك يحاول غشك أو تضليلك؟

بدايةً، انتبه. تبدو النصيحة بديهية، لكنك غالباً لا تنتبه للمحادثة كلها. نذرٌ يسير من التحفيز قد يصنع فرقاً حقيقياً. حين تحدثت مع ماريا كونيكوفا، مؤلفة كتاب (لعبة الثقة - The Confidence Game)، قالت:

"إذا كان حافزك موجود بشكل واضح، ستزداد قدرتك على الحكم على الآخرين بشكلٍ أكثر دقة. في أغلب الأحوال، لا يكون حافزنا عالياً إذ إن ذلك يحتاج المزيد من مواردنا، لكن حين نملك الحافز الكافي نصبح فجأة أفضل في معرفة الآخرين، كما نصبح أكثر قدرة على قراءة الإشارات، ثم تبدأ في امتلاك القدرة على تمييز أشياء معينة".
كما توجد مجموعة مترابطة من السلوكيات لدى الناس الذين يحاولون خداعك.

يقول وراي هربرت، مؤلف كتاب (التفكير مرة أخرى: التغلب على عادات دماغك المتأصلة- On Second Thought: Outsmarting Your Mind’s Hard-Wired Habits):

"هناك مجموعة مكونة من 4 إشارات، تتكرر مراراً وتكراراً، لمس اليد والوجه وعَقْد اليدين والميل بعيداً. لا تشير أيّ من هذه الإشارات إلى الخداع وحدها، لكن اجتماعها معاً ينبئ عن رسالة شديدة الدقة. وكلما استخدم المشاركون هذه المجموعة من السلوكيات بالذات، كانوا أقل جدارة بالثقة بالمعاملات المالية اللاحقة".

وبعيداً عن الأشخاص العنيفين أو الكاذبين، كيف يمكن أن تعرف أن من أمامك قد يكون وغداً؟ ألقِ نظرة على ملابسهم. المظهر الرسمي المهندم يعني أن ضمائرهم حية.

لكن هل ملابسهم باهظة الثمن؟ وهل تُظهِر ملابس المرأة جسدها؟ أو يتفاخر الرجل بعضلاته؟ مرحباً بالنرجسية، وهي ما يخبرنا عنها سام، مرة أخرى، قائلاً: "يميل النرجسيون إلى شدة الاعتناء بمظهرهم. تميل النساء إلى كشف المزيد من جسدها. ويميل الرجال إلى إظهار المزيد من عضلاتهم".

ها أنت قد حصلت على فكرة أوضح للتعرف على القتلة والغشاشين وأوغاد العالم، وبما أنني أخبرتك بأننا سنركز على الأسئلة المهمة التي تثير فضولنا أثناء التعرف على الآخرين؛ فكيف بإمكانك معرفة إذا كان الشخص الآخر مهتم بك؟

هل يغازلونني؟
عادة ما تقلل النساء من مدى انجذاب الرجال إليهن. وتشير الأبحاث إلى أن غزل النساء أكثر نجاحاً إن كان أكثر مباشرةً.
بينما يغالي الرجال الأقل جاذبية في تقدير اهتمام النساء بهن، إذاً من يمكنه الوثوق بحدسه حين يتعلق الأمر بمغازلة الجنس الآخر لهم؟

تشير الدراسات إلى أن الرجال الوسيمين هم أكثر الحكام دقةً:
"الرجال الأقل جاذبية (الذين اعتقدوا أنهم أكثر وسامة مما قيمهم النساء) كانوا أكثر اعتقاداً في اهتمام النساء الجميلات بهم، بينما كان تقييم الرجال الجذابين أكثر واقعية. وبالنسبة للنساء؟ توصلت بيريلوكس ومؤلفوها المشاركون إلى أن النساء قللن من تقدير اهتمام الرجال الجنسي بهن".

لذا إن لم تكن براد بيت (أو أنجلينا جولي) فما الذي يمكنك أن تبحث عنه لتعرف مدى اهتمام أحد الأشخاص بك؟
بحسب الأبحاث التي أجراها معهد ماساشوستس للعلوم والتكنولوجيا، فإن الإشارة الأولى لاهتمام امرأة بأحد الرجال هو حديثها بسرعة وبسلاسة.

