أنت لا تستحق هذا ........... بقلم عامر غزير
وكان هذا الصبي القادم من البادية بهموم لا يعلمهعا إلا هو، عرضةً للتهكم من طرف معلم الأدب حينها، معلمٌ ينتظر منه أن يكون رساليا متقدما في التوجيه، ولأن بضاعته مزجاة في الأدب وتاريخ الإسلام وأهله، فقد بالغ في إهانة الصبي التلميذ، مستحضرا كل مرة اسم الصحابي صهيب الرومي، قائلا لصهيب تلميذه أنت لا تستحق هذا؛ هذا اسم أكبر منك؛ هكذا كانت الكلمات تخرج من فيه كل يوم تقريبا، وصهيب هذا إنسان خلوق لا يتكلم كثيرا، وربما كان على فاقة لا يعلمها هذا الموجه المربي؛ وكل ما في الأمر أنه قليل الحضور في الدرس رغم خلقه الحسن ومحاولاته الجادة في التعلم، والواقع والحال قبل المقال أكد أن هذا الموجه لا يعرف من اللغة والأدب إلا القليل وكثيره لا فائدة منه، أما تعلقه بالصحابة فكان مجرد تضليل، فلن يكن ذلك المتدين الذي تُرى أنواره في شعاب الحياة، وعُرف عند العامة بالصعلوك الذي مكنته الصدفة من تبوّئ هذا المنصب، وصهيب هذا كما قلت كان زميلا لي فيما مضى وقد التقيته مرة في الجامعة بعد أن اختار شعبة علوم المادة التي يحلم هذا الموجه أن يدرسها لأن بضاعته في العلوم ليست مزجاة فحسب بل تؤول إلى الصفر أو منعدمة، ووجدت صبي الأمس شابا ناضج الفكر التمست فيه روح الصحابي الجليل، حينها تذكرت الظلم اللفظي الذي عاناه من هذا المعلم، وخلاصة الخلاصة أننا كبرنا وصرنا نرى بأعيننا بفكرنا بروحنا فتبين لنا الخيط الأسود من الأبيض، فلا تظلم أحدا يا موجه القوم ولا تحكم على المظاهر وعش بحالك قبل مقالك فحال واحدة تنفي كل المقالات التي تدعيها........ وإن لم تستدرك؛ فاترك مكانة المتقدمين في التوجيه فأنت لا تستحق هذا