وِداد
حبيبتي ..
أرى انَّ الشغَف عنوةً يعتَريني
يُحطّم جدار عزلتي
وينقض كلَّ العهودِ
أحبس عنه أنفاس الوجد يمانعني
فعلى من القي بلائمتي ..
أهوَ ودادكِ الذي حطّمَ كلّ القيودِ ؟
أم سنا لحظاتي التي ابقتني ؟
لعشقِكِ مشدوداً .. مشدود
وِداد
حبيبتي ..
بعدَ تجارب العمرِ ..
وتجارب العشقِ
لابدَّ لكِ من مجاراةِ وَ خوض غمارِ
فأنا رجلٌ شرقي ..
أدخّنُ بشراهة .. وَ أعاقِر الخمرِ
وَلي وَله في المنادمةِ
وَ ليالِ السَمَرِ
وَ لست من هواةِ جمع الطوابع البريديّة
أو صيد الفراشات البريّة
رغمَ عشقي للجنائنِ
فأكثر هواياتي مشبوهة
الجزء الأكبر منها ..
فن اِثارة النساءِ
وسباق الخيول من أفضل أوقاتي
وَ تيَقّني ياحبيبتي ..
بأنَّ أهوائَكِ ومزاجيتي أكبرَ ضدّينِ
فعندَ لحظات الأضطرابِ
وَحينما أكون شبقاً ..
لاتمتعضي كثيراً
واِن طالَكِ سُخفي
وِداد
حبيبتي ...
فَعندَ لحظات الأحتدامِ
أفقد هويتي
وَ ينعدم اِنتمائي
وَ تتبعثر أوراقي ..
فَـ لا تعجَبي سيدتي ..
اِذا اِنصاعَ كبريائي لرغباتكِ
وَعندما ينتابني الشعور بالعزلة
وَ ألجأ اليكِ لمواساتي
فــ يكفيني منكِ الاِنصات
أو اِماءة رأسِ ..
أو اِبتسامة اِذا دعتكِ اليها الضرورة
فنادراً ياسيدتي ..
ما أقرُّ لكِ بـ حُبِّ
رغمَ اني أُحِبُكِ كثيراً
وحينما أراكِ
تَرتعِد أوصالي
وسأبقى ممتنّاً للصدفة التي جمعتني
وَاِيّاكِ ..
فـ اِيّاكِ ..
أن تستغلي البراءة َ في داخلي
حينما أبدو كـ طفلٍ مدلّلٍ
يرغب أن يخطفَ اليهِ الأنظارِ
فـ يتصنّع التمرّد
أو التشرذم
أو العربدة
فــ كوني لي كـ الأم الرؤوم
وَقبّليني بكلّ أنحائي
ودعيني ألوذ بحنانكِ
وَ عندما تراودني نوبات الفصام ..
أو الانكسارِ ..
وأجهشَ بالبكاءِ ..
ألتمِس منكِ هدنةً
أن تخفي مخالبكِ للحظاتِ..
وَكلّ ماعليكِ هوَ مواساتي بشوقٍ
وأن تضمّيني بِملء حضنكِ
وتضغطيني اليكِ بعنفٍ
كـ قطعة منكِ عندما يعتريها الوجع
لاأخفيكِ سرّاً سيدتي ..
فأنا رجلٌ موبوءٌ بالانهيارِ
لكنّني وَعلى الرغم من أهوائي
وميولي ..
وَ مزاجيتي المفرطة
الّا اِنني حين أعشقُ ..
أؤكد لــكِ بأني سأعشقُكِ بصدقٍ
فلا يساوركِ أدنى شك
بأني سأتبرأ عن حبّي
وَعن وجودي وَ أملـــــي
فـــ ياعشقي ..
كوني لي أملاً مَنهَجيّاً كـ فصول السنةِ
فـ قناعتي بولهكِ الدائم للتجديدِ
سيفرض على واقعي المضطرب
التخلّي عن عصره الرمادي
اِلى عَصرٍ مخمليّ كـ خيالكِ الخصب
وكـ جدائلكِ البرونزية
حينما تتوهج مثل شعاع الشمسِ
ساعة الشروقِ
وِداد
حبيبتي ..
وربّما يغيب عن مخيّلتكِ
جموح الرغبةَ في أعماقي
وكلّما نظرتُ اِلى قوامكِ الممشوقِ
واِلى نَقاء عينيكِ
وغَضاضَتكِ ..
يثيرني الهَوَس
أن أتغزّلَ فيكِ
فــ دَعِيني ..
وَدَعي النشوة تغمُر أنحائي
فعندَ لحظات اللقاءِ
أتوسَّل اليكِ ياحبيبتي
أن تبيحي كلَّ المحظوراتِ
فما بينَ الرعشتينِ
تَنشَب جمّة تأوهات
تشدوا بها المُهَج الغضرةِ
كأجمل معزوفة على نوتَة القبلاتِ
وعلى اِيقاع صدى الأجساد المرتعشة
التي يّعبَقُ منها الوَجْد
كشذا غيمة الربيع قبل الهطولِ
ومابينَ الهطولينِ ..
دعيني ..
أثمل مِن لِذاذ شفتيكِ الورمَتَينِ
واعتكف علىَ ثغركِ الخَضل
رغم صَخَبُكِ ..
ورغمَ هطول الامطارِ
فـ مازلت أملك الرغبة
ان أوقِدَ جذوةَ نيراني
لمرّاتٍ ومّراتِ
وما بعدَ النزوةِ ..
تعتريني نوبة فتورِ
فلا ينتابكِ العَجَب يوماً
حينَ تصادفينَ شخصاً مختلفاً
في الطبعِ ..
و َالعادةِ وَ التكوينِ
وحينَ تصادفينَ شخصاً آخر
يبقي كلَّ الأشياء الجميلة
دائِماً بالانتظارِ
ويهجُر الحبَّ
والخِدرَ ..
و جميع الملذّاتِ
ويهيمَ في حدائق أحلامكِ ..
ويسبَح في شطآنِ خيالكِ
وتبقى ذكراه كأجمل طيفٍ
عندَ حلول المساءِ ..
فيا حبيبتي ..
أنا كأمنية ..
لم تكتمل بينَ امنيات النساءِ
وَ كلوحة فريدة
تجمع كلّ ألألوانِ
فـ مابينَ القاتمِ والقاني ..
ترحل أحزاني لأوقاتٍ
ويملك الفناء أكبر مساحاتي
فأنا رجلٌ يكتَنفَه الغموض
وجموح الرغبة تشعل نيراني
وقلبي قطعة صخر
تفتتها وتعيدها الأقدارِ
ثامر الحلّي
م/ من القصائد الرائعة التي أبصرت النور في عام 2013