كما ذكر كتاب (هل يفضل الرجال المحترمون الشقراوات؟ الهيئات والسلوك والعقل، العلم وراء الجنس والحب والانجذاب - Do Gentlemen Really Prefer Blondes?: Bodies, Behavior, and
Brains–The Science Behind Sex, Love, & Attraction):
"العلامة الأولى لاهتمام امرأة بأحد الرجال بشكل أكبر من الصداقة هو معدل حديثها، هل تحدثت بسلاسة وبسرعة، وهو ما يُعد علامة جيدة، أم كان حديثها متردداً وغريباً؟".

كما يزداد صوت الرجال والنساء، على حد سواء، عمقاً حين يخاطبون شخصاً يرونه جذاباً:
"توصلنا إلى أن كلا الجنسين يستخدمان صوتاً منخفض النبرة، ويُظهِرون مستوى أعلى من الإثارة الفسيولوجية أثناء الحديث للشخص الأكثر جاذبية من الجنس الآخر".

إحدى العلامات الأخرى الواضحة هي اللمس. اللمسة على الكتف أو الخصر أوالذراع أمر جيد.

كما جاء في كتاب (العلاقات الوثيقة - Close Relationships):
"قيّم المشاركون اللمسة الناعمة للوجه باعتبارها الإيماءة الأكثر تعبيراً عن الغزل والانجذاب الرومانسي، وجاء بعدها لمس الخصر أو الكتف، ثم لمس الساعد. أما اللمسات الأقل رومانسية وغزلاً فكانت المصافحة ودفع الكتف أو خبطه".
حسناً لقد عرفنا الكثير عن قراءة الآخرين. لنُجْمِل الأمر سريعاً ونتعرف على كيفية استخدامه من الزاوية الأخرى، لتبدو رائعاً حين يحاول الآخرون قراءتك..

هذا هو دليلك إلى كيفية قراءة الناس 101:
لا ترتكب الأخطاء المعتادة: ضع السياق والخط المرجعي والانحيازات في اعتبارك.
الانطباعات الأولى دقيقة عادةً: يمكنك أن تثق بحدسك في عدة صفات، عليك فقط أن تعرف هذه الصفات.
ثِق بالتقليد والتعبير العاطفي: فقط إن كانا مستمرين ومتسقين.
هناك إشارات للأشخاص السيئين: انتبه لتلاحظهم، واحذر من النرجسيين ذوي الملابس البراقة.
عمق الصوت واللمس يدلان على "المغازلة": وهو ما يسري على كل من الرجال والنساء.
والآن، وبعد هذه الرحلة المذهلة عبر هذا الكمّ من الأبحاث حول كيفية قراءة الآخرين، كيف يمكنك أن تبدو جيداً حين يحاول الآخرين قراءتك؟

هل عليك أن تولي المزيد من الاهتمام للغة جسدك؟ لا.
أو لتعبيرات وجهك أو "تقليدك السلوكي"؟ لا قطعاً.
حين تحدثت لأوليفيا فوكس كابان، مؤلفة "خرافة الكاريزما"، أخبرتني بأن هذه الجهود مصيرها إلى الفشل إلا إن كان لديك جائزة الأوسكار في التمثيل:

"محاولة التحكم بتعبيرات وجهك ليست مستحيلة فقط، بل إنها غالباً ما ستأتي بنتائج عكسية، إذ إن التعبيرات الدقيقة لن تتسق مع التعبير العام، وهو ما سيعطي انطباعاً بأن هناك أمراً خاطئاً، وستبدو مُدعياً، وهو ما يدمر الثقة والكاريزما بالطبع".
تعتمد لغة جسدك والإشارات التي تُرسَل على ما يدور داخل رأسك، غيِّر ما بداخلك، وسيتغير ما يبدو عليك. كما ترى أوليفيا أيضاً:

"مثلما يدفع الرياضيون أنفسهم لدخول "منطقتهم الخاصة"، تدفع نفسك أيضاً لدخول المنطقة العقلية الخاصة بلغة الجسد التي ترغب في ظهورها، وهو ما سيؤدي إلى توالي تأثير طريقة التفكير التي اخترتها وظهورها عبر جسدك، العقل يتفوق على المادة بالفعل بمعنى أن ما سيدور في ذهنك هو ما سيظهر عبر لغة جسدك".

في النهاية، ما بداخلك هو ما يهم. يمكننا أن نعمل على تشكيله وتهذيبه، لكن لا يمكنك عيش حياتك مُمَثِلاً.
لذا إليك أمر بسيط يمكنك تجربته: كن أفضل مَنْ يمكنك.

- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Time الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.