يا سيدة الليل المسكينْ
أعرفُ أنَّكِ تتألّمينْ
وأنَّكِ يا سيدتي وحيدةٌ
وأنَّكِ ناقمةٌ على السِّنينْ
أعرفُ أنَّ الجروحَ بليغةٌ في نفسكِ وتنزفينْ ؟
لا تنسي أنَّ السِّنينَ هي السِّنينْ ؟
تعبرُ بما فيها
بحُلوها وبمُرِّها
ولن تعودَ مُجدَّداً
يا ليتكِ تتفكَّرينْ ؟
فالتجاربُ التي مرَّتْ دروسٌ
وكلَّ يومٍ ستولدينْ ؟
ستُزهرينَ مُجدَّداً
ومُجدَّداً ستفرحينْ
وستعبُرُ الغيومُ يا سيدتي
وسيلحق الليلُ الحزينُ بالسِّنينْ ؟
وادفُني مع الليلِ خضوعاً لجلاّدٍ وسجّانٍ وسجينْ ؟
جلاّدُكِ نهْجٌ درَجْتِ عليهْ
سجّانُكِ فِكرٌ خضعْتِ إليهْ
ومن الخضوعِ شكَا عليكِ السَّجينْ ؟
فاستبدلي النهجَ
وحرِّري الفِكرَ
واستقبلي بتفاؤلٍ القادماتِ من السِّنينْ
لا عيبَ في أن تعشقي
العيبُ في الليلِ الحزينْ ؟
والعيبُ أن تستسلمي لشقاءٍ قاسٍ لا يلينْ ؟
هيا ادخُلي في عالمي
وتحرَّري من ظالِمينْ ؟
في عالمي طابَ الهوى
في عالمي ماءٌ وطينْ
الماءُ كي تتجدَّدي
والطِّينُ للبيتِ الأمينْ ؟
فأستبشِري في قادِمٍ
ورْدٌ يُحاكي الياسَمينْ
سيفوحُ عِطرُ سنينِكِ
وسينتهي الزَّمنُ اللعينْ ؟
حسن رمضان