يشتكي كثيرون من ضياع الوقت بلا فائدة وعدم قدرتهم على إنجاز الأعمال المطلوبة منهم في الفترة المحددة، في حين يعاني البعض الآخر من العصبية الزائدة أحياناً مع شكوى مستمرة بعدم القدرة على التركيز، هذه الأمور قد تسببها عوامل متنوعة ولكن يأتي على قائمة هذه الأسباب عدم النظام، فإذا كنت شخصاً منظماً فيمكنك إنجاز الأعمال المطلوبة منك في فترة زمنية مناسبة، كما أنك لن تشعر بالتوتر المستمر الذي يسببه عدم الإنجاز، في هذا المقال سنتعرف على مجموعة من الخطوات التي ستساعدك على أن تصبح شخصًا منظماً.
الخطوة الأولى: نظّم عقلك وأفكارك
لا نعني هنا النظام بمعناه المادي فقط بل بمعناه المعنوي الذي يشمل ترتيب الأفكار والعقل، فحتى تكون شخصاً منظماً لابد من تكون البداية من الرأس المدبر، تحتاج إلى أن تدخل إلى غياهب عقلك لترتبه وتفرز أفكاره وتصنفها، لذا ابدأ بعقلك، فكر في الأمور التي دائما ما تشغلك، أو في الأعمال اليومية المطلوبة منك، أو في أحلامك التي تهاجمك دائما أثناء أدائك لشيء آخر، رتب هذه الأفكار، ما التي تحتاج إلى قرارات سريعة وتلك التي يمكن تأجيلها، استغن عن كل الأفكار السلبية التي تروادك وتشتتك.
انتهيت؟
حسنا، أنت الآن جاهز للانتقال للخطوة التالية…
الخطوة الثانية: دوّن باستخدام الورقة والقلم
ماذا تدّون؟
دون كل شيء تريد فعله فيما يخص مهامك في العمل، قائمة المشتريات، الاتصالات الهاتفية، أي شيء تريد فعله اكتبه وهذا سيفيدك بأكثر من طريقة أولاً أنك ستتذكره لأننا عادة لا ننسي تلك الأشياء التي نسجلها بأيدينا، ثانياً أنك ستفّرغ عقلك للتفكير في الأمور الهامة والمعقدة، على سبيل المثال إذا كان لديك ميعاد عند الطبيب آخر الأسبوع وترغب في مهاتفة أحد الأصدقاء مع نهاية اليوم، وفي نفس الوقت لديك مشروع هام تعمل على إنجازه في عملك، ستجد نفسك غير قادر على التركيز تماماً في العمل وكل ساعة يمر بك خاطر يذكرك بألا تنسي مهاتفة صديقك لتهنئته بعيد ميلاده وأيضا بميعاد الطبيب، لذا فرّغ ذهنك من كل هذه الصغائر ودونها في دفتر صغير يمكنك مراجعته من وقت لآخر واجعل كل كيانك مع هذا المشروع الهام.
وحتى وإن لم تفعل ما دونته في الدفتر، لا يهم ولكن الأهم أن تتخلص من ذلك التوتر الذي تسببه لك تلك الأمور البسيطة.
يمكنك أن تفعل الأمر ذاته مع الخطوة الأولى عند ترتيب عقلك وأفكارك.
الخطوة الثالثة: كن سريعًا وتخلى قليلاً عن الكسل
معظم مشاكلنا مع عدم النظام تأتي بسبب الكسل، عندما نعود للمنزل بعد العمل، نرمي أغراضنا في أي مكان استسهالاً، لنفاجأ في صباح اليوم التالي بفقدان شاحن الهاتف المحمول وضياع أحد الأوراق الهامة وغيرها، ولا شك أن جميعنا نمتلك زوج واحد من عشرات الجوارب لدينا والسبب مجهول حتى الآن، لا تنكر هذا.
لذا فالأمر يتطلب سرعة في التنفيذ، بمعني استرح قليلاً بعد عودتك للمنزل، ثم ضع كل شيء في مكانه المخصص له، فهذا لن يكلفك وقتاً وجهداً بل سيوفر عليك مهمة إعادة ترتيب خزانة الملابس بأكملها في عطلة الأسبوع حتى تجد القميص المفقود.
الخطوة الرابعة: صنف الأشياء وثبت أماكنها
كلنا نمتلك أشياء مهولة لا حصر لها، مئات الكتب، عشرات من قطع الملابس، أدوات شخصية وغيرها وهذا في نطاق المنزل فقط، أضف إلى ذلك أغراضك في مكتبك بالعمل، مهما كثًرت أشياؤك وصُغرت المساحة المتاحة فالنظام والترتيب سيجعل منها شيئاً جميلاً، خصص ركناً للكتب والورقيات، وآخر لمتعلقات الحاسوب، وثالثاً للحقائب والأهم أن تضع الأشياء دائماً في نفس مكانها الأصلي، لأن تغيير الأماكن يستهلك الكثير من الوقت والجهد لتجد ما تبحث عنه.
الخطوة الخامسة: اكتب العقبات
ليس من السهل التحول من شخص عشوائي لا يعرف أين يجد أي من أشياؤه إلى شخص منظم جداً، الأمر يتطلب وقت وجهد للتعود، ولكن الأهم إذا كنت فعلاً ترغب في التغيير أن تبحث عن الأسباب أو العقبات التي لا تجعل منك الشخص الذي تريد، وحاول أن تحل هذه العقبات لتصل إلى هدفك.
الخطوة السادسة: اجعل النظام روتيناً في حياتك
مع التعود تصبح الأشياء أمر مسلم به، نفعلها بلا أدنى تفكير بشكل آلي، وهكذا إذا خصصت 5 دقائق يومية لترتيب مكتبك قبل الانصراف من العمل، فسيصبح ذلك جزء من روتينك في العمل كما تتناول القهوة يومياً عند وصولك.
منقول