دبي - مسعود الزاهد
هددت طهران إقليم كردستان العراق على لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي بـ"الوعد المدمر" و"دون أي اعتبارات"، إذا لم تضع أربيل حدا للعمليات المسلحة للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي ينطلق من كردستان العراق للاشتباك مع قوات الحرس الثوري المستقرة في كردستان إيران.
ودعا سلامي حيث كان يلقي يوم أمس الجمعة كلمة بمناسبة "يوم القدس" الذي تحتفل به إيران في كل جمعة أخيرة من شهر رمضان، دعا إقليم كردستان العراق إلى العمل بالتزاماته تجاه "العناصر الإرهابية المسلحة" على حد وصفه، وإلا ستقوم إيران بذلك بنفسها.
وقال سلامي: "نحذر الأنظمة العميلة في المنطقة والمسؤولين السياسيين في شمال العراق أن يفوا بالتزاماتهم، لأننا سندمر بشكل ماحق ودون أي اعتبار، أي نقطة تنطلق منها التهديدات ضد نظامنا".
إقليم كرستان يرفض التهديد الإيراني
وردا على تهديدات المسؤول العسكري الإيراني، أصدر إقليم كردستان العراق بيانا رفض فيه ما صرح به الجنرال سلامي جاء فيه: "نحن نرفض بشدة هذه التهديدات التي لا تليق بالجنرال سلامي، ونرى أنها لا تتناسب والعلاقات الودية القديمة بين حكومة كردستان العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، هدد قائد القوة البرية للحرس الثوري محمد باكبور هو الآخر بضرب من وصفهم بـ"الإرهابيين المسلحين في أي منطقة"، في إشارة إلى كردستان العراق، وجاء الرد الكردي العراقي على لسان رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الذي أعرب عن عميق قلقه إزاء التهديدات الإيرانية.
وحسب موقع "كردستان 24"، كان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قد أبلغ وفدا إيرانيا رفيعا زار اربيل مؤخرا بأنه مستاء من القصف الذي تشنه المدفعية الإيرانية على القرى الحدودية داخل الإقليم.
أكراد إيران يخوضون حرباً ضد الحرس الثوري
وتخوض قوات الحرس الثوري الإيراني مواجهات تصاعدت حدتها مؤخرا مع مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض عند المناطق الحدودية وفي عمق المناطق الكردية في محافظتي أذربيجان الغربية وكردستان في إيران.
وفي خضم هذه المعارك، قصفت المدفعية الإيرانية عمق أراضي كردستان العراق يوم الأحد الماضي في "حاج عمران" و"بربزين" و"دولي آلان" و"كونه ره" و"سيدكان".
وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن يوم الثلاثاء 16 يونيو، أنه قتل 12 من قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني خلال الاشتباكات التي شهدتها منطقة أشنوية، شمال غرب إيران، بينما قضى 3 عسكريين من الحرس الثوري، بينهم قائد المنطقة، العقيد صمد بوستاني مصرعه.
وبالمقابل، أكد الحزب الكردستاني مقتل 15 عنصراً من الحرس الثوري، إضافة إلى عشرات الجرحى، خلال المواجهات التي استمرت إلى يوم السبت 18 يونيو، في منطقة سردشت بمحافظة كردستان.
يذكر أن حزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، أعلن استئناف العمل المسلح ضد الحكومة الإيرانية، بعد وقف دام حوالي 23 عاماً، وذلك خلال احتفال بمناسبة عيد النوروز في 20 مارس الماضي، أقامها في مقره بجبال قنديل الواقعة على الحدود الإيرانية - العراقية، داخل أراضي إقليم كردستان العراق.
والحزب الذي يقوده مصطفى هجري، عضو مؤسس في مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية الذي يضم 14 تنظيما كرديا وتركيا أذريا وعربيا وبلوشيا وتركمانيا، ويعتبر الحزب الأم لكافة الأحزاب الكردية، حيث تأسس في عام 1946 أي أثناء الحرب العالمية الثانية، وشكل أول جمهورية كردية عرفت باسم "جمهورية مهآباد".
http://ara.tv/jmf77